ملتقى النخبة-elite يسلط الضوء على التسول الالكتروني

مريم القاسم 
 سلط ملتقى النخبة-elite في مناقشاتة الاخيرة الضوء على موضوع استخدام وسائل التواصل  الاجتماعي لطلب   المساعدة بمشاركة مختصين وخبراء عرضوا سلبيات وايجابيات هذا الموضوع . 
قال محمود ملكاوي ان استخدام  وسائل التواصل الاجتماعي لطلب المساعدات بحجة جمع التبرعات والصدقات لمساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى من شأنه  تشويه وجه عمل الخير وتفاقمه يحوله الى ظاهرة إجتماعية مقلقة يترتب عليها وقوع المواطنين كضحايا والحث  على اسداء النصائح بالتبرع للجمعيات المتخصصة والمرخصة . 
وبين مهنا نافع ان العمل الخيري يجب أن يكون من خلال الإطار المؤسسي مثل صندوق الزكاة او الجمعيات الخيرية التي تخضع للرقابة الحكومية  بحيث يكون لفاعل الخير الحرية باختيار من يفضل التعامل معه كما يمكنه المشاركة بالتطوع بأي من النشاطات التي يريديها  ليتأكد من أن مساهمته وصلت لمن يستحقها ، بحيث يساهم كل شخص حسب قدرته دون استغلال لتحقيق مكاسب شخصية تحرم المستحقين.
وأشار ابراهيم ابو حويله الى وجود تنظيم في بعض البلاد  لهذه القضايا وحتى الحيوانات لها  منظمات تعنى بها وتؤمن احتياجاتها ومع كثرة الجمعيات والمنظمات الخيرية الا ان الفاعلية والتنظيم والتسجيل والارشفة فيها مفقودة وتبقى المساعدات التي تسد حاجة اليوم لكنها لا تغني  السائل عن السوال . 
وقال باسم الحموري انه لكثرة المتسولين أصبحنا لا نعرف من المحتاج من غيره وأصبحت وسائل التواصل الإجتماعي الطريقة العصرية لعمليات النصب والتسول بمسميات مختلفة وللأسف اصبحت بعض الفتيات هذه الطريقة وفي حال عدم الإستجابة يتعرض الشخص للابزاز من قبلها .
وبين الدكتور عديل الشرمان ان التسول الالكتروني أصبح أسلوبا احتياليا ومن الأساليب المستحدثة وأسلوبا عابرا للحدود، حيث استفاد المتسولون من مزايا وخصائص الإعلام الحديث في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الضحايا بأسرع وقت وبأقل جهد ، وقد يستخدم المتسولين  أساليب الاستمالة العاطفية والدينية، والإلحاح الشديد والمتكرر للوصول الى أهدافهم، مؤكدا أهمية زيادة وعي المواطنين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الأسلوب عن طريق الجهات المعنية، وسن أو تعديل التشريعات للحد من ظاهرة التسول الالكتروني وجمع التبرعات. 
وقالت هيام وهبة ان للتسول اشكال وطرق عديدة حال انشارها في وسائل التواصل الاجتماعي لا احد يستطيع التمييز حول مصداقية الطلب الا في حال ان الشخص الطالب ثقة ومعروف ، موضحة انه يجب تنظيم ذلك من قبل الجهات المعنية لتصبح مصدر ثقة او باطلاق منصة موثوقة تستقبل وتراجع تكون مسؤولة لوصول المساعدات الى مستحقيها . 
وأشارت الدكتورة طيب الفاروسي الى انه لو كان المجتمع بأفراده الاغنياء والمكتفين ماديا يزكّون عن اموالهم ويُخرجون الصدقات لمن يستحق عن طريق جمعيات خيرية موثوق بها بكل أعضائها ، لم نصل لهذا الحال المتردّي كما وصلنا اليه الآن من ناحية استجداء العطف واستدرار الاموال والمساعدات ولو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي من أشخاص ليس لديهم معهم أي سابق معرفة ،موضحة ضرورة ملاحقتهم من الجهات المعنية للقضاء على هذه الظاهرة غير الحضارية والتي تضر بسمعة المجتمع والبلد. 
وقال الدكتور موفق الزعبي ان المتسولين الكترونياً من خلال وسائل التواصل هم أشخاص محتالين يجدون التسول بهذه الطريقة وسيلة للكسب السريع وخاصة عندما يدعون أنهم من مناطق منكوبة لاستعطاف الناس مبينا ان أفضل وسيلة للرد عليهم هي إهمال رسائلهم وعدم الرد عليها مطلقاً وتحذير من هم من حولنا من الوقوع في شباكهم ، ومن أراد التبرع أو اخراج زكاة امواله أو التصدق على أحد فالأولى ان تكون لاشخاص يعرفهم مباشرة كالأقارب المحتاجين 
وقال حسام مضاعين ان المساعدات الانسانية باشكالها تنقسم الى نوعين الاول يعالج جانب مهم لاصحاب الحاجة والمعوزين الذين يلجأون بشكل مباشر لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ،والنوع الاخر يعمل من خلال مؤسسات او جمعيات مرخصة وقانونية  تجمع المساعدات لاعادة توزيعها على الفقراء والمحتاجين ، موضحا ان فكرة وجود منصة الكترونية موحده للمؤسسات ضمن ضوابط قانونية ورقابية تضمن عدم استغلال حاجات الناس لاهداف شخصية تكون رائدة في استثمار التكنولوجيا لخدمة المجتمع والفقراء الذين تزداد اعدادهم يوما بعد يوم نتيجة تردي الاوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة..
