مناقشات النخبة .. العمل التطوعي ودوره في تنمية المجتمع

الأنباط – مريم القاسم
ركز ملتقى النخبة –elite في مناقشاته مؤخرا على أهمية العمل التطوعي ودوره في تنمية المجمتع و مدى تأثيره بشكل إيجابي و مباشر على الفرد والمجتمع ، بمشاركة مجموعة من المختصين ، حيث تم طرح طرق تنمية العمل التطوعي بأنواعه ودوره في تعزيز القيم الأخلاقية و الدينية و الثقافية والتحديات التي يواجهها .
قال الدكتور علي حجاحجة ان للعمل التطوعي آثار إيجابية منها ، نشر المحبة بين الناس ،وتعزيز قيمة الإيثار، وصناعة قيادات مجتمعية ، مبينا آثارها الاقتصادية والتنموية من خلال تعزيز روح الانتاج والعمل والعطاء لدى المجتمعات، وتخيف الأعباء عن غير المقتدرين، ونشر ثقافة الانتاج والعمل وغيرها ،
ولفت الى أن العمل التطوعي يحتاج الى تعديلات تشريعية و تنظيمية منها ، مأسسة العمل التطوعي، ومراقبته وتنظيمه، وبناء تحالفات وتجميع الأنشطة المتشابهة.
وأشار المتحدث إبراهيم ابو حويلة الى أن الحضارات المتقدمة أدركت أهمية العمل التطوعي، فعملت على نشره في المجتمع ، فأنشأت مؤسسات وأفراد وجمعيات تسعى من أجل العمل التطوعي والعمل على بناء الإنسان حتى لو كان خارج نطاق الوطن.
وبين المهندس غازي المعايطة ، بدروه أنه لا بد من تعريف وتحديد الأعمال التطوعية ورعايتها بشكل منظم وقانوني من قبل مؤسسات حكومية وغير حكومية تحت مظلة وزارة التنمية الاجتماعية ، والعمل على إطلاق برامج إعلامية لتغطي نشاطات الأعمال التطوعية المنوي تنفيذها، ثم توثيق هذه الأعمال واجراء مسوحات وإحصائيات لدراسة الأثر الاجتماعي والاقتصادي.
وأكد المهندس عبد الحميد الرحامنة انه لابد من التطرق الى الثقافة المجتميعية في مدى تقبل العمل التطوعي دون الخوض في نوايا الفرد او الجماعات الذين يقدمون ما يملكون من خبرة في سبيل رفعة الوطن .
وأشار المتحدث محمود ملكاوي الى أنواع العمل التطوعي منها ، العمل التطوعي المؤسسي والذي يمتاز بدرجة عالية من التنظيم والتماسك والمثابرة ، والعمل التطوعي الفردي وهو عمل يقوم به الإنسان برغبته، موضحا أن للعمل التطوعي انعكاسا ايجابيا على الفرد بحيث يشعر بالسلام الداخلي والفخر بالخدمة التي قدمها.
وبين الدكتور أحمد بني مصطفى أن مأسسه العمل التطوعي تحتاج إلى ثقافه مجتمعيه، ودور رسمي حكومي يدعم المبادرات المجتمعيه، وشعور المسؤولية المجتمعية للشركات دورها وفق ما يسمى بالاقتصاد الاجتماعي.
وبين المهندس عبدالله عبيدات ، ان العمل التطوعي قيمة مجتمعية راقية تدل على حيوية المجتمع وترابطه وهي عكس الانانيه التي تفرقه وتضعفه، ولكن العمل التطوعي في الأردن تراجع بسبب بعض الممارسات السلبيه والأهداف الشخصيه والتنافس غير الشريف، لافتا الى أهمية إعداد أنظمة وتعليمات مقيده للعمل التطوعي وخاصه للجمعيات التي تجمع الأموال، بسبب مكافحة الإرهاب ، وتشجيع العمل التطوعي من خلال التنسيق بين مؤسسات الدوله في القطاعين العام والخاص .
وقال الدكتور وليد أبو حمور ان العمل التطوعي يكون ناجحا عندما يصبح ثقافة مجتمع، مع وجود بيئة محفزة تبدأ من البيت وهو عندما يكون الاب والام قدوه للابناء في العمل التطوعي والخيري، وأن يكون هناك دور لوزارة التربية والتعليم يتمثل بعمل أنشطة لا منهجية تركز على العمل التطوعي ، مبينا أن الجامعات لها دور أيضا من خلال وجود متطلبات للقبول في الجامعه "خدمة المجتمع" ، مبينا أنه يجب ان يكون العمل التطوعي تحت اشراف اشخاص او هيئات متخصصة حتى يكون منتجا.
