فاقتلوهم حيث ثقفتموهم

بلال حسن التل
اعلان قواتنا المسلحة (الجيش العربي) فجر الخميس عن قتلها لسبعة وعشرين مهربا وجرح العشرات من المهربين،الذين حاولوا استغلال الظروف المناخية القاسية للقيام بعمليات تهريب اثمة للمخدرات إلى الأردن وعبره،هو اول ثمار اعلان جيشنا عن تغير قواعد الاشتباك مع عصابات التهريب،وهو تغير كان لابد منه حتى تؤتى اكلها الحرب المفتوحة التي تخوضها قواتنا المسلحة ضد عصابات تهريب المخدرات والأسلحة ومن يدعمها ويتعاون معها ويختبىء خلفها، من الذين يستهدفون بلدنا، وهو التغير الذي اعلن عنه رئيس هيئة الأركان المشتركة.
إن أول نتائج هذا التغير هو الإنتقال من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم ، حيث تم الإعلان بأن كل من وما يقترب من حدودنا بعيداً عن المعابر الشرعية سيقتل فوراً، وقواتنا المسلحة لا تفعل بذلك شيئا منكرا بل هي تمارس واجبها الوطني, وقبله واجبها الديني، وتكليفها الشرعي، ذلك أن قواتنا المسلحة تواجه عصابات تنشر في الأرض الفتنة والفساد مما ينطبق عليه قوله تعالى ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) "المائدة ٣٣" أن حكام هذه الآية تنطبق تمام الإنطباق على عصابات تهريب المخدرات ،ومن يقف ورائها ومن يساندها ويدعمها ويتستر عليها، فهؤلاء جميعا يقاتلون الله ورسوله بنشر ماحرمه الله من المسكرات، وهم ينشرون الفساد في الأرض ويبتغون نشر الفتنة فيها ، وهم يعتدون على الأمة وخاصة شبابها، فصار قتلهم واجب وطني فوق أنه واجب شرعي، ومما يسهل عملية مطاردة هؤلاء وقتلهم أن أسماؤهم ومساكنهم معروفة لقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية، التي تقول المعلومات انها طاردت وقتلت أحد قتلة الشهيد الخضيرات، وهي تطارد بقية القتلة وكلهم معروف لديها, كما أنه معروف لديها أسماء وعناوين معظم من يساند هذه العصابات ويساعدها، ولا يمنع قواتنا المسلحة عن قتلهم إلا خوفها على الأبرياء الذين يختبىء بينهم أفراد عصابات التهريب ، الذين سيتم الوصول إليهم لا محالة.

وبالتوازي مع مطاردة عصابات التهريب والتصدي لها خارج حدود الوطن ،فإنه لابد من الضرب بيد من حديد كل من يساعدهم او يستقبلهم أو يتستر عليهم في الداخل، وهذا يستدعي امورا لابد منها، أولها ان يكون كل مواطن غفير وعين لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، يبلغها عن كل شخص أو تحرك مريب. وثانيها أن يراقب كل منا محيطه ليحميه، وخاصة الشباب و الصبايا من ان يتسلل إليهم داء التعاطي مما يسهل مهمة العصابات التي تستهدف بلدنا. وثالثها ان نعيد النظر في تشريعاتنا باتجاه تغليظ العقوبات وصولاً إلى إعدام أفراد عصابات التهريب وتجار المخدرات، وكذلك تغليط عقوبات المروجين والمتعاطين، ففي ذلك كله إغلاق لأبواب الفتنة والفساد في الأرض، وحماية لظهر قواتنا المسلحة ومساعدتها طلتحقيق النصر النهائي في معركتها ضد المخدرات وعصاباتها.
Bilal.tall@yahoo.com