عين على القدس يرصد تطلعات المقدسيين للعام الجديد

رصد برنامج عين على القدس الذي عرضه التلفزيون الأردني، أمس الاثنين، تطلعات المقدسيين للعام الجديد 2022، مسلطا الضوء على فرض سلطات الاحتلال على عائلات مقدسية هدم منازلها بيدها بحجة عدم الحصول على تصاريح البناء التي ترفض إصدارها لهم.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس، مشاهد للطفل المقدسي يونس عويضة وهو يحمل مطرقة ويساعد بهدم المنزل الذي يعيش فيه مع عائلته، لافتاً إلى أن هذا الطفل لن ينسى طوال عمره هذه اللحظة التي أجبر فيها الاحتلال عائلته على هدم منزلها في القدس بحجة عدم الترخيص. وقال الطفل عويضة "أول يوم بالعام 2022، وإحنا بنهد بالدار، وكل الناس بالعالم بتحتفل وتفرح بالسنة الجديدة واحنا شوف شو بنعمل"، مشيرا الى انهم يقيمون حالياً في منزل جدته الذي لا يتسع لهم. بدوره، أكد صاحب المنزل، رامي عويضة، أن ما يحصل هو عبارة عن تهويد واضح، وأن الاحتلال لا يريد السماح للفلسطينيين البناء، لافتا إلى أنه حاول استصدار ترخيص للبناء ولكن سلطات الاحتلال رفضت.
ووصف عملية هدم منزله بيده بالأمر الصعب، مضيفا "بعد انتهاء الجرافة من العمل، علي إنهاء عملية الهدم بنفسي، ولكنني لا استطيع البدء بذلك، إنه أمر مؤلم" . وأوضح التقرير أنه لا يوجد للمقدسيين بوادر أمل للمستقبل القريب في ظل ممارسات الاحتلال، وأن الأمان اختفى من حياة المقدسي ليسود مكانه القلق من القادم، بسبب إجراءات الاحتلال وما يخبئه العام الجديد لهم. المقدسي محمود سعيدة، قال إنه يتمنى من الله في العام الجديد أن يعم الأمن والأمان والازدهار والتحسن الاقتصادي في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية، إلا أن المؤشرات لا تدل على ذلك، ما يبدو جليا في التعنت والتبجح الاسرائيلي، حيث اعتادت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على سياسة البطش وهدم المنازل والاعتقالات التعسفية بحق المقدسيين. بدوره، قال مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية زياد الحموري، "كل سنة أسوأ من سابقتها، ويتوقع هذا العام حملة كبيرة جداً لحسم الجانب الديموغرافي بإخلاء القدس من المقدسيين بعد أن حسم الاحتلال الجانب الجغرافي". والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة عبر اتصال فيديو من القدس بالشاعرة المقدسية رانيا حاتم، التي بدأت حديثها بالقول "تجري الرياح كما تجري سفينتنا، نحن الرياح ونحن البحر والسفن"، مشيرة إلى صمود المقدسيين أمام الاحتلال.
وقالت "الاحتلال تفاجأ بالجيل الجديد الذي توارث قضيته، رغم الألم وهدم البيوت واعتقال القاصرين وتهويد القدس بالمناهج وغيرها"، مضيفة "هناك على الجانب المقابل من لا يستسلم ويقف بقلب من حديد، فالقدس بالنسبة للمقدسيين خط أحمر". وفي حديثها عن معاناة المقدسيين وصمودهم في وجه الاحتلال، أوضحت حاتم أن ذلك بدأ ببناء جدار الفصل العنصري، الذي جعل 30 قرية مقدسية بمنأى عن القدس، ومن ثم سحب الهويات والاعتقالات، مشيرة إلى أن عدد سكان القدس الذي كان بحدود المليون نسمة أصبح اليوم 380 الف نسمة، أي أن هناك 50 الف عائلة في القدس تتحدى كل هذا العتاد والبطش، إلا أن الجميع يهب في حالة حدوث تنكيل أو أي شيء ويتوجهون إلى الأقصى بجميع الفئات والاعمار، ويقفون وقفة واحدة للدفاع عنه. وأضافت حاتم أنه مع بداية استقبال المقدسيين للعام الجديد تفاجأوا بالحكم لأعوام كثيرة على عدد من القاصرين الذين كانوا يتعرضون لأحكام بالحبس المنزلي أو بالغرامات، ولفتت إلى أن عدد القاصرين داخل السجون الإسرائيلية تجاوز الآلاف، أي أن هناك "جيلا كاملا تم انتزاع حريته". وقالت إن ابنها محمد واحد من هؤلاء الأسرى، حيث تم حبسه منزلياً وهو بعمر 12 عاماً، ومن ثم تم اعتقاله منذ عام ولم يتم الحكم عليه، وهم يطالبون بالحكم عليه لعشر سنوات، مؤكدة هناك الكثيرين ممن تعرضوا لما تعرض له ابنها من الاعتقال والتعذيب داخل سجون الاحتلال، وسيخرجون يوماً للانتقام لطفولتهم وأنفسهم ووطنهم وعقيدتهم. وعن توقعاتها للعام الجديد، اوضحت الشاعرة حاتم "إن القدس تتآكل، وإنهم يطالبون بأحياء كاملة لمصادرتها وهدمها"، مضيفة "نحن نقف أمام كيان ممول دولياً اقتصادياً وعسكرياً، نقف أمام وحش لا يرحم، يريد أن يأكل كل ما في القدس من عروبة وعقيدة، ويريد أن يزرع سياسة فرق تسد في المدينة من خلال إغراقها بالسلاح والمخدرات بهدف تدمير العائلات المقدسية". وقالت ان هناك صمتا دوليا مطبقا تجاه تجاهل الاحتلال للقوانين والشرعية الدولية، موضحة أن الطفل الذي يحمل مطرقة ويهدم بيته وهو يقول هكذا استقبلنا العام الجديد لم يتوجه بكلامه للمجتمع الدولي لأنه يعرف بأن الاحتلال لا يكترث له.
وانهت حديثها بالقول "إن الأمل يبقى في المقدسيين وعيون الاطفال وفي الأبنية والأقواس المقدسية"، وإن الاحتلال لن يفاوض..فهذا القوم فاوض الله في بقرة.
-- (بترا)