منتدى الاستراتيجيات: 68% من المستثمرين يعتقدون أن إيراداتهم لن تغطي التزاماتهم خلال الفترة المقبلة

أصدر منتدى الاستراتيجيات الأردني نتائج الجولة التاسعة لمسح ثقة المستثمرين في الأردن، والذي يعده المنتدى بشكل دوري بهدف قياس ثقة المستثمرين العاملين في الأردن ضمن عدد من المحاور التقييمية.
وشمل المسح الذي تم إجراؤه بالتعاون مع شركة نماء للدراسات الاستراتيجية وشركة كنز لتكنولوجيا المعلومات، 613 شركة من مختلف القطاعات، تتراوح أحجامها ما بين شركات كبيرة ومتوسطة وصغيرة الحجم. وأشارت نتائج الموجة التاسعة لمسح ثقة المستثمرين في الأردن الصادر عن منتدى الاستراتيجيات الأردني إلى زيادة نسبة المستثمرين الذين يرون بأن الوضع الاقتصادي في الأردن خلال العام 2021 كان أفضل من العام الذي سبقه؛ حيث ارتفعت هذه النسبة من 16 بالمئة خلال الجولة الثامنة إلى ما يقارب 24 بالمئة خلال المسح الأخير (الجولة التاسعة)؛ بالمقابل تراجعت نسبة المستثمرين الذين يرون بأن الأمور الاقتصادية في العام 2021 أسوأ منها في العام 2020، حيث بلغت نسبتهم 45 بالمئة، والتي لا تزال بطبيعة الحال مرتفعة نسبياً؛ وقد عزى المنتدى السبب في ذلك باعتبار أن الإجراءات والقيود المتعلقة بجائحة كورونا في العام 2021 كانت أقل من العام 2020.
وفيما يخص التعامل التجاري للشركات في العام 2021 مقارنة بالعام 2020، فقد ارتفعت نسبة المستثمرين الذين يرون بأن حجم تعاملهم التجاري في العام 2021 كان أفضل من العام 2020 بمعدل 8 نقاط مئوية. بالمقابل، انخفضت نسبة المستثمرين الذين قالوا بأن حجم تعاملهم التجاري أسوأ في العام الحالي عن العام الذي سبقه لتصل إلى ما يقارب 43 بالمئة بفارق 10 نقاط مئوية عن المسح السابق.
وحول توقعات المستثمرين ومدى تفاؤلهم حول المستقبل الاقتصادي في الأردن خلال الــ 12 شهراً المقبلة، أشارت نتائج المسح إلى انخفاض بمعدل 7 نقاط مئوية في نسبة المستثمرين الذين يرون بأن الوضع الاقتصادي خلال الفترة القادمة سيكون أفضل مما هو عليه الآن ليصل إلى حوالي 43 بالمئة بعد أن كان 50 بالمئة، كما ارتفعت نسبة المستثمرين الذين يرون بأن الوضع الاقتصادي سيكون أسوأ مما هو عليه الآن من 30 بالمئة في الجولة الماضية إلى أن وصلت إلى حوالي 34 بالمئة من إجمالي حجم العينة في هذه الجولة. وعزى المنتدى سبب تراجع مستوى التفاؤل خلال الفترة القادمة إلى حالة عدم اليقين السائدة في العالم ككل والخوف من ظهور متحورات جديدة لكورونا.
وفي ذات السياق، أظهرت نتائج المسح بأن نسبة المستثمرين الذين قاموا بتوسيع أعمالهم في الأردن خلال العام الماضي لم تتجاوز الـ 5 بالمئة، في حين ارتفعت نسبة المستثمرين الذين قلصوا أعمالهم في الأردن من 41 بالمئة في نيسان 2021 إلى 54 بالمئة خلال كانون الثاني 2022، وهو ما يؤشر إلى حجم الجمود في الحركة التجارية خلال العام الماضي.
وأظهرت نتائج المسح أن أغلبية المستثمرين في الأردن بنسبة 72 بالمئة، لم يفكروا بنقل أعمالهم خارج الأردن خلال السنوات الثلاث الماضية، كما أظهرت النتائج انخفاضاَ ملموساً في نسبة المستثمرين الذين قالوا بأنهم يفكرون في نقل أعمالهم خارج الأردن لتبلغ نسبتهم 28 بالمئة ضمن الجولة الحالية مقارنة بـ 37 بالمئة في الجولة السابقة.
وفيما يخص توقعات المستثمرين حول تحسن مبيعاتهم الـ 12 شهراً القادمة، أشار نحو 33 بالمئة من المستثمرين إلى عدم توقعهم لأي تحسن في مبيعاتهم خلال العام 2022؛ في حين أظهر 54 بالمئة من المستثمرين تفاؤلهم بتحسن مستوى مبيعاتهم. وبالنظر إلى القطاعات؛ تشير نتائج المسح إلى أن المستثمرين في القطاع الخدمي أقل تفاؤلاً حيال تحسن مستوى مبيعاتهم، فيما كان القطاع التجاري الأكثر تفاؤلاً بتحسن مبيعاتهم خلال الفترة القادمة.
وأشار نحو 67 بالمئة من المستثمرين إلى أنهم لا يعتقدون بأن إيراداتهم ستغطي التزاماتهم خلال الفترة القليلة القادمة؛ مما يؤشر إلى عدم وجود حيز مالي لدى معظم المستثمرين، نتيجة تردي الأوضاع بسبب أزمة جائحة كورونا.
وبينت نتائج المسح أن المنشآت التي يقل عدد موظفيها عن (10) لا يمكنها تكبّد المزيد من الأعباء المالية، حيث أشار نحو 68 بالمئة من المستثمرين في المنشآت الصغيرة إلى أن إيراداتهم لن تغطي الالتزامات المترتبة عليهم خلال الـ 3 أشهر القادمة.
ونوّه المنتدى أن النسبة الأعظم من المستثمرين 86 بالمئة أشاروا إلا أنهم لم يستفيدوا من إجراءات أو البرامج الحكومية لمواجهة تداعيات أزمة كورونا، مما قد يدل على وجود خلل في آليات التواصل.
وفي هذا السياق، أكد المنتدى ضرورة وضع سياسة استثمارية تركّز على القطاعات والشركات ذات الأحجام الصغيرة والمتوسطة وتكون قابلة للقياس، بحيث يسهل تتبع تنفيذ تلك السياسة وقياس أثرها على المنشآت، وإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة الأسباب المتعلقة بحجم السوق وضعف الطلب المحلي والأوضاع الاقتصادية الصعبة، والتي أثرت بدورها على ضبابية الرؤيا وانحسار التفاؤل حيال المستقبل من وجهة نظر المستثمرين.
--(بترا)