المزيد من التنبه إلى خطورتها !!
محمد داودية
تشتد الحاجة إلى الخروج من منصة "حادت عن راسي بسيطة"، و من حالة التفرج على "مذبحة" وسائل التواصل االجتماعي، التي يمِّكنها الصمُت عليها، إلى المزيد من الهدم والحفر والكراهية والتحريض، المرتبط طرديا، مع تراجع وصمت وإغضاء الطليعة والنخبة عن قول كلمة الحق والحقيقة. فما هو واجب الطليعة والنخبة، إن لم يكن دعم الحريات العامة وتعـزيز قيم التسامح ونشر وإشاعة الثقافة الديمقراطية والتربية المدنية واإلعالمية واألمن واالستقرار .
إن من صميم واجبات الطليعة، مواجهة خطاب الكراهية والعنف والتحريض والتعصب، وإدارة حوار وطني ينبذ التشدد، ويؤكد على المواطنة.
ومن صميم واجبها، توفير جسر آمن لعبور أجيالنا الشابة، بعيدا عن االنغالق والغلو والعنف، من خالل تعزيز قيم العدل والعدالة االجتماعية والقانون والحداثة والتقدم.
وتبني قيم التسامح بين أبناء الوطن واإلنسانية جمعاء، مستندين إلى خطاب الملك عبدهللا الثاني في األمم المتحدة الذي جاء فيه: "علينا أن نعظم صوت االعتدال، فمن أعظم المفارقات العجيبة في زماننا هذا، أن تستغل األصواُت المتطرف ُة، وسائَل اإلعالم الحديثة لنشر الجهل ! علينا أن ال نسمح بأن ُتحتكر شاشاتنا وموجات األثير وشبكات االنترنت ووسائل التواصل االجتماعي من ِقبل من يشكلون الخطر األكبر على عالمنا. و علينا أيضا أن نزرع في وسائل إعالمنا، واألهم من ذلك، في عقول شبابنا، االعتداَل ونقاءه".
وواجب الطليعة، الحيلولة دون الخوض في أية إدراجات ذات طابع متعصب واهمالها كليا، وعدم الخوض في النقاشات المتسمة بالتشدد الديني والتكفير، ومواجهة كتابات وتسجيالت وبيانات وشعارات وهتافات، الشطط والمغاالة والتعدي على الذوق العام والوحدة الوطنية.
وإن ابسط واجبات النخبة، هو المساهمة في خلق بيئة وطنية صحية، مبنية على الثوابت الوطنية الدستورية. والمساهمة في تحصين شباب الوطن من االنجراف نحو التطرف واإلرهاب. والمساهمة في التوعية بأهمية التدقيق قبل تناقل المعلومات ونشرها، تطبيقا لقوله تعالى "فتبينوا ...". وعدم تداول واعادة ارسال الشائعات واألخبار الملفقة، وااللتزام ب"ميثاق شرف" يدعو إلى استخدام أمثل لوسائل التواصل االجتماعي، يتوازى مع الدعوة إلى التحديث والتجديد واإلصالح والتطوير.