لماذ بشر الخصاونة وهذا الاستهداف ؟
محمد علي الزعبي
المشهد واضح من خلال النوايا المبيته ، وشراء الذمم لاستهداف رئيس الوزراء في شخصه، وذلك من خلال الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي يطلقها بعض الإعلاميين وناشطي وسائل التواصل الاجتماعي وأصحاب الأجندات الخاصة للأساءة إليه بأية وسيلة كانت ، لقد وضعوه تحت مجهرهم، في حلّه وترحاله، في حركته وسكونه، في حديثه وسكوته، علّهم يجدون في كل ذلك ثغرة يدخلون من خلالها للإساءَة إليه عبر أبواقهم الإعلامية بشتى صنوفها ، ضاربين على الطبول باحثين عن التصعيد والتهميش ونشر الأكاذيب والابتعاد عن الحقيقة وعن المضمون.
نحن نفهم أنّ رئيس الوزراء في الدول الديمقراطية يكون دائماً عرضة للنقد من قبل كافة اطياف المجتمع ونُخَبِه، ونفهم أيضاً أنّ هذا النقد يكون موجّهاً عادة لسياساته التي ينتهجها في إدارة الشأن العام ، بشرط أن يكون هذا النقد بناءً، ويحمل مضامين التوجية والإرشاد، ووضع الحلول، ولكن للأسف الشديد، فإن مثل هذا الفهم لا ينطبق على ديمقراطيتنا ، وأساليبنا في التعامل مع الواقع ، حيث نسيء استخدامها بالخلط بين توجيه النقد وبين التشهير؛ فتوجيه النقد حقٌّ، والتشهير باطل، بحكم القانون والأخلاق والقِيَم الاجتماعيّة.
أصبحوا يجتزئون كلماته من الجُمل، والجُمل من الخُطَب، لغايات الطعن والتلفيق والتزوير والتضليل والإرهاب الفكري ، ونشر الاستنتاجات والذهاب نحو الشخصنه ، بقصد إبعاد القارئ أو المستمع للمعنى الحقيقي الذي أراده ، وإبعاد القراء عن رسالة الدولة وتنبؤاتها للواقع وخططها واستراتيجياتها البعيدة المدى.
أقول لصائدي الجوائز هؤلاء: هل قرأتم وتمعّنتم في فحوى ما طرحه حول أولويات حكومته؟ وهل اطّلعتم على ما يدور في خَلَدِه من أفكارٍ يسعى جاهداً إلى تحقيقها، والتي وُضِعت للتنفيذ بغية النهوض بالأردن والأردنيين؟ الم تقرأوا الرسائل الملكية وما أنجز منها وتحقق من خلال هذه الحكومة؟ لماذا لا نشير إلى مكامن الخطأ عند بعض رؤساء الوزارات السابقين وتخبطهم في اخذ القرارات والتى أوصلت البلد إلى ما نحن عليه؟ لماذا نحمّل هذا الرجل إثم غيره؟ لماذا لا نُشير إلى التراكمات السابقة وأثرها على المجتمع والاقتصاد؟ لماذا نحاول دائماً خلط الأوراق لإظهار ضعف الدولة وعدم قدرتها على الإنجاز؟ لماذا لا نشير إلى تقصيرنا كمواطنين في أداء واجبنا تجاه الوطن؟
عودو إلى رشدكم يا رعاكم الله، فنحن من يقرأ الماضي ويعرف تاريخكم وتاريخ مَن هم على شاكلتكم، ممّن أوصلوا الأردنيين إلى حالة الإحباط التي يعيشونها
أتقوا الله في وطنكم، وفي هذا الرجل، لا تحاولوا الحطّ من عزيمته، أو الإساءَة إليه، وكأنّه هوّ مَن حمّل الأردن هذه المديونيّة الثقيلة، أو هو الذي خصخص مقدرات الدولة وتصرّف بها. فوالله ما عهدناه إلا رجلاً نظيف اليد واللسان، أردنياً وطنياً بامتياز، لا يساوم على مصلحة الأردن تحت أحلك الظروف، هل نسينا الحقيقة، أم أنّنا احترفنا التضليل، أم أنّنا نستمرء هيمنة الآخرين علينا؟
أقول أخيراً: بعزيمة الرجال من الأردنيين وبحكمة جلالة الملك ومع الأوفياء وبه سيكون الأردن أقوى وأكثر مَنَعةً، وسينتعش اقتصاده، ويرتفع بنيانه، بحول الله، وهمّة أبنائه المخلصين، وحكمة قائد البلاد وسيدها جلالة الملك عبدالله الثاني أبا الحسين المفدّى.