ملتقى النخبة elite يناقش دور الناخب في صناعة المجالس المنتخبة

ملتقى النخبة يناقش دور الناخب في صناعة المجالس المنتخبة 
الأنباط – مريم القاسم 
رسخت قناعات لدى الناخبين بعدم الاقبال على الانتخابات المقبلة نتجية بعض تصرفات النواب تحت قبة البرلمان والتي عكست صورة سلبية عن المرشحين والعملية الانتخابية بشكل عام  الأمر الذي اسهم في العزوف عن الترشح او الانتخاب كما ادى الدور الحكومي الضعيف والمتناقض بضعف عملية الانتخاب وعدم وضوحها فيما  يتعلق بالمعرفة السياسية من خلال طرحها لمعلومات وبيانات  لم تشكل دافعا لدى المواطنين بالمشاركة في الانتخابات. 
لذلك ناقش ملتقى النخبة _ elite اخيرا  دور الناخب في صناعة المجالس المنتخبة واسباب العزوف عن الانتخاب واقتراحات للتشجيع على العملية الانتخابية بمشاركة مختصين وخبراء من القطاعين العام والخاص . 
وقال المهندس محمود الدباس ان الانتخابات حق دستوري لمَن تنطبق عليه الشروط التي نصت عليها القوانين  ويتحمل لناخب مسؤولية من ينتخب وعليه يجب انتخاب افضل المرشحين للوصول الى المجالس التي تكون مسؤولة عن مخرجاتها. 
وبين المهندس عبد الحميد الرحامنة أن اسباب عزوف الناخب من التوجه لصناديق الاقتراع هو فقدان الثقة باداء الحكومات والمجالس المنتخبة  والوضع الاقتصادي في ظل جائحة كورونا  وقناعات البعض بتعدي الجانب الرسمي على حق الاختيار ، ومقاطعة بعض الاحزاب التي لها قواعد جماهيرية في مناطق مختلفة ، وتفشي ظاهرة المال السياسي وقناعة البعض بان من لديه المال ينجح. 
وأشار الدكتور بلال السكارنة أن من المعايير التي يجب توفرها للراغب بالترشح ان يكون له علاقات قوية مع قاعدته الانتخابية مبنية على الاحترام المتبادل والثقة والصدق ، وأن يكون متعلماً مثقفاً  يتمتع بأخلاق الديانات السمحة ، قادرا على قول الحق ولديه القدرة على التحاور والنقاش والانتقاد البناء فضلا عن وجود برنامج انتخابي منطقي مبني على أهداف مستقبلية قابلة للتحقيق ووجود اليات للتنفيذ ،ولديه القدرة على التعامل مع الجمهور. 
وقال صابر العوران ان العشائر منظومة اجتماعية راقية نعمل على اساءة استغلالها وتشويه الصوره الجميله لعشائرية من خلال القاء اللوم عليها بسبب أن المجالس لم تكن كما نتمنى ، مضيفا  لماذا لا يكون لدينا مجالس من شخصيات عشائريه وحزبيه من اصحاب الكفاءات تتحدث وتعمل بما يجول في خواطرنا وامانينا. 
وأشار المهندس نايف الليمون الى قرارات البلديات تكون غالبا  مُصادرة من جهات حكومية ، أولها وزارة الإدارة المحلية، رغم أن تعريف البلدية في القانون هي هيئة محلية ذات استقلال مالي وإداري ، لكن هذه الإستقلالية غير موجودة على أرض الواقع ، مبينا أن البلديات تعاني من مديونية تجعل عملها في غاية الصعوبة  حتى أن دعاية المترشحين لرئاستها وعضويتها أساسها بيان قدرتهم لى الإستجداء من عدة جهات. 
وقال مهنا نافع ان الناخب هو من يصنع المجالس، من خلال مشاركته في العملية الانتخابية ، وبعزوفه عنها يترك المجال لغير المؤهلين للوصول اليها، مبينا أن للمرشح الحق أثناء حملته الانتخابية ان يقدم نفسه للناخب لاقناعه بكفاءته، وللناخب الحق في اختيار من يراه مناسبا ويستحق صوته، ولكن بدون تأثير من اي جهة، فربما البعض يرى ان فرصة نجاحه ستزداد إذا قل عدد الناخبين، وهذا عكس ما نتمناه من وصول من يمثل اكبر شريحة، والبعيد كليا عن الوعود الخدماتية لمنتخبيه لكي يتفرغ للرقابة والتشريع تحت القبة.
