ملتقى النخبة- elite يناقش ظاهرة اطلاق العيارات النارية

الأنباط – مريم القاسم .
شهدت المملكة اخيرا عودة ظاهرة اطلاق العيارات النارية في المناسبات والافراح ، وهي ظاهرة قديمة جديدة ما زالت تحصد الارواح وتسبب الاعاقات ، يعدها بعضهم ظاهرة من ظواهر التعبير عن الفرح لكنها ليست الا اداة قتل صممت لهذا الغرض .
طرح ملتقى النخبة- elite ظاهرة إطلاق العيارات النارية ، للنقاش على عدد من المختصين في القطاعين العام والخاص ، الذين سلطوا الضوء على خطورة هذه الظاهرة ، مشددين على تغليظ العقوبات لمرتكبيها .
قال محمود ملكاوي ان ظاهرة اطلاق العيارات النارية لها جذور اجتماعية وثقافية في مجتمعنا الأردني ، وعلى الرغم من كل التحذيرات والاجراءات التي تاخذها الحكومة بأجهزتها كافة بين مدة وأخرى، إلا أن هذه الظاهرة مستمرة .
واوضح ان السنوات الأخيرة شهدت وقوع العديد من الوفيات والإصابات بعيارات نارية طائشة في الأفراح والمناسبات الاإجتماعية ، مؤكدا ان هذه الظاهرة غير حضارية، مشير الى ان الناس اعتادوا عليها للتعبير عن أفراحهم في مناسباتهم ، دون إدراك منهم لخطورتها ، وما لها من تأثير سلبي على المجتمع.
وبين الدكتور وليد أبو حمور ان اطلاق العيارات النارية هو سلوك اجتماعي تناقلته الاجيال، وتصويب هذا السلوك ياتي بتطبيق القانون لانه من امن العقاب أساء الادب ، مضيفا انه يجب تطبيق القانون على الجميع دون استثناء وان لا يكون للواسطات اي تأثير، والاستمرارية في تطبيق القانون بدرجة الحزم نفسها، بان يكون خط احمر في كل الاوقات والاماكن .
وأشارت الدكتورة طيب الفاروسي الى انها مشكلة اجتماعية خطيرة ، موضحة ان القانون هو الفيصل وعليه ان يكون شديدا في مثل هذه الحالات وعلى الحكومة ان تتخذ أشد العقوبات بمن تسوّل له نفسه اطلاق للنار مهما كان مركزه وفي أي مناسبة.
وقال ابراهيم ابو حويله ان الأسلحة النارية لم تصنع للاحتفال بل للقتل ، مشيرا الى ان السلاح كان له وقته عندما كان القانون ضعيفا ولا يقوى على إقامة العدل ، وكان الناس قلة ومع ذلك وقعت الكثير من الحوادث بسببه ، مشددا على العقوبة والاتهام بالقتل العمد لكل من تسول له نفسه إطلاق عيارات نارية أو السماح بإطلاقها.
وشدد غنام جرار على اعتبار القتل باطلاق النار في المناسبات قتلًا عمدًا ، ومجرد اطلاق النار من دون وقوع اصابات شروعًا في القتل ،مشددا على تطبيق عقوبات رادعة بحزم وبلا استثناءات كفيلّ بالحد من هذه الظاهرة الهمجية.
وقال حاتم مسامرة ان القوانين والتشريعات منعت وحرمت إطلاق العيارات النارية في المناسبات، لكن لم يصل لمرحلة تحريمها شرعا ، طارحا فكرة وجود نوادي للأسلحة النارية، تمكن من لديه هواية او الرغبة في اطلاق النار من ممارسة هذا الفعل بطريقة آمنة ومراقبة، هذا قد يؤدي لتخفيف من ظاهرة اطلاق النار في المناسبات .
وعقب الدكتور عيد أبو دلبوح على دور الدولة في منع اطلاق الرصاص في المناسبات وهي المنوط بها ترخيص السلاح مشيرا الى عدم السيطرة على انتشارها بين الناس ، اذ ان اطلاق النار يكون من الناس الذين لديهم سطوة سلطة فقط، لانهم يشعرون بعقده نقص داخلية ويعبرون عنها بصوت الرصاص.
