"النفاق الاجتماعي"... ظاهرة تزدهر مع الانتخابات

الأنباط - محمد المعايطة

أصبحت مجالس الأردنيين تعج بأخبار الإنتخابات ويزداد حديث أطياف المجتمع يوماً بعد يوم، ومع قرب يوم الإقتراع باتت الساحة تعج بمن يرون أنهم عرابو الإنتخابات. من جهة أخرى أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي، تستخدم بكثرة في النفاق الإجتماعي والمجاملة والكذب

وما شابه لتحقيق منفعات شخصية، أو دفع الآخرين لأخذ نظرة مغايرة عن الحقيقة التي قد تتسم أحياناً بصفات لا تقربه من الآخرين. ومع قرب الانتخابات، بدأ تأليف المسرحيات بممثلين وكومبارس مبتدئين، يتجلى خلالها النفاق، والعصبية والشللية، والتصنع. وعن أسباب هذا المرض "النفاق الإجتماعي" الذي أصبح إدماناً عند البعض، قال الناشط الاجتماعي الدكتور إحسان جرادات، إن النفوس بحاجة إلى ترميم، وليس إلى تأزيم، وهذه ظاهرة نفسية موسمية يعاني منها ضعفاء النفوس وهي حالة إدمان كأي مرض يعاني منه الشخص من خلال حالته النفسية وعلاجه هو النفاق ومصالحه الشخصية بديلاً عن العلاجات لبعض مرضى النفسية. وشدد على إصلاح النفوس أولاً وتحكيم العقل والضمير، والإبتعاد عن الشللية والعصبية البغيضة. ودعا الجرادات الى العمل على تغيير الكثير من الممارسات والمفاهيم والقناعات الخاطئة لدى البعض وأن نختار الأفضل، والأصلح، والأقوى، والصادق الصدوق، الذي عاش ومازال يعيش بين أبناء مجتمعه، كي يعمل بكل جدية للمصلحه العامة وأن يكون كفوء، في حين ومن خلال الإستقصاء الذي نشاهده في الحياه السياسية التي تعيشها البلاد يطالب الجمهور بالإصلاح، مناشداً المجتمع البعد عن النفاق الإنتخابي والعمل على إفراز الأفضل لمصلحة الوطن والشعب أولاً وأخيراً.

من جهته، قال البروفيسور حسين المحادين، أخصائي علم الاجتماع في جامعة مؤتة، قال أن هناك أسباباً كثيرة للنفاق الإجتماعي (الإنتخابي) بين المرشحين و على مواقع التواصل، منها قلة الذكاء السياسي وقلة الوازع الديني وعدم إدراك الناس مخاطر هذا النفاق وعواقبه، كما أن هناك من يعتبر النفاق وسيلة سهلة للوصول إلي مبتغاه من خلال التملق، ومن أجل المصالح وتزييف الحقائق، ونجد النفاق الإجتماعي واضحاً في مجال الأعراس أو المناسبات للتباهي والتفاخر، وفي مجال الأعمال الخيرية للحصول على مديح الناس وثنائهم. وأضاف المحادين أن مواقع التواصل ليست للنفاق بقدر ما يفترض أنها للاستفادة من نمط الحياة المتجدد مع المتغيرات كوجود الأخبار، فهذه المواقع أصبحت وسائل لإيصال المعلومات والإجابة عن أسئلة الجمهور، ومعرفة من هو الأفضل وخاصة لمن يتطلب مجال عمله التواصل بشكل مستمر، فتكون هذه الوسائل طريقة أسرع وأكثر انتشاراً، وفيها توفير للوقت بحيث تجيب لمرة واحدة عن إستفسار قد يتكرر، وتبقي هذه الإجابة في حسابك ويمكنك أن تسهل الوصول إليها عن طريق استخدام أداة «الهاشتاق» #لا_للنفاق وما شابه ذلك. أخصائي الطب النفسي الطبيب الدكتور مالك الرواشدة قال إن الذين هم خلف الشاشات ليسوا منافقين، أو يمارسون هذا النفاق، بل أصبحت عادة ومرضاً عندهم أي أصبحت وسيلة وهي سلاح ذو حدين لهم، فالتواصل الإجتماعي لا يمكن الإستغناء عنه، وأحياناً تكون جالساَ ساعات وهو لا يكلمك، ولا ينطق معك، وإذا إبتعد عن هذا العالم يصبح عصبياً ولا يهدأ الا إذا اخذ مهدئات، ويصبح مدمنا على العلاجات المهدئة وهكذا. وعلى النقيض من ذلك هناك أشخاص لديهم نفاق وخاصة عندما يكونون من خلف الشاشة فيختبئون ورائها سعياً للشهرة أو لإنتحال شخصيات الآخرين أو من أجل كسب المال بطرق الخداع والكذب ولا يهمه إن فتن المجتمع بالإنتخابات، حيث هذه الشخصيات تكون لديها مشاكل عدة لضعف ثقة أصحابها والبعض الأخر هو كومبارس وأداة للغير في سبيل الخراب، و حيث نقول نحن كما قال رب العرش العظيم.

"وبشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما