الحضارة الانسانية ... تدافع وحوار حضاري !!!


من السنن التي أودعها الله عز وجل في خلقه سنة التدافع بين البشر ، وهي ظاهرة من الظواهر الكونية التي ترتبط بحياة وحركة الانسان وتفاعلاته الاجتماعية والعملية ، حيث يظهر ذلك بطبيعة العلاقة بين الفرد مع الاخرين ، او بين المجموعات المختلفة سواء كانت شخصيات سياسية او اجتماعية وغيرها ، حيث تظهر علامات التنافس والمشاحنات بينهما ، للوصول الى تحقيق الهدف لكل واحد منهما قبل الآخر .
وهذا التنافس ياخذ ابعاداً ايجابية او سلبية ، فكل واحد يستخدم ادواته وامكانياته لتحقيق ذلك الهدف حتى بالتصادم ، وهذا التدافع يشمل مختلف الاهتمامات البشرية التي تشكل المعالم الشخصية والحضارية .
ومن جانب آخر نجد ان هناك تدافعاً حضارياً بين الدول ، وحوار حضاري يسعى لتأسيس ثقافة العيش المشترك في عالم متعدد الاديان والثقافات ، متنوع بالعادات والتقاليد والافكار ، حتى لو كان العالم يعج بالصراعات ، لتحقيق المصالح والمكتسبات الخاصة بكل دولة فردية ، او مشتركة مع مجموعة دول آخرى .
فلا بد من فهم كل دولة الى الدولة المقابلة ، لها بحوار هادف لعيش مشترك حتى بوجود صعوبات لكن يجب تجاوزها ، فهناك دول لديها هوس بالتسلح وفرض الهيمنة والسيطرة على دول اخرى لديها مصالح عندها .
فالحوار الحضاري يتطلب مزيداً من العمل الفكري والميداني وجراءة في اتخاذ القرار ، وعدم التفاهم بالحوار سيسبب تنافر وجفاء ونفي كل مسؤول للآخر ، ويسير الامر بينهما في خط عكسي لمفهوم العيش المشترك ، وسيكون هناك فجوات كثيرة لا بد من ازالة اللثام عنها .
فالعيش المشترك يحتاج الى تواصل ولغة مشتركة ، اي أننا امام العديد من المشاهد صراع وتنافس بين شخصيات سياسية ومجتمعية داخل كل دولة ، لتحقيق مكانتها ومصالحها بأي وسيلة كانت ، وصراع بين رؤوساء الدول ايضاً لاثبات كل واحد منهما مكانته وتحقيق مصالحه ، وصراع بين الحضارات ، لاثبات كل دولة حضارتها على الدول الأخرى بأي وسيلة كانت .

                  المهندس هاشم نايل المجالي
hashemmajali_56@yahoo.com