وليد احمد يكتب: اوكرانيا


- مع بدء الأزمة الأوكرانية وبتوجيه من جلالة الملك شكلت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ( خلية أزمة ) اعدت خطة متكاملة بالرجوع إلى سفارتها في أنقرة اساسا وبالتنسيق مع سفارتها في موسكو للتواصل مع الجالية الأردنية في ( أوكرانيا ) للحصول على معلومات عن أوضاعهم ، والعمل مع الجهات المعنية لتوفير ممرات آمنة لتأمين خروجهم من أوكرانيا والعودة إلى البلاد ، وكان أبرز ما تم تحقيقه :

. كشفت البيانات بأن عدد أبناء الجالية الأردنية المسجلين في أوكرانيا بلغ ( ٢٦٠٢ ) مواطنا ، سجل منهم على المنصة ( ١٥٠٨ ) للعودة إلى البلاد ولم يسجل البقية باعتبارهم مزدوجي الجنسية ، وبلغ عدد الطلبة ( ٧٢٧ ) طالبا موزعين على ( ٣٧ ) جامعة في ( ١٣ ) مدينة .

. تم إجراء اتصالاتٍ مكثفة مع كافة الجهات الرسمية في أوكرانيا وتركيا ، ومع السفراء العاملين فيهما لتنسيق الجهود وتبادل المعلومات حول أوضاع الجاليات وسبل تأمين خروجهم من أوكرانيا .

. وفق خطة ميدانية للوصول إلى كافة أفراد الجالية شكلت سفارتنا في انقره ( نقاط اتصال / مجموعات واتس تعمل كخلية أزمة للجالية في كل مدينة أوكرانية ) بحيث يقوم شخص بالتواصل معهم يوميا للاطمئنان على أوضاعهم وتقديم النصح لهم ، وجرى توجيه الجالية في حالة الطوارئ بمتابعة الاخبار والتوجه إلى المراكز الطبية والمستشفيات والملاجئ الحكومية في حال تعرض المدن للقصف لأنها آمنة ، والابتعاد عن المراكز الأمنية والمباني الحكومية ومحطات الوقود لأنها قد تكون اهدافا مرشحة للقصف .

. تم توجيه ممثلي الجالية لدفع النفقات المالية لمن تقطعت بهم السبل في أوكرانيا على أن يتم تغطيتها من قبل وزارة الخارجية لاحقا ، وقام مندوبو السفارات الأردنية على الحدود مع أوكرانيا ؛ ( بولندا ، رومانيا ، بلغاريا وسلوفاكيا ) باستقبال من يصلهم من الجالية ، وتقديم الدعم المالي واللوجستي المتعلق بعدم توفر الوثائق اللازمة لهم وتامين عودتهم إلى الأردن .

. جرى التنسيق بشكل مكثف وسط ظروف استثنائية مع الخارجية الأوكرانية والسفارات العاملة في كييف لتأمين ممرات آمنة لخروج العالقين في : ( خاركيف ، سومي وبلتوڤا ... ) .

. يُذكر أنه ومنذ بدء العمليات العسكرية في أوكرانيا تمكّن أكثر من (١١١٣) مواطنا أردنيا وعائلاتهم من عبور الحدود من أوكرانيا إلى رومانيا وبولندا وسلوفاكيا وهنغاريا ومولدوفا ، وتمّ التعامل معهم على الفور من قبل مندوبي الوزارة المتواجدين على النقاط الحدودية ، ووصل إلى المملكة ( ٣٦٧ ) شخصاً ممن أبدوا رغبتهم بالعودة .

. بتقديري أن وزارة الخارجية والسفارة الأردنية في أنقرة بشكل خاص بذلت جهدا مميزا يستحق الثناء بعمليات إخلاء أبناء الجالية عبر ممرات آمنة من أوكرانيا إلى الأردن دون تعرض اي منهم للإصابة ، لكن يبقى على عاتق الديبلوماسية الأردنية متابعة استثمار إسرائيل للحرب على أوكرانيا بإرسال ممثليها إلى دول الجوار الاوكراني لاستقطاب اللاجئين اليهود ، وما يشكله ذلك من خطر باتجاه تفريغ " إسرائيل " من عرب ال( ٤٨ ) ومتابعة تهويد مناطق السلطة الفلسطينية ، وما قد يتبع ذلك من تغيير للواقع على الأرض ، وتلاشي فرص إقامة دولة فلسطينية ، ومخاطر تحويل الأردن إلى وطن بديل .

. نتمنى ان تتمكن وزارة التعليم العالي من احتواء الطلبة العائدين من اوكرانيا في الجامعات الأردنية وما اكثرها ، والمساهمة بتدوير الاقتصاد بدلا من خروج العملات الصعبة من الأردن إلى الخارج .