المغرب تحتفل بالذكرى (78) لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من الاستعمار الفرنسي

الناصري : الحدث نقطة تحول بملحمة الكفاح الوطني للحصول على الاستقلال

* العلاقات بين الاردن والمغرب تاريخية وتعود الى منتصف القرن الماضي

* الاردنيون وهم يدخلون المئوية الثانية على تأسيس دولتهم يواصلون مسيرة البناء والانجاز.

* حجم التبادل التجاري بين الاردن والمغرب عام 2020 64 مليون دينار

الانباط- نعمت الخورة

تحتفل المملكة المغربية غدا الثلاثاء بالذكرى الثامنه والسبعين (78) لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقبال. وبهذه المناسبة، قال السفير المغربي لدى الاردن والناطق الرسمي باسم الحكومة سابقا سيدي محمد خالد الناصري في مقابلة مع "الأنباط" ان هذا الحدث يشكل نقطة تحول هامة في ملحمة الكفاح الوطني المغربي من اجل الحصول على الحرية والاستقلال عن الاستعمار الفرنسي وتحقيق السيادة الوطنية برعاية المغفور له الملك محمد الخامس .

واضاف الناصري، ان الشعب المغربي يحتفل كل عام بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال الى سلطات الحماية الفرنسية في 11 يناير 1944، مشيرا الى ان المغرب وقف عبر تاريخه العريق بعزم واصرار في مواجهة الاستعمار الذي قسم البلاد الى مناطق نفوذ توزعت بين الحماية الفرنسية بوسط المغرب والحماية الاسبانية بالشمال، فيما خضعت منطقة طنجة لنظام دولي مما جعل مهمة التحرير الوطني صعبة .

وأشار الى انه على إثر نفي المغفور له الملك محمد الخامس الى جزيرة مدغشقر عام 1953 وما اعقب ذلك من تظاهرات سميت" بـثورة الملك والشعب"، والتي عمت المدن المغربية اضطرت فرنسا الى ارجاع السلطان الشرعي الى بلده في عام 1955 ليعلن عن نهاية العهد الاستعماري وبداية استقلال المغرب.

وقال، ان مسيرة البناء والنهوض بتنمية كل جهات المملكة تحت القيادة الحكيمة والرشيدة لجلالة الملك محمد السادس بنفس روح تقديم وثيقة الاستقلال وخاصة في الاقاليم الجنوبية التي تشهد انتصارات سياسية ودبلوماسية وتقدم تنموي تمثلت في افتتاح 24 دولة إفريقية وعربية وامريكية قنصليات عامة بمدينتي العيون والداخله في الصحراء المغربية .

وفيما يتعلق بالعلاقات الاردنية المغربية، قال الناصري ان العلاقات بين الاردن والمغرب تعود الى منتصف القرن الماضي، وهي علاقات تاريخية قوية من طرف المغفور لهما جلالة الملك الحسين وجلالة الملك الحسن الثاني، مضيفا ان هذه العلاقة التاريخية جسدتها المشاركة المتميزة في المسيرة الخضراء عام 1975 بوفد هام ضم 41 شخصية رفيعه المستوى .

واشار الى ان العلاقات استمرت قوية في المجالات كافة وتتسم بوحدة الهدف وتعد انموذجا يحتذى في التنسيق ووحدة المواقف تجاه قضايا المنطقة بشكل عام واهتمام وحرص على تقوية العلاقات من قبل قيادتي البلدين .

واضاف الناصري، ان الاردن من الدول الرئيسية والمحورية في منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الاقليمية مشيدا بالسياسات الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني ودوره الكبير في تعزيز التضامن العربي ودعم مسيرة العمل العربي المشترك .

واكد اعتزاز المغرب بموقف الاردن الداعم على الدوام لقضية الصحراء المغربية بما يحفظ الوحدة الترابية للمغرب وفق مبادرة الحكم الذاتي التي اطلقها المغرب والمرجعيات الدولية وقرارات مجلس الامن ذات الصلة .

