التنمر المدرسي .... سلوكيات وممارسات عدوانية تهدد سلامة اطفالنا

الانباط – شذا حتاملة
انتشر في الاونة الأخيرة ظاهرة التنمر بين طلبة المدارس وهي ظاهرة اجتماعية خطيرة تتغلل بشكل كبير بين طلبة المدارس تاركه إضرار جسدية ونفسية عديدة لديهم وقد تكون أما سخرية أو استهزاء أو مناداة بالقاب موذية تتسبب بزعزة ثقة الطالب بنفسه وتوثر على نفسيتها وعلى تحصيلها الدراسي وبالتالي تؤدي الى ترك الطالب لمدرسته والامتناع عن الذهاب اليها .
ولية أمر الطالبة سندس قالت إن ابنتها في الصف الرابع الابتدائي تعاني من التنمر من قبل زميلاتها داخل الصف المدرسي عن طريق الاستهزاء والسخرية منها والامتناع عن التحدث معها ومرافقتها بسبب وزنها الزائد مما أدى إلى عدم رغبتها بالذهاب إلى المدرسة .
ومن جهة أخرى قالت ولية امر الطالب امير وهو طالب في الصف الخامس الابتدائي يعاني من مرض التوحد أنه تعرض للتنمر الجسدي من قبل إحدى زملائه وهو غير قادر عن الدفاع عن نفسه بسبب مرضه حيث لم يكن هناك تعاون من قبل زملائه لمرضه وتكررت هذه الأفعال عدة مرات .
وقالت المرشدة التربوية إسلام الخطيب إن التنمر المدرسي يعود إلى أسباب عديدة أولها أسباب أسرية تتمثل بالتربية الخاطئة الذي يعتمد على تعزيز الرغبة بالقيادة عند الطفل ولكن بطريقة أنانية بحيث يستخدم الطفل القوة والعنف لكي يكون هو البطل والقيادي على الجميع بطريقة عدوانية ، واستخدام أسلوب العقاب والعنف دائمًا مع الأبناء مما يؤدي إلى تقليد الأبناء لتصرف الإباء على الآخرين ويصبحوا متنمرين أو أطفال منعزلين عرضة للاعتداء عليهم أي متنمر عليهم ، وعدم وجود رقابة كافية من الأهل على الالعاب والبرامج الالكترونية التي تؤدي إلى التقليد للسيطرة واستخدام العنف ، وأسباب أخرى تعود إلى المدرسة المتمثلة بغياب دور المدرسة في توجيه الطلاب وتعليمهم وإرشادهم باحترام المعلم واحترام حقوق الطلبة ، وعدم وجود مرشد/ة تربوي/ة في المدرسة ، والروتين الممل لإعطاء الحصص الصفية التي تؤدي إلى وجود وقت فراغ قاتل للطالب وفرصة لتفريغ انفعالاته على طلاب الصف الضعاف ، وأسباب تعود للثورة التكنولوجية الهائلة تكمن في الجلوس لفترات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص مواقع الدردشات الغير مفيدة وإدمان الالعاب الإلكترونية التي تشجع الطلاب على أن البقاء للأقوى و بأن العنف و مهم للسيطرة على الآخرين .
واضافت الخطيب إن هناك عدة أشكال وانماط للتنمر المدرسي ومنها التنمراللفظي وهو أكثر انتشارًا في الوسط المدرسي ويتضمن (السخرية، إطلاق أسماء مثيرة للضحك، الشتيمة، التهديد، مزاح ثقيل بألفاظ سيئة، تعليقات وايحاءات جنسية غير لائقة) ، والتنمر الجسدي( كالضرب ، الركل، النكز ، دفع باليد ) والتنمر النفسي المتمثل بتجاهل الطالب المتنمر عليه بشكل متكرر بقصد كأنه غير موجود أو الصمت في وجوده وتجنب الحديث معه ، نشر الشائعات المسيئة عن الطالب المتنمر عليه، نقد الطالب والاستهزاء به وخاصة إذا كان من ذوي الاحتياجات الخاصة) ، والتنمر الإلكتروني وهو آخر إشكال التنمر الذي أصبح منتشرًا بشكل كبير ومنها رسائل إلكترونية أو نصية مسيئة ، واستهزاء وسخرية في غرف الدردشة الغير مفيدة ،سرقة صور محفوظة عن طريق الاختراق ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، وهذا النوع من أصعب الأشكال لأنه يصعب كشف من قام بعملية التنمر الإلكتروني.
