ستينية في الأغوار الجنوبية تتحدى ثقافة العيب لإعالة أسرتها وتدريس أبنائها

 تواجه الحاجة سليمة "أم احمد" رغم تجاوزها العقد السادس من عمرها، تكاليف الحياة وصعوباتها بمزيد من البذل والعطاء، فتشمر عن يدها في العمل بزراعة أرضها في الأغوار الجنوبية لتعيل عائلتها وأولادها الستة ولتوفر لهم العيش الكريم دون الالتفات إلى ثقافة العيب أو الحاجة أو أن تكون عالة على الآخرين.
اعتادت أم أحمد مصرية الجنسية التي تعيش في الأردن منذ 40 عاما منذ زواجها من مواطن أردني، على تربية الطيور كالدجاج والحمام وغيرها من الأنواع، وكذلك زراعة الخضروات؛ مثل الفاصوليا والبروكلي والباذنجان والشومر والكوسا والبندورة والبازيلاء وغيرها، وبيع ما تنتجه أرضها في السوق المحلية فتوفر دخلا جيدا يعينهم على العيش الكريم.
تقول أم احمد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنها تحرص يوميا على الاستيقاظ باكرا قبل بزوغ شعاع الشمس لعرض منتجات حقلها من شتى أنواع الخضار على قارعة الطريق من أجل بيعها، ثم تخلد للنوم بعد انجاز البيع وأعمالها الحقلية مع غياب الشمس في الأفق، الأمر الذي مكنها من تدريس أولادها في الجامعات الأردنية على نفقتها الخاصة.
وتؤكد الحاجة أم احمد، أن حياتها لا تختلف عن حياة أية امرأة ريفية عادية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فلا تكاد تضيع ساعة من ساعات يومها عبثا، بل تستغلها كاملة في انجاز ما هو مفيد لها ولأسرتها، فلم تعرف للفراغ طريقا، فأضحت حياتها في شغل دائم كنحلة عسل نشيطة.
وترتسم على وجه ام أحمد ابتسامة دائمة تدل على مدى الارتياح والانسجام والتصالح الذي تعيشه هذه الستينية مع ذاتها ومع الزمان والمكان الذي تقطن فيه بالرغم من درجات الحرارة المرتفعة فيه.
وتختتم حديثها برسالة تبعث على الأمل والتفاؤل في نفس كل شاب وفتاة مقبل على الحياة، بألا يقف كثيرا في طوابير الخريجين؛ انتظارا لوظيفة طال أمدها، بل المضي قدما في استغلال الطاقات الكامنة لديهم لامتلاك أعمالهم الخاصة التي تعود عليهم بالنفع والفائدة، وتحقق لهم التمكين الاقتصادي والاجتماعي، من خلال استغلال الأرض التي تعطي من يعطيها، فمن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل.
--(بترا)