وقال مهنا نافع ان إطلاق العيارات النارية جريمة، ورغم ذلك ما زلنا نسمع عن مواطنين يفعلون ذلك بكل استهتار وغير مبالين بأي عواقب له ، ومتجاهلين انه يؤدي الى ازهاق روح بريئة من دون حق ، مشدد على حصول الراغبين باقتناء سلاح على رخصة خاصة، لرغبتهم بممارسة الرماية كنوع من الهواية،وتخصيص أماكن محددة للمارسة هواية اطلاق النار.
وبين الدكتور عديل الشرمان ان هذه الظاهرة لا تقارن بحوادث السير والادمان على المخدرات لخطورتها ، إلا أن المقلق في هذه الظاهرة أنها تشكل تحديا للأجهزة الأمنية، واعتداء على هيبة الدولة، واستهتارا بالأنظمة والقوانين ، موضحا ان من يقومون بذلك هم فئة عبثية مستهترة من المواطنين وفي الغالب من فئة الشباب المتحمس حماسا في غير محله .
وأشار المهندس رائد حتر الى ان هذه الظاهرة ضعفت حدتها بالسنوات الاخيرة وهذا يعود الى جهود الامن العام في متابعة وملاحقة المخالفين للقانون ، مبينا أن هناك أسبابا عدة لتراجعها منها ارتفاع ثمن العيارات النارية ، وظروف الاغلاق ومنع التجمعات بسبب كورونا ، وارتفاع مستوى الوعي لدى المواطنين بمدى خطورة هذه الظاهرة ولمعالجة ما بقي من آثار لهذه الظاهرة ، داعيا لتغليظ العقوبات ومتابعة المخالفين دون تمييز وتطبيق اجراءات وقاية استباقية.
وقال محمد الزعبي ان إطلاق العيارات النارية أصبح سمة عند بعض الأشخاص الذين يرونن انهم وجهاء وأنهم فوق القانون ، ولا يكترثون بحياة الناس ، لذلك لا بد من تجويد القانون وتغليضه عليهم.
وبين هاشم المجالي انه بات معروفا أن المقذوف الناري قاتل اذا كان موجها مباشرة تجاه اشخاص ، وأن المقذوف الناري قاتل أيضا اذا سقط من الأعلى على الأرض ، مشددا على انه آن الاوان لمحاربتة هذه الظاهرة تشريعيا واعلاميا ومجتمعيا وعرفا وعادة عشائرية.
وقال المهندس أحمد العدوان ان هذه الظاهرة انتقلت الى المدن حيث ادت لحدوث قتلى لاذنب لهم من خلال رصاصة طائشة من شخص لايسيطر على نفسه ولايحسن اطلاق الرصاص والتحكم به ، مؤكدا على أهمية دور الاعلام في الحد من هذه الظاهرة من خلال توعية الناس بمخاطر اطلاق الرصاص وخطرها على المجتمع.
وبين المهندس محمود الدباس ان اطلاق العيارات النارية اقرب الى العمد في تسبب الاصابات والوفيات ، بسبب معرفة مطلق الرصاص انه سوف تعود الى الارض وهي مليئة بالناس والممتلكات ، داعيا لرفع سقف العقوبات وخصوصا في المدن والمخيمات والقرى الى حد العمد في التسبب .
وقال أسعد بني عطا ان جهود السلطتين التنفيذية والتشريعية يتم من خلال تشريع قوانين تغلظ عقوبة القتل باطلاق النار في المناسبات باعتباره قتلًا متعمدًا ، وتضمين المناهج في المدارس والجامعات حول الأضرار والآثار المادية والمعنوية السلبية لإطلاق العيارات النارية ،مشددا على الدور الحقيقي للاعلام من خلال متابعة هذه الظاهرة وتوثيقها ميدانيا