محمود الدباس يكتب :"النموذج" دائرة الافتاء العام..
كتب محمود الدباس..
"النموذج" دائرة الافتاء العام..
لقد تشرفت برفقة مجموعة ذوات من ملتقى النخبة-elite قبل يومين بزيارة الى دائرة الافتاء العام.. بدعوة كريمة من سماحة الشيخ عبدالكريم الخصاونة مفتي عام المملكة..
واستمعنا الى ابجاز من سماحته ومجموعة من اصحاب السماحة المفتين والمسؤولين في الدائرة عن الادوار التي يقومون بها..
وما جلب انتباهي عدا عن المهنية العالية في التعاطي مع السائلين انفسهم.. ومع طريقة اصدار الفتوى.. هو المستوى التقني المميز والذي هو مصدر قوة وشفافية ايضا..
وهذه الحالة جعلتني اجلس واقارن هذه المؤسسة مع العديد من مؤسسات الدولة..
والمهنية تقتضي ان نحلل اي مكان او شخوص او افعال ومواضيع تحليلا علميا منطقيا مبني على مقاييس معتمدة.. وبعيدا عن الاهواء والميول والعلاقات..
وان كان هناك علاقات خاصة بين المُحَلِل والمُحَلَل.. فيجب ان يتم الاشارة الى ذلك صراحة.. وان يتم القول بان تحليلي ورأيي هذا بناءا على ان لي علاقة معينة.. اما من غير هذه العلاقة فرأيي كذا..
وللامانة أكرر ان ما لمسناه في دائرة الافتاء العام من نظام ومهنية يجعلنا نتغنى بها..
والمشكلة التي تواجه كل محب للوطن وانجازاته.. ان نقارن بين هذا النموذج وباقي مؤسسات الدولة..
فكثيرة هي مؤسسات الدولة التي توسم بان التكنولوجيا هي العصب المحرك لها لطبيعة اعمالها.. ولا نجد اي مظهر من مظاهر التكنولوجيا فعال في اداراتها واعمالها اليومية..
لا بل على العكس.. نجد التخلف والمذكرات اليدوية لاوامر بسيطة والتواقيع بالالوان الاخضر والاحمر هي المسيرة لها.. وفي حال ضاعت الورقة.. ضاع الامر ولا وجود لحساب اي شخص لانتفاء وجود الورقة اصلا..
وكم يسوءني مشاهدة صفحات الانترنت الخاصة في الكثير من هذه المؤسسات.. والتي لا تعكس الواقع فيها..
وكذلك التطبيقات التي يطالبوننا بتنزيلها لمتابعة بعض نشاطات تلك المؤسسات والتفاعل معها.. والتي تحاكي واقع ما قبل عدة سنوات.. ولا يكلفون انفسهم عناء التحديث لموادهم..
واذا ما عرجنا على اهم شيء في وسائل التواصل الاجتماعي.. الا وهو الفيسبوك.. فنجد المضحك المحزن يلف تلك الصفحات.. فتجد ان لا وجود للمتابعة او التحديث او الادامة او المهنية في بث الموضوعات..
فتجد اسبوعا متواصلا ينقلون اخبارهم.. وبعد ذلك تجد الكثير مما تعودت على متابعته غير موجود.. واذا ما حاولت التواصل مع تلك الجهات ناصحا ومذكرا.. لا تجد حلا.. بل استمرارا لذلك النهج..
وكأن القائمين على هذا الموضوع هم اصحاب القرار في البث والتحديث وليست اداراتهم او الحكومة ككل..
وقلتها يوما.. ان ابنتي ذات الاثني عشر عاما تدير قناة على اليوتيوب فيها ما يقرب من 4000 مشترك.. وحازت على ملايين المشاهدات..
واخي معلم للصف التوجيهي.. عمل استوديو محترف في غرفة صغيرة.. يبث من خلالها مواده التعليمية باعلى التقنيات وافضل طرق المونتاج والمؤثرات والجودة.. ويستقبل ويرد على المكالمات من 100 خط مباشر.. ولم يكلفه اكثر من 5000 آلاف دينار..
في حين تجد ان مؤسسة مختصة في هكذا نشاط.. لا تستطيع في الكثير من الاحيان من بث نشطها على الفيسبوك.. والذي كلفت معداته عشرات الالاف الدنانير..
هنا اقول بأن دائرة الافتاء العام يجب ان تكون مسطرة يحذو حذوها كل الشرفاء في وطني..
ابو الليث..