علماء ومختصون: المنجمون لا يعتمدون على اساس علمي وما ينشرونه آراء شخصية

شذى حتاملة 
 تتسارع وسائل الإعلام المتعددة مع بداية كل عام لنقل توقعات المنجمين للاشخاص والبلدان  للعام الجديد والتي يصدقها بعضهم، فيما يعدها آخرون مجرد تخمينات وتنبؤات وخرافات لا اساس لها من الصحة، محذرين من تصديقها والاعتماد عليها في حياتهم. 
   وقال الفلكي الاردني بمرصد وادي رم أم الدامي/ زميل الجمعية الفلكية الملكية البريطانية عماد مجاهد، ان التنجيم ليس علما ويصنف ضمن الشعوذة، مبينا ان التنجيم نشأ عن طريق عبادة الإنسان القديم للأجرام السماوية والكواكب ومراقبتها على أنها آلهة، فمثلًا مارس كوكب المريخ آلهة الرعب والحرب والدم، وفينوس كوكب الزهرة آلهة الحب والجمال، وجوبيتر كوكب المشتري كبير آلهة .
   واوضح ان التنجيم يعتمد في أساسه على عدم معرفة الإنسان القديم وإدراكه لطبيعة الأجرام السماوية، مؤكدا ان العلم لم يثبت أي علاقة بين الكواكب السيارة وحياة الإنسان بفرحه وسعادته وتوفيقه وماله وصحته .
   واكد مجاهد، عدم صحة توقعات المنجمين كما حدث في السنة الماضية، اذ لم يتوقعوا انتشار فيروس كورونا وإنما بعد ما انتشر في الارض بدأ المنجمون يتحدثون عنه، لافتا الا انه إذا حدثت بعض التوقعات في الحقيقة فتكون عن طريق المصادقة، لأن المنجمين لا يعتمدون على أي أساس أو منطق علمي وكل ما ينشرونه آراء شخصية .
     وقال أستاذ الشريعة بجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور محمد المستريحي، ان الكهانة كانت منتشرة  قبل مجيء الإسلام اذ كان بعض  الناس يدعون علم الغيب عن طريق الجن، والخط على الرمال لمعرفة المستقبل ، وضرب الحصى ، وان علم النجوم  له تاثير على الكون ومجريات الحياة ، وهذه كانت عادات في الجاهلية ولما جاء الإسلام حرم كل هذه التنبؤات والحظ تحريما قطعيا وربط الإنسان بالله سبحانه وتعالى وحده.
   واضاف ان الاسلام حث الانسان على تقوية ارادته والتوكل على الله الذي جعله يسعى على الأرض ثابت القدم، قويا في تصميمه لا يتردد في عدم السير وراء قول الكاهن أو العراف لقوله عليه السلام : "من أتى عرافاً فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوماً" ، وفي رواية اخرى:" من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"، ما يعني ان معرفة المنجمين للغيب والتنبؤات كلها محرمة .
وتابع المستريحي  أنه لا يعلم الغيب الا الله ومنها ما تغيض الأرحام به أي ما تاتي به الأرحام من ذكر أو انثىى ،مشيرا الى ان الطب والعلم تقدم ووفر إمكانية تحديد جنس المولود وهذا ليس مخالفًا ومنافيا لقضية التنبؤات لأنه يتم عن طريق اجهزة طبية حديثه.
واضاف أنه لا يعلم وقت نزول المطر إلا الله عز وجل، مؤكدا ان التنبؤات ليس من علم الغيب لأنها تتم عن طريق الخبرة أو تكرار الحدث، وهي القدرة على معرفة بعض الأحوال أو العلامات الظاهرة وهذا علم.
   وبخصوص ضرب النجم وعلم الغيب، بين المستريحي ان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال "من اقتبس علمًا من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد "،  والسحر محرم  في الشريعة الإسلامية، وكذلك الاعتقاد بان النجوم لها تأثير في الكون كنجم يأتي بامطار ونجم ياتي بالرياح أو  بقحط أو بحروب، مؤكدا ان ذلك اعتقاد مذموم، أما معرفة النجوم للاهتداء بها ومعرفة عظمة الخالق وقدرته فهذا مطلوب ومحمود لقوله الله تعالى بسورة النحل "وبالنجم يهتدون " .
وأضاف أن الاسلام بتحريمه لهذه التنبؤات يريد أن لا يقيم الإنسان حياته على الصدفة لان ذلك مخالف لشرع الله، ورسالة الاسلام التي تحمل الانسان على الواقعية وليس على الصدف والحظ وترشده إلى اتباع قوانين تمثل إرادة الله في كونه وهي قوانين الطبيعة الإنسانية والمجتمع البشري في حياته على الأرض وقوانين الطبيعة والسعي على الأرض لتحقيق الرزق .