عايش: الاردن غير قادر على تحقيق بعض المسارات لاسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي والاداء السياسي والمنظومة التعليمية

 سالي الصبيحات
حصل الاردن على المرتبة 11 عربياً و 103 عالمياً  في مؤشر المعرفة العالمي لعام 2021 التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي يقيس الأداء المعرفي لدول العالم في 7 مجالات، وهي: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد، والبيئات التمكينية.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش، ان هذا المؤشر المعرفي حديث بدأ من عام 2017 وفي 2018 حصلت الاردن على المرتبة 76 عالمياً وفي 2019 وصلت للمرتبة 70 وكما ذكرنا سابقا فان سنة 2021 حصلت على المرتبة 103 عالمية و 11 عربيا مما نلاحظ تراجعا ملحوظا .
وقال ان هذا المؤشر يقيس الطبيعة المتعددة الأبعاد لأنظمة المعرفة في سياقاتها الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والابتكارية والتكنولوجيا والتمكينية ومن الواضح ان الاردن وفقاً لهذا المؤشرغير قادر على تحقيق بعض المسارات لاسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي والاداء السياسي واسباب تتعلق بالمنظومة التعليمية ، التي لم تشكل لغاية اللحظة سياقاً عاماً لاقتصاد المعرفة والابتكار والتطويرالتقني والتكنولوجي والمهني المتعدد الابعاد والمتدخلات .
واوضح ان مرتبة الاردن وتراجعها يعطي فكرة عن تنافسيتها وتراجعها وان دولاً اخرى تتقدم، وان الامر يحتاج للمراجعة والبحث لاسباب هذا التراجع. ولا بد للاردن ان يكون لديه برنامج او آلية لقياس هذه المدخلات لهذا المؤشر لما يؤدي لمعرفة نقاط الضعف ومعرفة نقاط القوة لزيادتها ومعرفة الفرص التي ممكن ان تكون متاحة معرفة التهديدات . وبالتأكيد ان العالم اصبح يعتمد على هذه المؤشرات لقياس مدى قدرة الدول على الاندماج اكثر في المجتمع التقني والاقتصادي العالمي الاتكالي التكنولوجي ..
 وزاد عايش انه من الواضح ان الاردن الذي تراجع ترتيبه يعاني من مشكلة في هذه المجالات والتي تعني ان هناك نوعاً من اللامبالاة التي بدأت تظهر على مؤسسات ومسؤولين فيما يتعلق بالكيفية التي ينتقل  فيها الاردن من مرحلة يراوح فيها مكانه لمرحلة افضل بسرعة واداء اكثر واستلهاماً لمتطلبات الاندماج مع العالم بشكل افضل.
واشارالى وجود مشكلات في مجال التعليم الجامعي وما قبل الجامعي ومنها قدرة الناس وخاصة الشباب على الوصول الى مصادر المعرفة بشكلها المتطور او الحصول على المعرفة المكلفة بطبيعتها .
وقال هناك مشكلة بارتفاع معدلات البطالة خصوصاً بين الفئات العمرية الشابة و ٨٠٪؜ من البطالة من حملة الشهادات الجامعية مما يعني ان المجتمع بهذه الطريقه معطل بادواره الخلاقة الابتكارية المبدعة المتطورة لاسباب تتعلق بالنموذج الاقتصادي الحالي ومدخلات النموذج التعليمية الاقتصادية السياسية الاجتماعية التي تؤدي الى كبح الفرص التي يمكن ان يوفرها مجتمع اكثر مرونة فيما يتعلق بادئه التعليمي والاقتصادي والاجتماعي ما ينعكس تمكينًا للشباب والفتيات وبالتالي للمجتمع وهذه تعبر عنها الكثير من المؤشرات ومنها المؤشر المعرفي العالمي .