وحول العلاقات التجارية بين البلدين، اشار السفير الناصري الى وجود عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين و تزيد عن 115 اتفاقية تغطي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية، اضافة الى الثقافية والاعلامية والسياحية، الطاقة والمعادن، الرياضة والتعاون العسكري، مشيرا ان الاردن والمغرب تجمعهم شراكة استراتيجية متعددة الجوانب تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعه والسياحة، إضافة الى تبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والاشغال العامة وإدارة الموارد .

وقال الناصري، ان العمل متواصل بين الطرفين لدعم وتطوير المجالات الاقتصادية ومعالجة اية صعوبات تواجه حركة انسياب التجارة وتسهيل عمل التجار والمصدرين والمستوردين من والى المغرب .

وشدد على ضرورة التركيز على تعزيز العلاقات في جانبها الاقتصادي في ظل وجود فرص استثمارية كبيرة بين الجانبين، لافتا ان الاتحاد العام لمقاولات المغرب والمجموعة المهنية لبنوك المغرب نظم في 13 يناير عام 2020 بعمان منتدى الاستثمار المغربي الاردني بمشاركة ما يقارب 20 ممثلا عن القطاع الخاص بالمغرب وجمعية الاعمال الأردنيين وغرفة صناعة عمان وجمعية البنوك الاردنية .

ولفت الى ان حجم التبادل التجاري بلغ عام 2020 حوالي 64 مليون دينار اردني.

وعن التعاون الثقافي بين البلدين، قال ان التعاون الثقافي بين البلدين بدأ منذ منتصف السبعينات وبدور مهم جدا في تعزيز العلاقات الثنائية خاصة بين الشعبين الشقيقين والتعريف بحضارة وثقافة كل واحد منهما حيث تخرج من جامعات البلدين عدد كبير من الطلبة يتبوؤن اليوم مناصب عليا ومهمة في بلدهم بقيت صلة وصل تخدم الشعبين .

ونوه الناصري الى ان الاردنيين وهم يدخلون المئوية الثانية على تأسيس دولتهم يواصلون مسيرة البناء والتنمية والانجاز والتحديث التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لتحقيق مختلف الطموحات والاهداف التي ترتقي بالوطن والمواطن رغم ما تعرفه المنطقة من ازمات وما يواجهها من تحديات لايمانهم العميق بقدرتهم على تحويل هذه التحديات الى فرص يمكن استغلالها والمضي قدما نحو مستقبل افضل وليس ذلك على الشعب الاردني بعزيز .

كما اشار انه وجد في الاردن خلال اقامته قلوب وابواب مفتوحة وشعب محب للمغرب.

وفيما يتعلق بدور المغرب والاردن في السعي لايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، جدد الناصري التاكيد على اهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، مشيرا في ذات الوقت الى ان المغرب والاردن يقومان بدور هام لخدمة القضية الفلسطينية، فمن جهة الملك محمد السادس هو رئيس لجنة القدس ومن جهة اخرى جلالة الملك عبد الله الثاني هو الوصي على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس .

وأضاف، ان القضية الفلسطينية تحتل الى جانب قضية الصحراء المغربية مركز الصدارة في السياسة الخارجية وان مواقف المغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس ثابته وواضحة بضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلالة تلبية طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته وابرزها حقه في اقامة دولته المستقلة القابلة للحياة على خطوط ٤ حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .

واشار الى ان المغرب بقيادة الملك محمد السادس تواصل جهودها واتصالاتها بحمل القضية الفلسطينية الى المحافل الدولية وضمان ايجاد حل عادل لها كما ان المغرب تعمل على تثبيت صمود الشعب الفلسطيني من خلال تقديم المساعدات الانسانية لهم سواء على المستوى الثنائي او عبر وكالة بيت مال القدس الشريف الذراع الميداني للجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الاسلامي .