وأشار الدكتور عيد ابو دلبوح الى انه لا يجب ان يكون هناك تسول في الاردن نظرا الى حجم التبرعات الكبير ولكن تجويع الناس وعدم توزيع مكاسب الدولة بعداله على ارجاء الوطن فة ، اوجدت حالات تسول عالية والذين يعتقدون انهم شخصيات الوطن يعطلون توزيع المكاسب على المناطق الاكثر فقرا بهدف تكدس المال في منطقة محددة فهنا يصبح التسول اكبر بكثير. 
وبين زهدي جانبك انه لا يجوزتشجيع التسول على الإشارات الضوئية والشوارع مهما كانت وسيلة التسول وقد اصدرت دائرة الافتاء فتوى بعدم اجازة تشجيع التسول من البيوت، واماكن العمل، ووسائل التواصل الاجتماعي بجميع أساليبه، ومهما كانت الحجج والاعذار المستخدمة من قبل المتسولين وعليه فان المؤسسات المختصة بالخدمات الاجتماعية هي البديل السليم لإيصال المساعدات الى المحتاجين .. 
وقال المهندس رائد حتر ان مهنة التسول مهنة قديمة جدا، يجب مواجهتها بالسبل الممكنة ، منوها بدور وزارة التنمية الاجتماعية في مكافحة متسولي الشوارع والان أصبح عليها دور جديد يتمثل بمكافحة متسولي المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي بالتعاون مع الجهات الحكومية الأخرى مشيرا الى امكانية اصدار نظام يقضي بمنع نشر أي طلب تسول لا يكون مقرون بموافقة الوزارة تحت طائلة المسؤولية، .  
وأشارت الدكتورة فاطمة عطيات الى انه يجب ان تبادر وزارة التنمية الاجتماعية بفتح منصة الكترونية لهولاء المحتاجين تجري بعدها دراسة ميدانيه علمية تكشف الزيف من الحقيقة لكل طلب يقدم للتاكد من الحاجة الحقيقية لهولاء الناس، ومن ثم احالتهم للجهات التي تتناسب واوضاعهم والاصل ان يتم تدريبهم على مشاريع او مهن في مجالات انتاجية لمساعدتهم على تامين احتياجاتهم من خلال ما يسمى التأهيل المباشر وغير المباشر موضحة أن هناك دور سلبي تلعبه وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من رقابة وعدم وجود آليات للحد من الظواهر السلبية. 
وبين ياسر الشمالي ان الشرع نبهنا إلى أهمية الاحتياط وتوخي المحتاج الفعلي وان الواقع اثبت أن أغلب المتسولين هم محتالون متسائلا أين واجب الدولة في معالجة الفقرخاصة  ان منظرهم يسيء للبلد مؤكدا ضرورة معالجة هذه الظاهرة التي تدل على وجود خلل اجتماعي. 
وقال الدكتور باسم روبين انه لا يمكن للمواطن العادي  تمييز ممتهني التسول، وهذا يقع على عاتق الدولة اما نحن فعلينا ان نتعامل مع السائل وكانه محتاج وفي ذلك اجر.. 
وأشار الدكتور رشاد الكيلاني الى ان من يسألون يقسموا إلى أنواع ودرجات فمنهم السائلون الذين لا يسألون بل يدل واقع حالهم على مقالهم وتنبئ عفتهم وطهارتهم وحيائهم عن حاجتهم دون سؤال، فقد تعرفهم بنظرة مشفقة حزينة أو بتصرف تدرك بحكمتك وذكائك حاجتهم الملحة، ومنهم من يسأل وهو يعلم ذلك السؤال ولكنه مضطر ويلجأ للسؤال ليسد رمقه واهله وذويه، ومنهم من يستسهلون السؤال ويجعلونه حرفة وصنعة لهم، إن أصل التسول والسؤال من غير حاجة حرام شرعاً وإذا أردنا اباحته فإننا نبيحه لضرورة أو حاجة تقدر بقدرها، فالسائل هو الأدنى، والمسؤول هو الأعلى. 
وبين اسعد بني عطا ان ظاهرة التسول الالكتروني وجمع التبرعات المالية عبر الإنترنت ظهرت بسبب عوامل منها التراجع الاقتصادي المتمثل بالتضخم وارتفاع الأسعار والفقر، وتفشي وباء كورونا وارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات قياسية خصوصا بين فئة الشباب ، طارحا حلولا لهذه الظاهرة منها يجب على الدولة العمل على جلب المنافع وتلبية احتياجات الناس ، وإيجاد حلول جذرية لإنهاء التراجع الاقتصادي، والعمل على إيجاد عقوبات بديلة عن عقوبة السجن مثل الخدمة الاجتماعية التي من شأنها تطويع نفسية المتسول للقبول بالعمل للحصول على المال بدلا من التسول والحصول على المال دون عناء.