هجرة الكفاءات الشابة.. خسارة فادحة للوطن وفقدان للعقول المبدعة

45% من الشباب فكروا بالهجرة و35% يرون أنه سيكون لهم مستقبل جيد بالاردن
خزاعي: تدني الأجور وندرة فرص العمل والافتقار لبرامج تشغيل من اسباب هذه الظاهرة
دهون: هجرة الشباب تفقد المجتمع الخبرات والتنميه البشرية والعقول الواعدة
الخطيب: الاردني عند اغترابه يدفع ضريبة الغربة والبلد يخسر قامات علمية
الانباط – شذا حتاملة
اصبحت هجرة الشباب الاردنيين للخارج بحثا عن العمل لتامين حياة كريمة لهم ولأسرهم وبناء مستقبلهم ظاهرة اجتماعية خطيرة، لها انعكاسات خطيرة على الدولة والمجتمع وخاصة هجرة الكفاءات المدربة التي لديها خبرة واسعة في تخصصاتها التي يحتاجها المجتمع.
وترجع اسباب هجرة الشباب الى خارج الوطن لتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم نظرا للظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي تمر بها البلاد وتزايد اعداد الخريجين مقابل ندرة الوظائف وتدني الأجور .
وأظهر استطلاع أعده المعهد الجمهوري الدولي في الأردن عام 2021 أن العديد من الشباب الاردني فكر في مغادرة البلد من أجل الحصول على مستقبل أفضل، إذ فكر 45% من الاردنيين الشباب بين 18- 35 عامًا بالهجرة خلال السنوات القليلة الماضية و35% فقط يرون أن الشباب سيكون لديهم مستقبل جيد في الاردن .
وقال استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إن هناك دوافع وأسباب عديدة تدفع العديد من الشباب الأردنيين للهجرة الى الخارج بحثًا عن العمل ومن أهمها تدني الأجور في الأردن، إذ هناك 28 % من الأردنيين دخلهم أقل من 300 دينار وهذه أرقام مرعبة، مضيفًا أن هناك 95 ألف شاب أردني عام 2020 تقدموا بطلب للهجرة للخارج .
وأضاف أن هناك أسباب اخرى اقتصادية تعد الدافع الاول والأساس للهجرة التي تتعلق بتدني فرص العمل وخاصة بعد جائحة كورونا إذ تفتقر الدولة الاردنية إلى وجود برامج تشغيل وتأهيل تخرج الناس من خط الفقر، موضحًا أن الجامعات ترفد سنويا سوق العمل بـ 60 ألف خريج إضافة إلى عوامل الطرد التي توجد في البلد وتمنع الشباب من تحقيق طموحاتهم واهدافهم واستثمار خبراتهم وشهادتهم وعطائهم وقدراتهم .
واكد الخزاعي أن هجرة الشباب للخارج بحثًا عن العمل تترك اثارا سلبية إذ تحرم البلد من الكفاءات والخبرات حيث يخدم الشاب دولة اخرى ولا يخدم بلده ويضطر للعيش في الغربة بعيدًا عن الأهل والأقارب .
ويرى المرشد التربوي والنفسي الدكتور محمد دهون بدوره، أن هناك اسبابا عديدة تدفع بالشاب الاردني الى التفكير بالهجرة ومنها البطالة والرواتب المتدنية في حال وجد عملًا، إضافة إلى الاوضاع الاقتصاديه بشكل عام .
وبين ان اغلب المهاجرين من الشباب لان المجتمع الاردني مجتمع شاب والمرحلة العمرية التي تكون فيها الهجرة تعود بالفائدة وتلبي اسواق العمل في الخارج هي فئة الشباب .
وأوضح الدهون أن هجرة الشباب تفقد المجتمع الخبرات والتنميه البشرية والعقول الواعدة المبدعة وفي الوقت ذاته عمل الشباب في الخارج له مردود اقتصادي للاردن اذ يرفد الاقتصاد بمخزون من العملات .
وذكرت المرشدة التربوية إسلام الخطيب أن الشاب الاردني طالما ينتظر التخرج من الجامعة ليرسم مستقبل حياته للاستقرار وتأمين عمل يناسب وتحصيله الجامعي إلا أن سرعان ما يصاب بالذهول بسوق العمل إذ ان جميع التخصصات مشبعة وراكدة .
وتابعت: أمام مستقبل مغلق امام الشاب لتأمين متطلبات الحياة وعدم وجود فرص عمل تتناسب والتخصص فانه يسارع للسفر للخارج من أجل تأمين الزواج وحياة كريمة .
واشارت الخطيب إلى أن هناك سلبيات للهجرة تواجه الشاب الاردني والبلد ، إذ ان الأردني عند سفره يدفع ويغترب ويدفع ضريبة الغربة طويلة الأمد والبعد عن الأهل والبلد، إضافة إلى خسارة البلد قامات علمية عظيمة كان من الممكن أن تاتي بأفكار بناةءً للوطن موضحة أنه في المقابل تؤدي الهجرة إلى بناء شخصية الشاب بطريقة أفضل إذ يظهر الاعتماد على النفس بشكل أكبر ويصقل شخصيته ويتعود على تحمل المسؤولية ويتعامل مع ثقافات وعادات جديدة تؤدي إلى تقبل أفكار جديدة واتساع مدركاته .
وبينت أن الفرد الاردني لكي يصل لأعلى درجات التكييف النفسي والصحي والجسدي فانه يبحث عن أي مكان يلبي له متطلباته ولا يكون ذلك إلا بدفع ضريبة البعد وهجران الوطن وحرمان أرضه من أشخاص وأفكار عظيمة .