وبين المتحدث مهنا نافع أن العمل التطوعي له آثار إيجابية على من يقدمه ، وشجع بدوره على العمل التطوعي الفردي ، ولكنه لا يشجع أي نوع من المبادرات الجماعية التي لا تشرف عليها جهه لها اعتماد او تصريح رسمي، فبوجود هذا الإشراف نضمن وصول نتائج هذا الواجب لمستحقيه، ونفوت الفرصة على أي فرد يستغل غيره ليحرم أي محتاج منه .
وقال الدكتور مصطفى عيروط أن العمل التطوعي يجب أن تبتعد أهدافه عن أهداف سياسية وحزبية ، وان يكون الهدف مساهمة الجميع في البناء والتغيير المجتمعي نحو العمل التطوعي الايجابي الذي يخدم المجتمع والدوله .
وبين المتحدث حاتم مسامرة ، أن العمل التطوعي يبدأ من وزارة التربية والتعليم من الصفوف الابتدائية، بمساعدة الأهل في البيت ، موضحا أنه اذا بدأت مرحلة التطوع لدى الناس، وعدم اقتصار التطوع على شريحة معينة من المجتمع، نصل الى نتائج مذهلة على أرض الواقع في شتى المجالات.
وأشار الدكتور بلال السكارنة ، الى أن العمل التطوعي عرف بطريقة خاطئة ، فبدلا من تقديم المساعدات للناس في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية انحسرت فكرة العمل التطوعي بالفقراء والمحتاجين ، بينما الاصل ان تعمل الجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني على ترسيخ كثير من القضايا التي تساهم في تنمية المجتمع .
وأكد الدكتور عبد الكريم الشطناوي أن معيار العمل التطوعي الأساسي هو الأخلاق، بحيث أنه ينشر صفات حميدة مثل فضيلة الإيثار والبعد عن الأنانية وحب الذات، موضحا أن مردوده أكثر من العمل الرسمي لانه ينبع من داخل الفرد دون إجبار، بينما العمل الرسمي يكثر فيه الترهل والتقاعس .
وأشار المهندس نعيم عبد الهادي ، الى أن العمل التطوعي يجب أن يكون ضمن إدارة المعرفة ليتطور ، والتي تقوم على : قائد المستوى الخامس ، تشكيل فريق العمل ، البدأ بالحقائق الصعبة ، الرؤية والاستراتيجية ، العمل المنضبط، موضحا أن العمل التطوعي يمر في تحديات عدة منها ، تحويل المعرفة لدى الأشخاص من ضمنية إلى صريحة، ضعف التوجه والتركيز الاستراتيجي، نشر ثقافة العمل الخيري التطوعي.
واقترحت الدكتورة فاطمة عطيات ان تقوم وزاره التنميه الاجتماعيه والإتحاد العام للجمعيات الخيريه بدراسه ميدانيه موضوعيه لتقييم العمل التطوعي في الاردن بهدف التنميه والتحسين والتطوير، منوهة الى اهميه غرس قيم التطوع بعيدا عن الحصول على المكتسبات من وراءه، وأهمية دور وسائل الإعلام التقليديه والألكترونيه ، التي تلقي الضوء على ايجابيات العمل التطوعي وبطريقه محترفه وليس متحيزة.
وبين الدكتور خالد الجايح أن العمل التطوعي يشمل العمل الخيري، وهو كل عمل لا تأخذ مقابله أجرا ماديا ،مثل تقديم وجبة طعام لعامل الوطن الذي يخدم الحي الذي نسكنه، موضحا أن انتشار فكرة الاستعداد للعمل التطوعي بمختلف جوانبه وصوره تكفل رفع مستوى الوعي والرقي الحضاري في المجتمع، وتأسيس لمجتمع راق يحترم نفسه وتحترمه المجتمعات الأخرى، والحد من الأنانية في نفوس أبناء المجتمع الواحد، وزيادة التكافل والتعاون والمودة في المجتمع.
وقال الدكتور فيصل الدباس أن العمل التطوعي من منظور ديني ضروري ومهم للشخص الذي يقوم به ، بحيث أنه مذكور في القرأن الكريم وليس فقط في الأحاديث النبوية ، بقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) سورة الكهف.
وأشار زهدي جانبك الى ضرورة تحرير العمل التطوعي من الصورة النمطية وربطه بالخدمة العامة وأنه لا يقتصر على المحتاجين ، وتعزيز دور منظمات المجتمع المدني في الحماية الاجتماعية والثقافية والامنية، مضيفا أن هناك عوامل عدة ترفع سوية العمل التطوعي منها، إيجاد جهة مرجعية واحدة تقع تحت مظلتها الجمعيات كافة، واستحداث نظام معلومات وطني يحوي جميع البيانات التفصيلية المتعلقة بالجمعيات المنشأة وفق أحكام القانون ، واستحداث مركز لتدريب العاملين في مجال الجمعيات ومجالات العمل التطوعي.