المجد لقواتنا المسلحة
بلال حسن التل
ماحدث فجر الأحد الماضي لا يجوز أن يمر مرور الكرام, فبينما كان الأردنيون يغطون في نومهم مستمتعين بدفء فراشهم من أجواء ليلة عاصفة شديدة البرودة، كانت ثلة من خيرة الشباب الأردني الذين اختاروا ذات الشوكة فانخرطوا في صفوف قواتنا المسلحة, محققين لأنفسهم هدف غالبية الشباب الأردني وعشقهم لجيشهم العربي, وشرف الخدمة في صفوفه، في تلك الليلة كانت تلك الثلة من أبطال الجيش العربي متوثبة تحت المطر، تتلقى بصدورها زمهرير البرد، قبل أن تتلقى رصاص الغدر الذي خطف شهيداً من أفراد تلك الثلة وأصاب ثلاتة من رفاق السلاح.
ماحدث فجر الأحد واقعة لا يجوز أن تمر مرور الكرام، ليس لأنها خطفت شهيداً التحق بقافلة شهداء قواتنا المسلحة الذين اختاروا درب الشهادة بانضمامهم لقواتنا المسلحة الباسلة، بل لأن هذه الواقعة تمثل حلقة من حلقات سلسلة متواصلة لحرب غيرج معلنة، لكنها متعددة السلاح تشن على بلدنا، ليس عبر السلاح فقط ومحاولات إغراق بلدنا في مستنقع الإرهاب ،لولا يقظة قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، ولكن عبر أسلحة أخرى أخطر وأشد فتكاً لأنها تعمل بالخفاء كما يفعل المرض الخبيث في جسد الإنسان، ومن أبرز هذه الأسلحة الفتاكة، المخدرات التي تخدر المجتمعات وتقتلها من الداخل دون أن تريق دماء، وهي حرب تستهدف أول ما تستهدف القوى الحية في المجتمع وقوته الإنتاجية ممثلة بالشباب، لذلك صرنا نسمع الكثير عن انتشار هذه الآفة بين أعداد متزايدة من شباب الوطن، ولولا يقظة قواتنا المسلحة التي أحبطت عام 2021وحده 361 عملية تهريب كانت حصيلتهامن مخدر الكبتاغون خمسة عشر مليون حبة، بالإضافة الى انواع أخرى من المخدرات، بينما كانت حصيلة عملية فجر الاحد التي استشهد فيها الخضيرات على واجهة كتيبة الامير طلال/5, مصادرة خمسة ملايين حبة كبتاغون,مما يؤشر على شراسة استهداف و لولا يقضة قواتنا المسلحة لكان الوضع أصعب من ذلك بكثير ،خاصة في ظل توفر معلومات تؤكد أن وراء تصاعد عمليات تهريب المخدرات إلى بلدنا، أو عبره تقف ورائها أنظمة ومنظمات سياسية أقامت عشرات مصانع المخدرات في حرب قذرة الأردن أحد أهم أهدافها بعملية استهداف ممنهجة للأردن والأردنيين.
ومثلما يتم استهداف الأردن والأردنيين بالمخدرات، فإنه يتم كذلك استهدافهم بالإشاعات، التي تسعى إلى هز الثقة بالدولة الأردنية ومؤسساتها، وإلى نشر الإحباط والسوداوية بين الأردنيين، وصولاً إلى نشر الكراهية في مجتمعنا، مما لايجوز السكوت عنه كما يفعل الكثيرون منا ،بل أن بعضنا صار يتحول من حيث يدري أو لا يدري إلى قناة لهذا النوع من الحروب، عندما يتطوع لنشر الإشاعات قبل أن يتأكد من صحة معلوماتها.
يحدث كل هذا الذي أشرنا إليه، وغيره من استهداف الأردن، بينما يستمر هواة السياسة وأنصاف المثقفين والنخب المزورة المحسوبين على وطننا بثرثرتهم في الصالونات والمقاهي متبرمين من واقع بلدنا، ثم لا يفعلون شيئاً لتغيير هذا الواقع، لأن أقصى طموحهم الوصول إلى منصب أو موقع وظيفي بئس الطالب والمطلوب.
ماحدث فجر الأحد واستشهاد الشهيد محمد موسى الخضيرات، وإصابة ثلة من رفاقه بالسلاح يؤكد أن أملنا بالقابضين على الجمر من أبناء قواتنا المسلحة، وهو الأمل الذي لم يخب مرة واحدة، جعل الله شهيدنا الخضيرات ممن قال فيهم رسولنا محمد 'ص' "عينان لا تمسهم النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله".
Bilal.tall@yahoo.com