(في وطن الأنبياء)

شعر /هنيبعل كرم
في وطنِ الأنبياء
يقفُ النّبيُّ أمامِ جدارِ الزّمانِ
حائرًا بين مطرِ الحروفِ
والتّأويل:
"خذْ دمعةً... خذْ جمرةً-
يقول الصّوتُ الآتي من زوايا السّماءْ-
"فُرَّ بها إلَيَّ لعلَّ
المعنى صوفيَّ الدُّخانِ يصير...
فترى الكونَ يغنّي في معطفكْ:
لا لونَ للغيمةِ
لا شكلَ للهمسِ،
صوتُكَ الصّمتُ والرّيحُ مَلبَسُكْ...
أنا الواحدُ الأحدُ فيكَ
جناحانِ في قفصِ مَصرعِكْ...
أنا أنتَ في المدى
وفي حضورِ صوتِكَ في الصّدى،
أنا أنتَ في الأنا،
إن كنتَ هنا
حطَّ رحالَكَ في مَدمعِكْ،
وسرْ في الزّحام وحيدا
يسقطِ الخريفُ على مَسمعِكْ،
تضيقُ السّماءُ متروكة في العَراءْ...
تمتدُّ الشّمسُ على رقعةِ المواتِ
في ليلِ الأتقياءْ...
ويقولُ النّبيّ للنّبيّ:
كفكفْ دموعي بحرفٍ من نهجِ البلاغةِ...
خذني...
خذني إليكَ أو خذني معك!"