وبين محمود ملكاوي أن عزوف المواطن على المشاركة في الانتخابات لم يأت من فراغ ، فالمشهد واضح وليس بحاجة للدراسة لأن  المواطن يريد أن  تنعكس الديموقراطية على حياته اليومية ضمن قوانين يتم تشريعها دون اللجوء للوساطات والطرق الملتوية للحصول على الخدمات  وهذا لم يتحقق ، ويرى الكثير أن  قيام  الحكومة بتقليل القيود على تأسيس الأحزاب يراد به باطل  فظهرت العشرات من الأحزاب بلا مضمون ، حتى أنهم  لا يقدرون على دفع ما يترتب عليها لذلك عملت  الحكومة على تقديم يد العون لهم من أموال الشعب ، الذي يرفض أن يمول الأحزاب. 
وقال غازي المعايطة انه يجب على الناخبين انتخاب من يرفع شعارات شعارات واقعية وليست خيالية بحيث تخدم منطقته ، وان يتميز بالتواضع واحترام  الغير وانتماءه إلى وطنه ، فالشعارات التي ترفع تدل على مستوى ثقافة المرشح ومدى قدرته على إدارة الأمور الخدماتية، مبينا أن من الأمور التي ترفع  كفاءة المرشح إذا كان لديه تاريخ في العمل المجتمعي.
وأشار ابراهيم أبو حويلة الى ان الناخبين  أخطأوا عندما تخلوا عن القيام بدورهم الأساسي ، فلم يعد هناك من يمثلهم ، لان المجالس أصبحت مجالس خدمات ، من له مرشح أو صديق أو نسيب تحرك وأنتخب، اما البقية فالموضوع لا يعنيه. 
وبين المهندس رائد حتر أن هناك عدة عوامل أسمهت في عزوف الناس عن المشاركة في الانتخابات منها غياب الثقة، ومحدودية صلاحيات المجالس ،والوضع الاقتصادي العام ،وعجز المجالس السابقة عن تحقيق وعودها ، موضحا أن ظهور ظاهرة إطلاق الشائعات والأخبار الكاذبة بين المرشحين والتراشق اللفظي والتجريح ، هو امر لم يكن معتاد بالسابق حيث كانت المنافسة شريفة تتسم بالندية والاحترام المتبادل ، وعدم التجريح للاخر مما يتسبب  بحدوث مشاكل قبل وبعد الانتخابات. 
وأوضح الدكتور علي حجاحجة ان أسباب عزوف الناخب عن المشاركة في الانتخابات تعود لعدة اسباب منها المواطن نفسه، حيث ينظر البعض نظرة آنية يدفع ثمنها بعد النتائج مباشرة كنظرته للمادة وبيع صوته، أو تصفية الحسابات حيث يصوت لمرشح نكاية بالآخر بالاضافة  الى أسباب تتمثل بانعدام الثقة بالحكومة والاعتقاد بأنها  لها يد في الانتخابات مما يجعل الناس تعتقد أن المشاركة وعدمها سواء كذلك اسباب تتعلق بالمجالس نفسها وذلك من خلال السعي وراء مصالحح شخصية بعيدة عن المصلحة العامة. 
وأشار الدكتور حسن الدعجة الى انه يجب ان تتوفر المعرفة في العملية السياسية وهذا البعد مبني على الشفافية ونشر جميع البيانات والمعلومات والأخبار والحقائق والأرقام عن كل ما يحدث في الوطن والتي تعد عين الحقيقة بالتالي يشعر المواطن ان عليه مسؤولية المشاركة السياسية التي تعني مشاركة من لهم حق الاقتراع والإنتخاب في كل العمليات الانتخابية من خلال قناعاتهم. 
