د. بلعاوي: دراسة جديدة تثبت إمكانية الإصابة بكورونا مرة ثانية


الأنباط - دلال عمر 
   قال عضو اللجنة الوطنية لليقظة الدوائية ولقاحات كورونا ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المعدية الدكتور ضرار بلعاوي، ان دراسة علمية جديدة أجرتها جامعة "إمبريال كوليدج" في لندن شملت 100 ألف شخص ب PCR خلال الأسبوعين الأولين من العام الحالي، اثبتت أن ثلثي العينة الذين شملتهم الدراسة سبق وان اصيبوا بالفيروس من قبل .

  واضاف ل"الأنباط" أن الدراسة توصلت لنتائج أن هناك فئات معينة أكثر عرضة للإصابة بكورونا أكثر من مرة خلال فترة قصيرة شملت فئات العاملين في مجال الرعاية الصحية وكبار السن والأسر التي لديها أطفال والعائلات 
التي تسكن في منازل مزدحمة .
واكد بلعاوي انه لا مناعة جماعة herd immunity لفايروسات تتحور مثل عائلة فايروسات كورونا، وتكمن وظيفة اللقاح منع تدهور الحالة او الوفاة وليس منع العدوى ، مشيراً إلى أن الأطفال واليافعين ناقلين سريعين صامتين للعدوى ، بالاضافة لكل الاجراءات، مع مرور الوقت، نحن نراهن على ضعف قدرة الفايروس على الإمراضية virulence،  ويجب تحديث اللقاحات سنوياً. 
واشار الى أن قانون مناعة الجماعة herd immunity لا ينطبق على فايروسات تنفسية تتحور، مثلها مثل فايروسات الزكام والانفلونزا التي تصيبنا كل عام، مبينا ان المناعة المتشكلة جزئية ويمكن ان تتطور وتتنوع مع الاصابة وتلقي اللقاحات، ويمكن للعدوى في أي وقت أن تكون قاتلة وهذا يعتمد على صحة المريض والحِمل الفايروسي عند الإصابة، خصوصاً ممن لم يتلقوا اللقاحات.
وبين بلعاوي أن عدد الإصابات المسجلة يومياً لا يعطينا فكرة عن ضخامة أو ضآلة الحالات في المجتمع في ذلك اليوم، بل النسبة المئوية للفحوصات الايجابية من اجمالي الفحوصات، وعلى افتراض أن ما يُعمل عندنا هو فحص عشوائي مُمثِّل للجغرافيا الأردنية وكثافتها proportionate random sampling ، وعلى افتراض إلغاء فحوصات المطار ، وعلى افتراض ان دقة فحص البلمرة R تصل إلى 70-80% (وهذا مستحيل) ، فهذا يعني عندما تكون نسبة الفحوصات الايجابية 28% في يوم معين، فهناك أكثر من 3 مليون مصابين في تلك اللحظة (ولفترة اسبوعين على الاقل)وهذا ما يسمى  point prevalence.
   وأكد على أهمية اجراءات الوقاية، وكسر حلقة العدوى للحالات في أسبوعين متتاليين وأهمية الحجر والعزل خصوصاً في مجتمع نسبة تلقيح فيه أقل من 40% ، وسلوكيات أفراد ومؤسسات لا تخفى على أحد!
    ونوه أن اللقاحات لا تمنع التقاط أو انتشار العدوى "بشكل رئيس"، ولكن حالياً قد تقلل من تدهور الاصابة الى الحالة الشديدة أو الحرجة؛ ويجب الاعتراف ان اللقاحات الحالية باتت بحاجة إلى "تحديث" لإن فعاليتها انخفضت لدرجة كبيرة جداً.

   وقال أن يمكن للشخص أن يصاب مرتين بفايروسات كورونا خلال السنة حتى وان تلقى اللقاح لكن الاعراض ستكون خفيفة إلى متوسطة.
   ووصف فحص البلمرة PCR بالفحص الذهبي للكشف عن الاصابة، ويمكنه ان يعطي مؤشرات عن نوع المتحور.. بالرغم من انه يمكن ان تنطلي علينا هذه المؤشرات كما حدث مع متحور اوميكرون BA.2 (الذي سُمي باوميكرون الخفي)، ولكن مع سرعة انتشار اوميكرون وهذا الانتشار المجتمعي، وتأخر ظهور نتائج فحوصات البلمرة، والتكلفة الباهظة على كاهل ميزانية الدولة، بات من المهم اعتماد الفحوصات السريعة rapid antigen test لبيعها في الصيدليات واستخدامها من قبل المواطنين عند احساسهم بأية اعراض حيث تصل حساسية الفحص السريع الى 95% خصوصاً مع وجود اعراض ، وقد تكون النتيجة أدق من فحص البلمرة "بي سي آر" خاصة مع فترة انتهاء فترة العزل وتعافي المصاب، مطالباً بإعتماد الفحوصات السريعة الدقيقة ومن شركات عالمية موثوقة