كم من الوقت يستغرق أوميكرون ليجعلك مريضاً؟

تثير البيانات الأولية حول انخفاض فترة حضانة متحور «أوميكرون» من فيروس «كورونا»، وهي الفترة السابقة لظهور الأعراض، قلقاً واسعاً في الأوساط الصحية، خصوصاً مع تأثير انخفاض هذه الفترة على سرعة انتشار العدوى بين أعداد كبيرة.

 

وتُظهر البيانات الأولية بلوغ فترة حضانة المتحور الجديد من فيروس «كورونا» أقل من ثلاثة أيام فقط، وهي فترة منخفضة قياساً على المتحورات السابقة («ألفا» و«دلتا»)، التي بلغت فيها فترة الحضانة نحو خمسة وأربعة أيام، بالترتيب، حسبما نقل موقع «ذي أتلانتك» الأميركي.

وقد يفسر انخفاض فترة حضانة الفيروس قبل ظهور الأعراض هذا الانتشار السريع لـ«أوميكرون» في فترة أقل من شهر، في عشرات الدول حول العالم، وارتفاع معدلات الإصابات به لمستويات غير مسبوقة، خصوصاً أن قِصَر مدة فترة حضانة الفيروس يلعب دوراً رئيسياً في انتشاره.

قالت جينيفر نوزو، عالمة الأوبئة في مركز «جونز هوبكنز» للأمن الصحي، إن الحضانة المنخفضة «تجعل السيطرة على الفيروس أكثر صعوبة بكثير»، موضحةً أنه كلما كانت فترة الحضانة أقصر، أصبح الشخص معدياً بشكل أسرع، وتسبب في تفشي المرض بشكل أسرع.

يتفق أوماي غارنر، عالم الأحياء الدقيقة السريرية في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجليس، مع الرأي السابق حول دور قِصر فترة الحضانة على ظهور الأعراض بشدة.

قال غارنر إنه «إذا كانت فترة حضانة (أوميكرون) أقصر، فسيؤدي ذلك إلى إحداث فوضى في كيفية اختبارنا له والتعامل معه. نحن غير مستعدين لزيادة (أوميكرون) القادمة ليس فقط لأنه نسخة جديدة من فيروس (كورونا)، ولكن لأنه يستعد لاستغلال واحدة من كبرى نقاط الضعف في مجموعة أدوات الوقاية من العدوى، وهي الزيادة بسرعة كبيرة، مما يعني أنه يصبح من الصعب التقاطه».

أحد مظاهر القلق من الطفرة الجديدة لفيروس «كورونا» المستجد هو أن عدد المبلغين بإصاباتهم بـ«أوميكرون» قالوا إنهم تلقوا جرعتي التطعيم المضادة لفيروس «كورونا» المستجد، حسب البيانات الأولية من الدول التي شهدت انتشارات لإصابات المتحور الجديد.

وأوضح عالم الأحياء الدقيقة أن ذلك كان دليلاً على أن الطفرة الجديدة ربما تكون قد تضاعفت داخل البشر بسرعة شديدة لدرجة أن نتائج الاختبار السريع سرعان ما أصبحت قديمة.

وسجلت جنوب أفريقيا، أكثر الدول تضرراً في أفريقيا، إصابات بلغت أكثر من 3.4 مليون حالة، ووفيات وصلت إلى 90 ألف حالة منذ بداية الوباء. ووجدت دراسة سابقة في جنوب أفريقيا تم الإعلان عنها خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن لقاح «فايزر - بايونتيك»، أقل فاعلية بشكل عام ضد «أوميكرون»، لكنه لا يزال يمنع دخول المستشفى بنسبة تصل إلى 70%.