وقال زهدي جانبك ان هناك دور للناخب في الاختيار،والحشد للفوز،والدعم ،والمحاسبة ، أما الاختيار فينحصر دور الناخب فيه بقدرته وواجبه للتعرف على المرشحين ، والالتقاء بهم ودراسة برامجهم الإنتخابية، والحشد للفوزويعني حشد المناصرين لتأمين الفوز للمرشح الأنسب، وعملية التحشيد لا تعني فقط القيام بالدعاية والاعلان، إنما تتجاوز ذلك لتشمل إقامة الحوار المجتمعي البناء ، ومرحلة الدعم مرحلة عابرة للعملية الإنتخابية تترافق قبل  واثناء ، وبعد الإقتراع، وأخيرا المحاسبة والتي تتطلب من الناخب متابعة اداء من يمثله في المجلس ، والحرص على التزامه بالبرامج الإنتخابية التي أعلنها عند ترشحه.
وبين باسم الحموري ان هناك نقاط ضعف عند غالبية المترشحين منها، عدم وضع خطة عمل توضح أهدافه والمرتكزات لكسب أصوات الناخبين، وعدم وضع خارطة طريق واقعية ذات مصداقية، وشعارات يعجز المرشح عن تنفيذها ،كما انه ليس  لديهم رؤية ورسالة واضحتين تبين سبب ترشحه للإنتخابات، وليس لديه معرفة واضحة لمتطلبات المجتمع على غالبية المستويات الاجتماعية والتنموية ، ولا يملك آليات للتواصل مع الآخرين، ومن الملاحظ أن غالبية المرشحين يعتمدون على قواعدهم العشائرية.
وأشار محمد السعودي الى ان هناك عدم اقبال من الناخبين نتيجة لأداء المجالس التي لا ترتقي لطموحهم و شعورهم انه ما هم الا متسلقين على الظهور ‏للوصول إلى مصالحهم الشخصية و ظهورهم الاجتماعي اكثر من إحساسهم بالمسؤولية العامة نحو وطنهم ، مؤكدا ضرورة وجود أداة ‏تغيير مجتمعي تحدد مواصفات المرشح كما يريدها المواطن من إحساس بالمسؤولية والقدرة و المستوى العلمي و الثقافة الوطنية التي تضع هم الوطن فوق كل اعتبار. 
وقال الدكتور صالح الشرايعة ان من أسباب عزوف المواطن عن الأنتخابات ان النائب سابقا كان له سلطة في التعين ولكن مع ضمورها لن يحقق المواطن اي هدف ، وعدم الثقه موجودة بالأساس وباعتراف بعض النواب هم ليسوا سوى مجرد ديكور سياسي.
وأوضح الدكتور عديل الشرمان أن العزوف عن الانتخابات ظاهرة متزايدة ، تشكل تحديا ورهانا واحراجا للحكومات المتعاقبة ، فالحكومة لا تبدي حماسا للانتخابات، والاعلام يظهر ضعفا وفتورا في هذا الجانب ، باستثناء بعض المحاولات الخجولة التي تفتقد إلى المهنية والإقناع، ولا تحاكي ثقافة المستقبل ، مبينا أن من أسباب عزوف بعض المواطنين عن الانتخابات يعود إلى ضعف ثقة المواطن بالطبقة السياسية ، وذلك أثر على معنوياته وعلى مشاركته في الانتخابات بغض النظرعن كونها بلدية أم نيابية أو نقابية.
وقال المهندس عبد الله عبيدات أن هناك عوامل لاقناع الناخب للانتخاب، من خلال وجود كون هناك نظام انتخابي مقنع وعادل ومستقر يحرص على إيصال الاكفأ ، ووجود استقرار تشريعي في النظم الانتخابيه لا تتغير بتغير الحالة السياسية ، وان تكون الانتخابات خيارا وطنيا داخليا وليس استحقاقا سياسيا خارجيا ، ان يلمس الناخب ان من انتخبه لا يزال يمثله  ويحقق مصالح المؤسسة والوطن لا مصالحهم وان تكون الانتخابات بعيده عن التدخلات الحكومية والامنية وان لا تقوم الحكومة بعرقلة عمل المؤسسات التي تديرها المعارضة التي جاءت من خلال صناديق الاقتراع لافشالها أمام قواعدها الانتخابيه، كما لا تستخدم المعارضة نجاحها في اي مؤسسة لمصالحها الحزبية.