مئات السفن عالقة على الساحل الأوكراني ومخاوف من تأثر سلاسل الإمداد العالمية

باتت سفن يقدر عددها بحوالي 200 عالقة على السواحل الاوكرانية وكذلك في ميناء ميكولايف الأوكراني وعلى متنها نحو 3500 بحار ما يفرض خطرا كبيرا على أرواح أطقم هذه السفن وكذلك على سلاسل الإمداد العالمية، بحسب خبر تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، لافتة الى أن عدد السفن العالقة حول العالم حاليا يتجاوز أي عدد سجل منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي بثته الليلة الماضية، أن هذا يأتي نتيجة لإغلاق ثاني أكبر منطقة مصدرة للحبوب في العالم، حيث تشكل أوكرانيا ما نسبته 16 بالمئة من صادرات الذرة العالمية، وتشكل مجتمعة مع روسيا ما نسبته 30 بالمئة من صادرات القمح العالمية.
وأضافت الصحيفة، إن هذا الإغلاق أدى إلى ارتفاع لافت في أسعار القمح العالمية، بلغ أكثر من 55 بالمئة مقارنة بالأسبوع الذي سبق بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في 24 شباط الماضي.
ونقلت الصحيفة عن الاستاذ بجامعة كامبل في نورث كارولينا سالفاتور ميركوجليانو قوله إن "هذه الصدمة في إمدادات الحبوب العالمية هي الأكبر من نوعها منذ أن خفضت منظمة "أوبك" انتاجها النفطي في سبعينيات القرن الماضي"، مشيرا الى أن "هذا يعني نقصا في إمدادات الغذاء في الشرق الأوسط وأفريقيا، وموجة تضخم كبرى حول العالم".
الى ذلك، أشارت سلطات الموانئ الأوكرانية، الى تعرض خمس ناقلات وسفن شحن للقصف بالصواريخ في البحر الأسود وبحر آزوف المجاور، وهما ممران مهمان لتصدير المواد الغذائية والنفط ، موضحة أن السفن التي تعرضت للقصف كانت تضم ناقلات وحاويات من اليابان وتركيا ومولدوفا وإستونيا لنقل البضائع، بما في ذلك الديزل والحبوب.
وحملت السلطات الأوكرانية مسؤولية هذا القصف لروسيا، التي تحشد أسطولا من السفن الحربية على طول الساحل الأوكراني، لكن روسيا نفت مسؤوليتها عن هذه الهجمات، موضحة أن سفينة شحن إستونية تدعى "إم. في هيلت" تعرضت للغرق الخميس الماضي في الوقت الذي قالت فيه هيئة حرس الحدود الأوكرانية ان "الروس استخدموا سفينة (هيلت) كدرع للاختباء خلفها من الأسلحة الأوكرانية المضادة للسفن".
وبحسب الصحيفة، اتهمت البحرية الأوكرانية روسيا بإجبار سفن تجارية على الانتقال إلى منطقة خطرة في البحر الأسود لإخفاء مناوراتها العسكرية، مشيرة الى أن المنظمة البحرية الدولية دعت الجمعة الماضية الى عقد جلسة طارئة يومي 10 و 11 آذار الجاري لمناقشة تأثير التصعيد العسكري في أوكرانيا على خدمات الشحن بعد طلبات قدمتها حكومات عديدة، فيما حذر حلف شمال الأطلسي "الناتو" الخميس الماضي من وجود مخاطر عالية للسفن في البحر الأسود.
كما أعلن الاتحاد الدولي لعمال النقل المياه المنطقة الواقعة قبالة أوكرانيا "منطقة حرب" داعيا إلى توفير المزيد من الحماية للبحارة، في حين قالت مجموعات الدفاع عن البحارة إن العديد من الطواقم العالقة بدأ مخزونها من المؤن والوقود بالنفاد.
وكانت أوكرانيا قد علقت منذ اليوم الأول للعملية العسكرية جميع العمليات في كافة الموانئ، وحولت سفن الشحن إلى موانئ في تركيا ورومانيا وجورجيا، بينما أغلقت البحرية الروسية طرق العبور على طول الساحل الأوكراني.
يشار إلى ان أسعار الشحن العالمية للناقلات قفزت إلى أعلى مستوى لها منذ نحو عقد، مع استمرار الإغلاق وتوقف حركة الملاحة في الجزء الشمالي من البحر الأسود وبحر آزوف، وارتفعت أقساط التأمين في المناطق المتضررة من القتال بنحو 5 بالمئة، وهو ما يعني تكلفة إضافية تقدر بمئات الآلاف من الدولارات لكل رحلة، وانعكاس ذلك مزيدا من الأعباء على سلاسل الإمداد العالمية من الحبوب، التي كانت تضررت على مدى العامين السابقين جراء تفشي جائحة كورونا .
--(بترا)