إدمان الأطفال على الهواتف الذكية.. اثار خطيرة وانتشار أفعال سلبية

شذا حتاملة 
يعد الافراط في استخدام الأطفال والمراهقين للهواتف الذكية إدمانًا وخطرًا ويسبب أضرارًا جسدية ونفسية وسلوكية لديهم، حسب اراء خبراء ومختصين، ومع التقدم التكنولوجي الذي يشهده العصر في وقتنا الحالي وتزايد وتيرة الثورة الصناعية والتكنولوجية وانتشارالهواتف الذكية الذي أصبح في متناول الجميع الكبار والصغار ونمطًا من أنماط الحياة الذي لا يمكن الاستنغناء عنه .
وكشف تقرير صادر عن هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، أن مجموع اشتراكات الهاتف المتنقل بلغ 7،28 مليون اشتراك حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي مقارنة ب 7،02 مليون مع نهاية الربع الثاني من هذا العام بمعدل نمو بنسبة  3،8 بالمئة، فيما بلغت نسبة الانتشار لاشتراكات الهاتف المتنقل بذات الفترة 105،08 بالمئة مقارنة بنسبة  100،27 بالمئة حتى نهاية الربع الثاني وفقًا لنسبة البالغين من السكان وما نسبته 66،20 بالمئة  وفقًا لعدد السكان مقارنة بنسبة 64،17 بالمئة حتى نهاية الربع الثاني من العام الحالي .
وقال استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين خزاعي، أن هناك أسباب عديدة لادمان الأطفال على الهواتف الذكية، أولها بعد الأهل عن الأطفال وعدم توجيهم وإرشادهم ومتابعتهم لشؤون أطفالهم وكذلك تواصلهم مع الأصدقاء والمجموعات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، وثانيها عدم استثمار الوقت بشكل جيد من قبل الاطفال وعدم اسناد مهام لهم داخل البيت بالإضافة إلى أن الهواتف الذكية تتوفر فيها كل مقومات الجاذبية التي يعشقها الاطفال ومنها الالوان، الغناء، الفكاهة، التمثيل، المسرح، التعليم ومواقع التواصل الاجتماعي. 
وأضاف إن إدمان الأطفال على الهواتف الذكية يترك آثارًا عديدة لديهم، منها آثار نفسية تتمثل بالقلق والتوتر والاكتئاب، ومنها اقتصادية تتمثل باستخدام الحزم والأموال الطائلة حيث يصل معدل نفقات الأسرة على الانترنت 22 دينارًا شهريًا، وهذا يؤثر على ميزانية الأسرة، في حين تتمثل الآثار الاجتماعية بتفكك الأسرة، حيث يقضي كل شخص وقته على الهاتف بدلًا من قضاء الوقت مع العائلة، بالإضافة إلى أن إدمان الاطفال على الهواتف يمكن أن يسبب له الانطوائية والتوحد نتيجة قلة التفاعل والتواصل الاجتماعي مع غيره من أقرانه . 
وبين الخزاعي أن الأسرة عليها دور كبير في عملية توجيه الأطفال وإرشادهم بعدم قضاء وقت كبير جدًا أمام شاشات الهواتف وإرشادهم إلى كيفية استخدامهم للهواتف بشكل فعال واشغالهم بمهمات داخل البيوت وقت الفراغ. 
وقال المرشد النفسي والتربوي محمد دهون، مع انتشار التعلم الإلكتروني ومنصات التعلم أصبح الهاتف جزءًا من العمليه التعليمية وانتشر استخدامه بين فئه الأطفال مما ادى إلى تبعات لهذا الأمر، فاصبح يدرس ويلعب ويقضي جل وقته خلف هذه الشاشة الذكية، في ظل عدم التقنين من قبل الأهل على الطفل في استخدامهم للهاتف، أو أن  الأهل أصبحوا يفضلون أن ينشغل اطفالهم بالهاتف عنهم بدلًا من إثارة الفوضى والتخريب أو إدمان الأهل أنفسهم في الهواتف والبرامج والالعاب الاكترونية وانعكاس ذلك على الأطفال .
وأوضح أن المشكله تكمن في إدمان الأطفال على استخدام الهواتف دون رقابة الوالدين مما يؤدي إلى انتشار ثقافات لا تتناسب مع فئه الطفل العمرية وتفتحه على معلومات ربما أكبر من مستواه العقلي مما يؤدي إلى انتشار أفعال سلبية غير مرغوبه، فمثلًا بعض الالعاب نشرت الجريمة والانتحار وبعض البرامج نشرت ثقافة الإلحاد والتكفير والجنس .
وأضاف الدهون، أن هذا يتطلب فورا من الأهل الانتباه فالوقاية خير من العلاج فالوقاية تكمن بمراقبة اطفالهم وتنظيم أوقاتهم وأوقات استخدامه للهاتف ومراقبة من يصادق ومن يحدث وماذا يشاهد ويلعب من  خلال الهاتف .
ودعا الدهون من لديه طفل لديه إدمان على الهاتف عليه أن ياخذ منه ولا يعطيه له إلا ضمن الرقابة الاسرية من حيث تحديد وقت محدد وبرامج محددة بالإضافة إلى استخدام أسلوب العقاب والتعزيز وتعديل السلوك بالإستعانة مع المرشد النفسي أو مرشد المدرسة .