مختصون: الإعلام الالكتروني يسيطر على المشهد الإعلامي

 محمود عبيدات 
 يسيطرالإعلام الالكتروني حاليا على المشهد الإعلامي في دول العالم بعد تحول العديد من الصحف العالمية من ورقية إلى الكترونية وازدياد الاعتماد عليه من قبل محطات التلفزة والمحطات الإذاعية وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي .
 مديرهيئة الاعلام طارق ابو الراغب، دعا الصحافة الورقية للاستفادة الكاملة من فضاء الحرية الذي يَمنحه الجو الإلكتروني للصحافة الالكترونية ، خصوصًا في التعامل مع القضايا السياسية والاجتماعية.
    وبين ان الإعلام الالكتروني اصبح منتشرا بشكل اوسع من الورقي لعدة اسباب منها تكلفتها المالية التي يتحملها الجمهور مقارنة بالصحافة التقليدية، اذ عن طريق الاشتراك في خدمة الإنترنت، تستطيع تصفح كل الصحف والمجلات التي تمتلك مواقع إلكترونية، في حين أنه من الصعوبة بمكان أن تشترك في كل هذه المطبوعات أو تقتنيها.
 وزاد ان ما يميز الصحافة الإلكترونية عامل الوقت، فالصحف الإلكترونية بتحديثها مستمرة على مدار الساعة، في حين أن الصحافة المطبوعة ومواقعها الإلكترونية يتم تحديثها كل أربعة وعشرين ساعة، الأمر الذي يجعل الصحافة الإلكترونية تحرق الأخبار كما يقال اذ يكون معه الخبر مستهلكًا وقديمًا في ظل وجود الصحافة الإلكترونية التي تستطيع تغطية الحادث خلال دقائق من وقوعه.
واشار الى ان الاعلام الرقمي يمتاز بسهولة تعديل المعلومات وتصحيحها وتحديثها بعد النشر، وسهولة نقل المعلومة وتداولها وحفظها، واسترجاعها وسرعة انتشارها في أسرع وقت ممكن.
   وقال رئيس قسم الصحافة والاعلام الرقمي بجامعة الزرقاء الدكتورعثمان الطاهات: يشهد المشهد الاعلامي تغيرات كبيرة ومتسارعة فرضت واقعا جديدا على كليات الاعلام بالجامعات الاردنية العمل على تغيير خططها الدارسية وتوفير تقنيات حديثة من استديوهات ومختبرات واستقطاب اعضاء هيئة تدريس يمتلكون مهارات فنية ومهنية ما ينعكس ايجابا على مخرجاتها.
وقال إن هناك معايير محددة لاعتماد تخصص الاعلام الرقمي اقرتها هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها مشيرا الى ان هذه المعايير تهدف المحافظة على جودة مخرجات هذه البرنامج لتلبية حاجة السوق المحلية والاقليمية .
   وبين أن معايير اعتماد هذا البرنامج تركز على المخرجات من العملية التعليمية، وتشجيع القائمين على هذه البرامج على التقييم الذاتي وتأكيد أهمية قياس فاعلية العملية التعليمية من خلال ربط مخرجات البرامج بسوق العمل وتأكيد  دور الطلبة ومشاركتهم وتبني التوجهات الجديدة في اكساب الطلبة مهارات فنية وتقنية في مجال الاعلام الرقمي زيادة تقدرتهم في ايجاد فرص عمل  في المؤسسات الاعلامية والصحفية .
وأكد الطاهات أن طلبة هذا التخصص سيكتسبون مهارات نوعيّة جديدة ومتقدمة في إنتاج المواد الإعلامية الرقمية ومهارات استخدام الأجهزة الحديثة في مجالات التصميم وتنفيذ الحملات الإعلاميّة الرقمية وإدارتها والتخطيط لها إضافة إلى إعداد وتصميم المحتوى الإعلاني وتسويق الرقمي وكيفية التعامل مع الجمهور والتأثير به. 
واوضح ان هذا التخصص يبني لدى الطلبة مهارات جديدة لمواكبة التغييرات المتلاحقة في مجال تكنولوجيا الاتصال، ومنها مهارات التعامل مع الشبكات الاجتماعية واستخدام المنصات الرقمية إعلامياً ومهارات الكتابة المتخصصة للمحتوى الرقمي وإدارة وتنفيذ الحملات الإعلامية الرقمية والإعلانيّة.
وبينت رئيسة قسم الصحافة في جامعة اليرموك الدكتورة مارسيل جوينات ان للاعلام الرقمي  سلبيات وتحديات تواجه المجتمع والشباب بشكل خاص لانهم الأكثر فاعلية لاستخدام الاعلام الرقمي بوسائله المتعددة و منها الشك في مصداقية ما ينشرمن صور وبيانات ومعلومات؛ والمساس ببعض الضوابط والخصوصية المجتمعية والثقافية وبث رسائل معادية وتحريضية؛ تشجع على التفكك الاسري والافتقاد الى التواصل والمخاطبة المبنية على الحضور؛ ونشر خطاب الكراهية والعنف والتطرف بطريقة سهلة وواسعة الانتشار.
وقالت ان التعدي على حقوق النشر والملكية الفكرية اسلوب غير حضاري واخلاقي؛ مشيرة الى ان انتشار الجرائم الالكترونية والادمان الالكتروني وارتفاع عدد مستخدمي الانترنت في مجالات متنوعة لا تعد أهدافا نبيلة توخّتها فكرة الانترنت أصلاً وبالتالي يسخرونه في غير غايته.
وذكرت جوينات ان من ايجابيات الاعلام الرقمي السرعة والتفاعل والمرونة، وله تأثيره وقوته في اظهار الحقائق والاحداث والقضايا واتخاذ القرارات السياسية خاصة ووضوح وسهولة التعاون مع التقنيات الحديثة؛ وسعة التخزين المرتفعة واسترجاع البيانات والبحث والتعديل والمعالجة؛ونشر الدراسات والابحاث وعرض الانجازات الشخصية بطريقة سهلة وغير مكلفة؛ والتجارة الالكترونية. 
وفيما يتعلق بالحلول المقترحة لاستخدام افضل للاعلام الرقمي قالت جوينات: علينا اولا الاعتراف بوجود سلبيات في استخدام الاعلام الرقمي والعمل على حلها بقناعة ذاتية، والبحث عن وسائل وطرائق أخرى مفيدة لملء الفراغ كالقراءة الورقية والبحث عن الهوّيات الشخصية وتحسين مهارات ومعارف يمتلكها الفرد، وإيجاد أسلوب ونمط حياة صحية كالنوم المبكر والرياضة، والبحث عن اهتمامات جديدة في الحياة بشكل عام وعلى شبكة الانترنت بشكل خاص. 
وبين رئيس قسم الاعلام الرقمي في جامعة العلوم التطبيقية الدكتور محمد القرعان ان الإعلام بوسائله المتطورة من أقوى أدوات الاتصال العصرية التي تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه لدوره المهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام لتهيئته إعلاميا.
 واشار الى انه في القرن الحادي والعشرين اصبحت الكلمة الأولى للإعلام في ظل ثورة الاتصال والمعلومات، التي احدثت تطورا  في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ليصبح العالم قرية إلكترونية صغيرة.
   وقال ان واقع الإعلام في العصر الحديث، أصبح جزءًا من حياة الناس كما أن بناء الدولة اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيًّا، يتطلب الاستعانة بمختلف وسائل الإعلام، بل ان مشروعات التنمية لا يمكن أن تنجح إلا بمشاركة الشعوب وهو أمر لا يتحقق إلا بمساعدة الإعلام.