كتب محمود الدباس.. فاقد الشيء لا يعطيه..


بينما كنت أتحدث مع صديق لي.. إستوقفتني جملة منه وهي.. "إبتسامتك في وجه أخيك صدقة".. وللامانة كل من يعرفه.. يعرفه بطبعه العابس المتكدر والمتشائم دوما.. وينطبق عليه ما نقوله بالعامية "ما بيضحك للرغيف السخن"..

فقلت له يا فلان.. لو انك قلت شيء آخر كي تقنعني بطرحك واتبناه !.. فَلَم أعهدك تتبسم في وجه أحد.. وحتى من يتبسم بوجهك لا تبادله اياها.. ولقد خرجت هذه الجملة من بين شفتيك بشكل لا يتناسب مع مضمونها وما تبدوا عليه تقاطيع وجهك..

وهنا أود أن أتطرق للكثير من المنافقين والمتشدقين في كلامهم.. اكان السياسي او الاجتماعي او الاقتصادي او حتى الديني..
فعندما تتفوه أو تكتب مقالة أو ترسل مشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي.. فَحَري بك أن تتسم بمضمونها وتطبقها على نفسك قبل أن تظهر بمظهر الثعلب الذي يلبس ثياب الواعظين..

فكثير ما نسمع من يقول الصدقة تمحو الخطيئة.. وهو مَضرب مثل للشح والبخل..
ومنهم من يخرج علينا بالحديث عن جبر الخواطر.. والكلام الطيب يُقرب إلى الله.. وهو اسوأ مثل لكسر الخواطر.. وفمه يقطر كلاما منفر..
ومنهم من يدعوك للتواد والتراحم وحسن الجوار ولا فرق بين ابيض على اسود والتجميع اولى من التفريق ويد الله مع الجماعة.. وحين يجد الجد.. تجده رمزا للعنصرية والتفرقة وتفسيخ اي نسيج اجتماعي..
وللاسف الأمثلة كثيرة على امثالهم..

فيا من تتشدق بما ليس بطبعك.. حاول ان تكون القدوة بأفعالك لا بأقوالك.. فالأثر الطيب للإنسان هو الباقي.. والرحلة قصيرة.. ولا تدري متى ستترجل..
أبو الليث..