كذاب عبدون( الحلقة الاولى)

بصقة يوسف وابيه

صحيح ان ابن خلدون اشار الى انقلاب الفائز على من صنع له الفوز, لكني اظن لست اثما ان ابن خلدون نفسه, لم يعتقد ان يرافق الانقلاب هذا المقدار من الكذب والخسة, التي يمتاز بها كذاب عبدون, بل ويتعدى عرقوب في وعوده الكاذبة, وعَرْقُوبٌ اسْمُ رَجُلٍ مِنْ يَثْرِبَ يُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ بِإِخْلاَفِهِ الوَعْدَ, وهو وصف حال من يعد ويخلف، وعُرْقوب كان رجلاً يُضرب به المثل لكذبه وخلفه بالوعد.

واليكم القصة يا سادتي الكرام, الذي يسعى عرقوب او كذاب عبدون الى اقناعكم بنفسه, وتعلمون يقينا ان يوسف وابيه هم من اوصلوا كذاب عبدون الى ما وصل اليه, حسب قوله واعترافه, لكن حين وقع يوسف في الجُبّ, كان كذاب عبدون او هارب وشامت, وحتى الدم الكذب الذي كان يفترض ان يضعه على قميص يوسف وابيه, هرب منه, بعد وعودات هائلة, لكنه كان اكذب من الدم الكذب الذي استعمله اخوة يوسف.

ويا لحكمة القدر, بأن تاتي قصة يوسف والجبّ متلامزة لكذاب عبدون واول عنون لخيانته المعلنة, لتكشف خيانته العابرة للحدود والجغرافيا, في ارض الطهر ارض فلسطين وقبلها في ارض مصر الكنانة, وذا كان يوسف مصر رحيما مع الذين باعوه فإن يوسف الاردني كان ايضا رحيما, بأن اكتفى وفي جلسة ضيقة بأن بصق على كذاب عبدون واعني تماما بصق عليه ووصفه بالحذاء, وكعادة كذاب عبدون مسح البصقة بكل خنوع الارض وقبّل الحذاء ومضى الى خيانته القادمة.

انتظرونا في الحلقة القادمة عن مؤامرة الضريبة وصفقته مع الحكومة