بريق التواريخ المتناظرة يخبو أمام التفسير العلمي

بوصفه تاريخاً لن يتكرر إلا بعد مئتي عام، يتبادل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي التهاني بحلول 22 شباط 2022 كأنه مناسبة اجتماعية ويتمنون لأنفسهم ولغيرهم أجمل الأقدار وتغيير الحال للأفضل، مستبشرين ومهنئين، باعتباره تاريخا يمكن قراءته من اليمين إلى اليسار وبالعكس، ما يطلق عليه تاريخ المرآة أو التاريخ المتناظر.
وعموما يحاول الكثيرون ربط التواريخ ذات الأرقام المتكررة بمناسباتهم الاجتماعية كالزواج والولادة، ويعللون ذلك بسهولة تذكرها، بيد أن ما يزيد على تميز تاريخ اليوم وغيره من الأيام توافق الرقم 2 في كل من الساعة العاشرة والدقيقة الثانية والعشرين منها، رغم تأكيد متخصصين لوكالة الأنباء الاردنية (بترا) أن بريق التواريخ المتناظرة لا يحمل دلالات علمية وإنما يرتبط بعواطفهم ومعنوياتهم، وتعتمد بعض الدول التواريخ المتناظرة لإطلاق مشاريعها الكبرى لتبقى محفورة في الذاكرة.
ويقول الدكتور فيصل القعايدة معلقا على ذلك عبر موقع فيسبوك، إن اختيار تاريخ مميز وربطه بمناسبة وذكرى معينة ما هو إلا محاولة "للا نسيان"؛ على حد تعبيره، ليجد مكانا لهذه المناسبة في زحام الذكريات.
أما عيسى الحياري فيقول إن التاريخ هو مجرد رقم يشكل لكل فرد قيمة معنوية معينة وتصادف ذكرى ميلاده في هذا اليوم، لذا يعتريه الفرح والسرور، كونه تقاطع مع أرقام مميزة.
وتعبر الثلاثينية هيا هاني موضحة عن عدم تعلقها بالأرقام لمجرد تميزها، أن ارتباط التواريخ في ذاكرتها مرتبط بأحداث ووقائع تركت في نفسها أثرا جميلا طبع في وجدانها.
ويتندر آخرون عبر الفضاءات الإلكترونية المختلقة بتسمية هذا اليوم بـ "توز داي"، ومنهم من تعجب من درجات الحرارة في بعض المناطق التي صادفت أيضا أن سجلت 22 درجة، كما تدعو بعض الصفحات لاغتنام هذا التاريخ في إعداد خطط متميزة تحت شعار "تاريخ مميز يحتاج حدثاً مميزاً".
ويفيد الفلكي عماد مجاهد من مرصد "وادي رم"، وزميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية، بأن هذه التواريخ ليس لها قيمة علمية، وهي عبارة عن تسلسل أرقام سهلة الحفظ والتذكر وبالتالي يسعى الكثيرون للاحتفال مناسباتها في هذا التاريخ، مفيدا بأن ما يطلق عليها التواريخ "المتناظرة" هي ما تتشابه أرقام اليوم والشهر والعام فيها، كمن يشتري لوحة أرقام متكررة أو متميزة لسيارته.
وفي هذا السياق، تنصح مديرة مديرية صحة المرأة والطفل في وزارة الصحة الدكتورة هديل السائح، بعدم تحديد تاريخ مميز لولادة الأطفال الذي قد يأتي قبل أو بعد موعد الولادة المحدد من قبل الطبيب المختص، مما يزيد من نسبة إجراء العمليات القيصرية، وبالتالي تعريض الأم للمضاعفات خلال العملية وبعدها واحتمالية تعريض المولود للخطر، مما يؤدي لولادة طفل ناقص الوزن عند عدم اكتمال مراحل الحمل، أو زيادة مدة بقاء الجنين داخل الرحم بالإضافة لمخاطر أخرى تؤثر على حياة الأم والوليد، فكلما اكتملت مدة الحمل قل الخطر على صحة الأم والمولود، داعية الأمهات للتخلي عن فكرة الولادة بتاريخ مميز.
كما تشير إلى حرص الوزارة دائما على خفض معدل وفيات حديثي الولادة ووفيات الأمهات، الأمر الذي تقي منه الولادة الطبيعية في موعدها المحدد والمكتمل.
--(بترا)