العائلات الأردنية تتعاطف مع عاملات المنازل في أعيادهن

 شذا حتامله
تشهد فترة أعياد الميلاد واحتفالات رأس السنة تعاطفا وتعاونا من العائلات الأردنية مع عاملات المنازل لديها من حيث مشاركتهن بالأعياد بوضع شجرة الميلاد وتزيينها وتقديم الهدايا ومنحهن إجازات للاحتفال بها.
وقال نقيب أصحاب مكاتب استقدام واستخدام العاملين في المنازل لورنس أبو زيد ان إعداد العاملات في الأردن نحو خمسين الف عاملة من جنسيات أجنبية ومنها أثيوبيا ،وغانا ، وسريلانكا ، والفلبين .
وبين أن اكثر العاملات في الأردن يُعاملن معاملة جيدة في اعيادهن ومناسباتهن إذ يقوم أصحاب البيت بشراء الملابس لهن وتقديم الهدايا والسماح لهن بالخروج.
وقالت بدرية ان لديها عاملة من الجنسية السريلانكية تمنحها إجازة ليوم كامل في عيدها وتقدم لها الهدايا لكي تشعر باجواء العائلة وأنها بوسط أسرتها إضافة إلى أنها اشترت لها هاتفا للتواصل مع ابنائها كما انها تشتري لها احتياجاتها الشخصية وتسمح لها بتناول الطعام معها .
وقال أستاذ الشريعة والمستشار السابق لوزير التنمية الاجتماعية لشؤون الأسرة الدكتور منذر زيتون ان الخدم في بيوتنا أمانة في أعناقنا لأنهم يعيشون في كنفنا وتحت رقابتنا واعيننا ، أما بالنسبة للبيت فهذا بيت إقامة والأصل أن يجدوا فيه السكينة والطمأنينة والأمان.
ودعا الى أن نعاملهم معاملة محترمة طيبة ولا نقسو عليهم ونراعي ظروفهم قي المرض والحزن لأنهم أحيانًا يمرون بفترة صعبة كفقدان أشخاص أو مرض اوتعب فالأصل أن هذا إنسان كما نحب لأنفسنا نحب لهم اذ يعد من علامات الإيمان أن يحب الانسان لغيره ما يحب لنفسه .
وبين أنه لا يوجد فرق بين مسلم وغير مسلم وقضية العقيدة لكم دينكم ولي ديني فيجب علينا الا نأخذ موقفا من العاملات أو غيرهن لأنهم عقيدتهم مختلفة ومن كان لديهم خادمات مسيحية لديها احتفالات أو أعياد في الأصل أن يكرموهن ويقدمون لهن الهدايا ليشعرن بالفرح والبهجة ويشعرن بأنهن بين اهلهن واحبابهن واعطائهن إجازة ليومين لرؤية صديقاتهن ، ومن الممكن أن نفسح لهن المجال بالكامل من خلال تحضير جو احتفالي لانه ذلك يعتبر موقفا إنسانيا .
وأضاف زيتون أن من واجبنا في مناسباتهم الجميلة أن نشاركهم أفراحهم ونفرح لهم لأنهم بالمقابل يفرحون لنا، دعيا كل عائلة لديها خدم غير مسلمين أن يحترموهم ويكرموهم ويتحببوا اليهم على أساس أن يشعروا أن الاسلام لا يوجد فيه تفرقة وتمييز عنصري .

وقال رئيس مركز التعايش الديني الأب نبيل حداد إن الأردنيين بطبعهم مضيافون يحترمون الغريب ويلقى الغريب والأجنبي لديهم ترحيبًا ورعاية سواء كان سائحًا او زائرًا او ضيفًا أو طالبًا يسعى للعلم في بلادنا أو مؤسساتنا أو إذا كان من عمال المنازل .
وأوضح أن هناك العديد من العائلات الأردنية المسلمة التي فتحت بيوتها واستقدمت عاملات أجنبية تراعي وتحترم خصوصية عاملة المنزل لديهم ومثالا على ذلك يوجد عائلة اردنية كريمة لديها عاملة سيرلانكية وهي تأتي للكنيسة التي يعمل فيها للصلاة في كل يوم أحد ، والعاملة (مريم )تتميز بالتقوى والخلق والكياسة وهي تحظى برعاية واحترام وعناية فائقة في بيت مخدومها .
واضاف حداد أن السيد (أبو أحمد)الذي تعمل مريم في بيته من أكثر الناس الذي عرف عنه التسامح والاحترام إذ يتعامل هو وأسرته بإنسانية فريدة وبحرص واهتمام واضحين في توفير كل ما تحتاجه مريم، حتى صارت هذه الحالة مضرب المثل في الرعاية والاهتمام وكثيرًا ما يحرص الرجل الفاضل أبو أحمد على الاتصال به للتأكد من أوقات الصلاة في الآحاد والأعياد لتأمين وصول مريم في وقت الصلاة .
وتابع أن العاملة مريم تاتي وقد حمّلتها الأسرة أصناف الحلوى لتقدمها للإخوة المصلين بعد انتهاء الصلاة في الكنيسةوبفضل احترامهم لعقيدتها، فهي تواظب على حضور القداس يوم الأحد وعلى صلوات الأعياد الأخرى .
وبين حداد أن شهادته هذه هي من من صميم واقعنا الاردني وفيه أصالة الأردنيين والتراحم في بيوت المسلمين، ليس مع جيرانهم وإخوتهم المسيحيين الاردنيين بل مع عاملات المنازل ايضا، وهذا ينمّ عن كرم أخلاقهم واحترامهم لإنسانية الإنسان وحريته وكرامته .