وبدوره قال خبير علم النفس الدكتور عاطف شواشرة ان التنمر المدرسي يحصل نتيجة عدم توازن بين فردين الأول يسمى المستقوي والآخر يسمى الضحية وهو يتضمن ايذاء جسدي وايذاء لفظي واذلال بشكل عام مثلا دعوة الطفل باسم لا يحبه أو لقب أو العمل على نشر إشاعات عنه أو إطلاق النار عليه أو رفضه من قبل الآخرين .
وتابع أن التنمر يحدث في كافة إرجاء المدرسة ومن الممكن أن يحدث في أي جزء تقريباً داخل أو حول محيط مبنى المدرسة ، ولكن في أكثر الأحيان يحدث في قاعات التربية البدنية ، الاستراحة ، المداخل ، الحمامات ، في حافلة المدرسة وأماكن انتظار الحافلات ، والفئات التي تتطلب فريق عمل أو جماعات الأنشطة المدرسية ، وأحياناً ما يكون التنمر في المدارس من مجموعة من الطلاب لديهم القدرة على عزل أحد الطلبة بوجه خاص ويكتسبوا ولاء بعض المتفرجين الذين يريدون تجنب أن يصبحوا هم الضحية التالية ويقوم هؤلاء المتنمرون بتخويف واستنزاف قوة هدفهم قبل الاعتداء عليهم جسدياً وغالبًا ما يكون الأشخاص الذين يمكن اعتبارهم أهداف معرضة للتنمر في المدرسة هم التلاميذ الذين يعتبرون في الغالب غريبي الأطوار أو مختلفين عن باقي زملائهم ، مما يجعل تعاملهم مع الموقف أصعب .
وبين شواشرة أن التنمر يتسبب باضرار عديدة ابرزها إحداث ضغط نفسي على التلاميذ المتنمر عليهم وتحويل البيئة المدرسية إلى بيئة قلقة ومنفرة وطاردة للتلاميذ المتنمر عليهم بالإضافة إلى تدني تقديرهم لذاتهم والشعور بالخوف الشديد .
وآكد شواشرة أن هناك طرق عديدة لعلاج التنمر الذي يحصل في المدارس ومنها توفير الأهل دور كبير في إيجاد جو من الأمان والثقة ليمكن الطفل من إخبارهم بما يعانيه أو يتعرض له مثل التحاور بأسلوب إيجابي لكسب ثقة الطفل إذ غالبا ما يهدد الطفل المتنمر ضحيته و يأمره بعدم إخبار أحد ، وإخبار مدير المدرسة والمعلمين بما يتعرض له الطفل من مضايقات وتنمر من قبل غيره ، وعدم تشجيع الطفل على الرد بأسلوب عنيف كي لا يتعرض لمزيد من الأذى أو يتهم بالمشاغبة ، تجهيزه بعدد من المفردات لما يجب أن يقوله كي يكون مستعدًا للرد عندما يتعرض المتنمرون له ، وإبعاد الطفل عن طريق المتنمرين أو طلب مساعدة الأستاذ أو أي شخص بالغ آخر ، و تطمين الطفل و جعله يعرف بأنه ليس الملام و أن ما يحدث معه ليس خطأه ولا تضع اللوم عليه والطلب منه التظاهر بالشجاعة والمشي بعيدًا عنهم و تجاهلهم ، و تشجيع الطفل على تكوين صداقات وعلى ألا يبقى بمفرده إذ يميل المتنمرون إلى عدم إزعاج من يكون ضمن مجموعة ، بالإضافة إلى النظر إلى عيني المتنمر و قل شيئا مثل ( أريدك أن تتوقف عن ذلك الآن .. ) ثم إبتعد عنهم و تجاهل أي تعليقات أو سخرية منهم ، و عرض حالة الطفل على المرشد و مدير المدرسة و طلب المساعدة العاجلة .