المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية يدشنان عهدا جديدا من التعاون

 الرباط – الأربعاء, 5 يناير, 2022.

أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر ‏بوريطة، اليوم الأربعاء، أن خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبيةتمثل أداة متكاملة لتعزيز الشراكة ‏الثنائية.‏

وأشار السيد بوريطة، في كلمة له خلال حفل التوقيع على الاتفاقية المتعلقة بالخطة، الذي نظم عن طريق التناظر المرئي، أن هذه الخطة تضع إطارا تم التفكير فيه بعناية، ولمبادئ واضحة وآليات ‏متينة، كما أنها توفرأداة متكاملة للتدبير الاستراتيجي، والتفعيل الملموس لشراكة شاملة انطلاقا من الحوار السياسي وصولا إلى تعاون قطاعي شامل.‏

وشدد في هذا الصدد، على أن المغرب والصين، بقيادة ملك الملك محمد السادس، ورئيس ‏جمهورية الصين الشعبية، السيد تشي جين بينغ، دخلا عهدا جديدا من علاقتهما الثنائية، موضحا أن الصداقة ‏التي تجمع بين البلدين ضاربة الجذور في تاريخ عريق وغني من التبادل بين الشعبين، كما أنها قائمة على أساس علاقات دبلوماسية تمتد لأمد طويل، يعود ‏إلى سنة 1958، وما فتئت تتعزز منذ ذلك الحين.‏

وأضاف الوزير، أنه مع مرور السنوات، استطاع البلدان بناء الثقة اعتمادا على احترام السيادة والوحدة الترابية ‏والتضامن الإيجابي، مؤكدا أن زيارة ملك المغرب لبكين في ماي 2016، شكلت لحظة تأسيسية وقادت إلى ‏التوقيع من قبل الملك المغربي والرئيس الصيني، علىإعلان مشترك بخصوص إقامة شراكة إستراتيجية.‏

وأبرز أن هذه الوثيقة أعطت زخما غير مسبوق للصداقة المغربية الصينية، من خلال نتائج ملموسة.‏

واستشهد الوزير، على سبيل المثال، بتحقيق نمو قوي في المبادلات بلغ 50 بالمئة خلال السنوات الخمس ‏الأخيرة (إذ انتقلت من 4 مليارات دولار في 2016 إلى 6 مليارات دولار في 2021)، وارتفاع كبير في الاستثمارات الصينية، ‏بأكثر من 80 مشروعا يجري تطويرها عبر تراب المملكة، منها المشروع الضخم "مدينة محمد السادس ‏طنجة تيك”، الذي انطلق في أبريل 2019 ببكين، على هامش منتدى "الحزام والطريق”.‏

وذكّر أيضا بأن المغرب وقع سنة 2017 على مذكرة تفاهم تهم مبادرة "الحزام والطريق”، مما جعله أول بلد ‏مغاربي ومن أوائل البلدان في إفريقيا التي انضمت إلى هذه المبادرة.‏

وأبرز أن المغرب يثمن عاليا تجاوب وإرادة السلطات الصينية في الاستجابة لحاجيات المملكة في ‏ما يتعلق بشراء التجهيزات الطبية والوقائية.‏

وأضاف الوزير أن المغرب التزم بصفته شريكا رائدا للصين، في التجارب السريرية للقاح المضاد ‏لكوفيد، واختار بطريقة استباقية الاعتماد بشكل واسع على اللقاح الصيني، وذلك في إطار التدبير الملكي الاستباقي ‏للجائحة.‏

وتابع الوزير أنه اعتمادا على هذا النجاح الثابت، تجاوزت المملكة هذه المرحلة من خلال إحداث وحدة صناعية في المغرب لإنتاج اللقاح المضاد لكوفيد-19، تستفيد من شراكة رائدة مع شركة ‏‏”سينوفرام” العمومية الصينية.‏

وأوضح الوزير أن "هذه الوحدة ستساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي والسيادة الصحية للمملكة، مع تعزيز سيادة القارة الإفريقية، وهو ما يمثل وجها آخر من أوجه الشراكة بين المغرب والصين”.‏

وسجل السيد بوريطة من جهة أخرى، أن الشراكة بين المغرب والصين تستمد قوتها من الانفتاح على إفريقيا، مشيرا إلى أن ‏الاتفاقية الموقعة تنص صراحة على تعاون ثلاثي الأطراف لفائدة القارة.‏

من جانب آخر، أبرز الوزير أن "مبادرة الحزام والطريق” تفتح آفاقا جديدة في مجال التجارة والاستثمارات، ‏وتجلب فرصا إضافية تتوافق مع النموذج التنموي الجديد للمملكة.‏

وشدد أيضا على أن هذه المبادرة ستستفيد أيضا من الدعم الديناميكي للمغرب، بفضل استقراره السياسي وموقعه ‏الجغرافي، وانفتاحه الاقتصادي وقدراته في مختلف القطاعات وكذا ارتباطاته.‏

وتهدف اتفاقية "خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق”، التي وقعها كل من السيد بوريطة ونائب رئيس اللجنة ‏ الوطنية الصينية للإصلاح والتنمية، السيد نينغ جي تشه، إلى تشجيع الولوج إلى التمويلات ‏الصينية المنصوص عليها في "مبادرة الحزام والطريق”، بهدف إنجاز مشاريع مهمة في المغرب أو لتسهيل المبادلات ‏التجارية، وتأسيس شركات مختلطة في مختلف المجالات (المناطق الصناعية والطاقات، بما في ذلك الطاقات ‏المتجددة).‏

من جهته، قال نائب رئيس اللجنة الوطنية الصينية للإصلاح والتنمية، نينغ جي تشه، بأ ن مبادرة الحزام والطريق، الحاملة لروح السلام والتعاون والانفتاح والاندماج والتعلم والمنفعة المشتركة، تسمح للمغرب والصين بتدشين عهد جديد من التعاون.

وأوضح أن المغرب والصين وقعا مذكرة تفاهم حول مبادرة الحزام والطريق في نونبر 2017، وبذلك أصبحت المملكة أول بلد مغاربي ينضم إلى هذه المبادرة.

وكشف المسؤول الصيني، الذي رحب بتنامي حجم المبادلات التجارية الثنائية، أن الاستثمارات المباشرة للصين في المغرب بلغت 380 مليون دولار، وتابع أنه في سنة 2020، بلغ حجم التجارة الثنائية 4.76 مليار دولار، بزيادة قدرها 2 في المئة على الرغم من جائحة كوفيد -19 وركود التجارة الدولية.

وفي معرض تطرقه إلى تدبير جائحة كورونا، أشار السيد نينغ إلى أن شركة سينوفارم والحكومة المغربية يعملان سويا عن كثب لتعزيز المرحلة الثالثة من التجارب، والتزود وإنتاج لقاح كوفيد-19، مؤكدا أن هذا التعاون سيضفي دينامية جديدة في الإقلاع الاقتصادي ويحافظ على رفاه الساكنة.

وقال إن "المغرب هو البلد الوحيد في المنطقة الذي يتوفر على ثلاثة معاهد كونفوشيوسية ويساعد على تخريج العديد من المبعوثين المدنيين وعلى تنمية الصداقة بين الصين والمغرب”.