"لعبة الحبار"... مسلسل يهدد براءة الأطفال

 مريم القاسم
يترك مسلسل الحبار اثاراً سلبية لدى الأطفال من خلال تقليدهم لمشاهد عنف وقتل بطريقة وحشية انعكست على تصرفاتهم ونفسيتهم في المدارس والمنازل والشوارع .
ويركز المسلسل على الفوز بجائزة مالية تصل الى 38.5 مليون دولار، تبدأ من مبالغ قليلة تتضاعف عند قتل كل شخص لتصل الى المبلغ المذكور. 
أخصائي الطب نفسي الدكتور علاء الفروخ تحدث عن هذه الظاهرة لـ"الأنباط" مؤكدا، أن الالعاب والمسلسلات والانيمي التي تحتوي على مشاهد العنف لها مردود سلبي وخطير على الأطفال، مبينا أن هناك عالم يدعى "باندورا" خرج بنظرية أسماها "التعلم بالنمذجة" أو التعلم بالمشاهدة خلاصتها أن العنف سلوك متعلم، فمن خلال تعرض الأطفال لمثل هذا النوع من الألعاب أو مشاهدة البرامج العنيفة، ممكن أن يقلدوا هذا السلوك و يصبح لديهم سلوك عنيف، موضحا، هنا يأتي دور الأهل الذين يجب أن يبذلوا جهودهم لإبعاد أطفالهم عن هذه النوعية من المسلسلات والالعاب قبل أن تخلق لديهم حالة من العنف.
 وبين أن التوعية تعتمد على المرحلة العمرية، وعند تعرض الطفل للمشاهد العنيفة يجب على الأهل تنبيههم وتوعيتهم أن هذه المشاهد والالعاب هي خيال وليست حقيقة ويجب عدم تطبيقها في المنزل أو المدرسة أو في أي مكان اخر. 
بدوره، أكد الخبير التربوي محمود دويش لـ"الأنباط" أن العنف المجتمعي زاد بالفترة الأخيرة بسبب الالعاب الالكترونية والمسلسلات التي تتسم بطابع العنف، مثل مسلسل لعبة الحبار الذي عمل ضجة مؤخرا، وهذا الأمر أدى إلى زيادة العنف بين الطلبة واكسابهم سلوكيات مختلفة عن التربية والقيم المتعارف عليها، مطالبا بمنع هذه الالعاب والمسلسلات لخطورتها على الأطفال.
وشدد على أهمية دور الأهل في مراقبة أجهزة أطفالهم الالكترونية، منوها أن التوعية لا تقتصر فقط على الاهل بل على المجتمع ككل بدءً من وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام حيث يجب عليهم القيام بعملية تثقيف الأهالي والطلبة حول مخاطر هذه الألعاب التي أصبحت متاحة بكثرة و بسهولة، وذلك عبر استخدام أسلوب الاقناع مع الطفل واشباع فضوله حتى لا يلجأ لمصادر معرفة أخرى عن هذه الالعاب التي أصبح بالإمكان أن يتم أخذ مقابل مادي عند لعبها.
من جهته، بين الخبير التربوي أحمد وهدان لــ"الأنباط" ان هذه اللعبه وغيرها من الالعاب الحديثة موجهة لاطفال هذا الجيل بالذات للقضاء والسيطرة على طريقة تفكيرهم وعدم وصولهم لمستقبل امن، ولكي يختل ميزان العقل من خلال غرس افكار هدامه تمحو الشخصيه والتوازن، مؤكدا على أهمية دور الدولة من خلال الانتباه لهذا الامر لانقاذ الجيل، واصفا ما يجري بأنه "غزو ثقافي استعماري" هدفه اثبات افكار ومعتقدات معينة ويمكنهم توجيه كل الشعوب واطفالها للهاوية دون استخدام اية اسلحة.
واوضح انه في ظل تعامله مع الطلاب رأى أن هناك شريحة منهم متأثرون بشكل مباشر بهذه الالعاب او المسلسلات وذلك من خلال أحاديثهم وطريقة لعبهم معا ، مبينا أنهم يستخدمون كلمات وألفاظ مثل أن يقول أحدهم لصديقه "أطخك"، مؤكدا هذا اللفظ لم نكن نسمعه في الماضي لكن اليوم نسمعه وبجرأه.