وزارة البيئة الزراعية!!

الانباط -سامر نايف عبد الدايم
نعم .. العديد من القراء قد يستغربون العنوان، ولكن هذا الواقع لدينا وما يثبت ذلك أعمال وزارة البيئة على أرض الواقع ؟!
عندما تغيب أو تغيب وزارة البيئة، ودورها مهمش في صناعة القرارات الخاصة بقضايا وملفات المشهد البيئي، أو تظل توصياتها وملاحظاتها وآراؤها حبرا على ورق لا تتجاوز الملفات المغلقة وأدراج الأرشفة، ويبقى مبدأ "الشراكة” مصطلحا فضاضا، جامدا ومحنطا في أوراق وصفحات الخطط والرؤى والبرامج السنوية، وشعارا جميلا يضيء وسائل وقنوات الإعلام الرسمي فقط ، وامام عدسات المصورين !! ولا دور يذكر لها في تنفيذ المشاريع البيئية على ارض الواقع سوى الاجتماعات، والمؤتمرات واللقاءات في فنادق الخمسة نجوم، دون نتائج ملموسة يشعر بها المواطن والمسؤول على السواء، تلك الأسباب تجعلنا نطالب بإلغاء وزارة البيئة وسرعة دمجها أو إعادة تحويلها الى مؤسسة كما كانت في السابق .
وبالعودة الى عنوان المقال ، بجولة سريعة سوف نتحدث عن إعمال وزارة البيئة خلال الفترة الماضية ومنها : " تأكيد وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، على أهمية إنجاح مشروع التحريج الوطني الذي أطلقته الوزارة بالتعاون مع وزارة الزراعة." وفي خبر ثاني " بحث وزيرا البيئة والزراعة عددا من الموضوعات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وتحديدا مشروع التحريج الوطني الذي أطلقته الوزارتان ويهدف إلى زيادة الرقعة الخضراء في محافظات المملكة كافة، بزراعة 10 ملايين شجرة حرجية خلال السنوات الـ10 المقبلة" وخبر أخر "عقد في مبنى وزارة الزراعة، اجتماع تنسيقي برئاسة وزير الزراعة ووزير البيئة والأمناء العامين للوزارتين ونوقش موضوع مشكلة انتشار الذباب المنزلي في مناطق الأغوار ووادي الأردن .." وخبر مختلف " وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة أهمية الدور الذي تقوم به المحميات في تعزيز السياحة البيئية "..
اعتقد بعد هذه الإنجازات ، يتفق معي القراء على اسم ( وزارة البيئة الزراعية) ؟!
غياب المسؤول عن المشهد، وبطء إنجازات المشاريع التي تحقق المنفعة العامة، وعدم معرفة ما تحمله كلمة (البيئة) من معنى ومفهوم ، تشكل عبئا كبيرا على المواطن والوفاء بمتطلبات العيش ببيئة نظيفة، وتحديا لتحقيق تطلعاته، وتعزيز موارده وضمان العيش بشيء ولو متواضعا من الحياة النظيفة
لا نريد اتفاقيات، ومعاهدات ،ولقاءات مزيفة حول مفهوم (التغير المناخي) أو (الاقتصاد الدائري) لأنها أصبحت تعتريها الشكوك في ظل الواقع المعاش، وارتفاع نسبة الباحثين عن عمل والمسرحين من الشركات ومؤسسات القطاع الخاص. إن معالجة التحديات والمعيقات التي تعيشها بعض شرائح المجتمع، وضمان توفير متطلبات العيش الكريم، والوقاية من الفقر المدقع والفاقة الشديدة تحتاج الى تنمية ومشاريع على ارض الواقع وليس مشاريع من (الحلم الأخضر )..
نتمنى على وزير البيئة ، وهو صاحب الخبرة في القضايا البيئية ان يتحكم بقيادة السفينة البيئية ، ولا يجعلها في أيدي القراصنة التي تنعم بخيراتها على حساب الوطن والمواطن ..