وبين الخبير التربوي محمود درويش ان من المفترض ان يكون الاردن من الدول الأوائل على مستوى التعليم في العالم العربي لتوفر الكفاءات التعليمية، قائلاً انه من المنطق ان يكون الاردن بالحد الاقصى رقم 5 عربياً وأن الرقم 11غير مناسب لكنه جيد .
وبين ان الحكومة تحاول دائماً بذل جهودها لكن الواقع الذي نعيشه والامكانات الشحيحة الموجودة سبب في هذا التراجع اضافة الى بحث المجتمع عن الدروس الخصوصية والبدائل للمعلم في الغرفة الصفية ادى الى التراجع التعليمي، والتسرب المدرسي في مرحلة الصف التاسع والعاشر وخاصة الذكور. 
 وقال ان لدى الاردن طاقات افضل وفي ظل التعليم الرقمي الجديد نتوقع مراتب افضل وان يكون الاردن سباقا ويحقق نقلة وقفزة افضل في المؤشر المعرفي.

مدير عام مؤسّسة التدريب المهني بالوكالة عمر قطيشات قال انّ المؤسّسة تمضي وفق التوجيهات الملكية السامية إلى تطوير منظومة التدريب المهنيّ بالشراكة مع القطاعات التنموية كافة بما فيها القطاع الخاصّ.
وأكد أن تمكين الشباب وتأهيلهم أولوية وطنية تسعى المؤسّسة لتحقيقها من خلال برامج تدريب مهني نوعية في كل محافظات المملكة للمساهمة في تعزيز التنمية المستدامة وتوفير فرص التدريب التي يحتاجها سوق العمل.
 واضاف ان لدى المؤسسة 36 معهدا تدريبيا للذكور والإناث في المحافظات كافة، تضم 348 مشغلا تدريبيا مجهزا لاستقبال المتدربين  الذكور والإناث بطاقة استيعابية حوالي 10 آلاف متدرب في الدفعة الواحدة، في حين يبلغ عدد الخريجين أكثر من 420 ألف خريج بنسبة إناث حوالي 32%، ولديها 120 تخصص معتمد من هيئة تنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية.
ولفت أنه سيتم في العام الحالي مواصلة استقطاب كفاءات فنية من القطاع الخاص للعمل كمدربين في مشاغل المؤسسة بالتنسيق مع ديوان الخدمة المدنية، وأنّه يتم باستمرار رفع كفاءة الكوادر الحالية بالتعاون مع جميع القطاعات التنموية الشريكة.
   وقال رئيس قسم التعليم المهني في مديرية لواء الجيزة المهندس عماد الكعابنة ان عملية التدريب المهني تهدف الى اكساب المتدرب المهارة والخبرة اللازمة لدخول سوق العمل في الاردن حيث ان التدريب المهني والتوجه نحو المهن يعد احد اهم الركائز التي انتهجها الاردن منذ القرن الماضي واسهم برفد سوق العمل بالايدي الماهرة في مجالات عديدة ولم يقتصر التدريب على المهن على جنس الذكور بل كان الاردن من رواد التوجيه والتدريب المهني للذكور والاناث على حد سواء ،ولكن كانت هنالك عقبات حقيقية واجهت هذا الامر، مبينا ان النمط الاجتماعي والبنية التحتية كانتا من ابرز المحددات للتوجه نحو المهن وللتطوير المهاري للمتدرب. وزاد ان الخطط الموضوعة ذات التوجه المستقبلي نحو المهن والتدريب المهني تعد مسارا حقيقيا يستدل به ويتم تحقيق افضل النتائج المرجوة منه ولكن تبدأ العقبات من حيث بدا التنفيذ وبالتالي لاتكون المخرجات بقدر المأمول.
واكد ان الاردن من طليعة الدول التي اعطت الاهتمام الكامل للجانب المهني تدريبا وتعليما وتصنيفها بالمرتبة 11 عربيا و103 عالميا لايعكس حجم الاهتمام والتخطيط لهذا الجانب وبالتالي يجب ان تتم مراجعة السياسات الخاصة بالتدريب المهني وتوفير الدعم اللازم والبنية التحتية.
ودعا الى تطوير فعاليات التوجيه المهني بالشكل الذي يضمن اكتساب الفرد المهارة والخبرة اللازمة في المهن ، وانعكاس ذلك على سوق العمل والاردن يمتلك من الخبراء والايدي الماهرة مايشهد لها القاصي والداني بحرفيتها.