صندوق الملك عبد الله للتنمية.. عشرون عاما من الانجاز

نعمت الخورة
عشرون عاما مضت اليوم من عمر صندوق الملك عبد الله للتنمية الذي فتح الأبواب المغلقة أمام شباب من مختلف المحافظات يملكون من الطموح والأفكار والمشاريع الريادية لترجمتها على أرض الواقع، لنقف اليوم في ذكرى تأسيسه بكل فخر واعتزاز نحاكي به العالم أجمع .
ليست قصص نجاح ما سنرويها بل رؤية ملكية وإرادة وعزيمة لشباب أردني وضعت أمامه فرصه ثمينة من خلال الصندوق ليبدع كلا في مجاله في مشاريع تعدت حدود الوطن للعالم .
زيارة جلالة الملك عبد الله الثاني أمس للاحتفال بمرور عشرين عاما على تأسيس الصندوق واطلاعه على أبرز المشاريع ولقائه بعضا من أصحاب المشاريع كان حافزا إضافيا وتأكيد على الدعم الملكي للشباب الريادي.
ومن بين هذه الابداعات، كان علي الغزاوي خريج أكاديمية الملكية لفنون الطهي وهي احد مشاريع صندوق الملك عبد الله والذي توج بلقب "توب شيف الوطن العربي" . يمثل  الغزاوي حاليا متجر الأردن ويعمل تحت مظلة الصندوق لتحويل المتجر إلى وجهة سياحية إقليمية عن طريق افتتاح مطعم *ali * بمعايير عالية الجودة للمساعدة على جذب السياح وليشكل تجربة بكامل المنطقة لعكس ثقافة الأردن وحضارتها بطريقة مختلفة .

الغزاوي في حديث لـ"الأنباط" أكد ان مشروعه الذي يجد كل الدعم من صندوق الملك عبد الله للتنمية يحمل ثلاثة أهداف رئيسية هي، تمكين المرأة من خلال دعم منتجاتها وتوظيف ومشاركة أكلاتها بلمسات خاصة عصرية، إضافة الى دعم الشباب عن طريق توفير فرص عمل للشباب في بيئة تنافسية عالمية ومعايير عالية لتتماشي مع دعم السياحة في المملكة.
وأضاف الغزاوي، ان من بين الأهداف التي يسعى اليها المشروع، دعم المزارع الأردني واستهلاك منتجاته اليومية ومحاصيله الزراعية فالأردن اليوم ينافس منتجات عالمية وبجوده عالية .
الغزاوي قال بعد مرور عشرين عام على الصندوق سنحتفل في المستقبل بمئوية الصندوق، لأن الشباب الأردني بحاجة الى هذا الصندوق وغيره من الصناديق الداعمة للمجتمع المحلي وتنميته .
ودعا الغزاوي الشباب الأردني إلى إيجاد شغفه بالحياة والخروج من المألوف والخروج من إطار المهن التقليدية المعتادة، مشيرا انه على الرغم من نسب البطالة العالية في الأردن إلا أن الشباب في حال قام بالتفكير بطريقة مبتكرة غير تقليدية سيجد آليات مهمة في السوق لفتح مشاريع تنموية ومساعدة الاقتصاد الأردني، داعيا الشباب الى عدم اليأس لان البلد بحاجة للشباب ودورهم مهم في التنمية على الرغم من جميع الظروف.
ويعتبر مشروع  * ali * وهو المشروع الثالث للغزاوي في الأردن ومع العلاقات الدولية والمحلية يتطلع أن يكون قطاع السياحة اكثر تنمية وتطور في الأردن، لان المشروع لا يهدف إلى إنشاء مطعم فقط بل تنمية سياحية متكاملة ونشر ثقافة وحضارة الأردن بطريقة مختلفة .

أما الشاب عبد الله الفارس وهو شريك ومؤسس والمدير التنفيذي لشركة تكلم التقنية وهي شركة استطاعت إيجاد حلول لمشكلة النطق *التلعثم * والتي يعاني منها أكثر من 70 مليون شخص حول العالم  منهم 100 ألف أردني عن طريق جهاز يرتبط بسماعة صغيرة .
الفارس أشار لـ"الأنباط" إلى أن مدى الاستفادة من صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية الذي نحتفل بمرور عشرين عاما على تأسيسه، تأتي من خلال تسريع عملية تصنيع الجهاز وتجربته على اكبر عدد ممكن من الأشخاص، مشيرا الى انه بعد عام من الاستثمار عن طريق دعم  الصندوق تم توفير 10 فرص عمل للشباب الأردني وتغيير حياة أكثر من 100 شخص متلعثم متواجد في 100 من دول من العالم .
واضاف، على مستوى الأردن تم توزيع أجهزة مجانية على الأشخاص الذين تم تجربة الجهاز عليهم وتم بيع الجهاز من بداية العام الحالي بعد عمل استمر سنتين ونصف .
الفارس عبر عن طموحه بان يصل الجهاز إلى كل شخص يعاني من مشكلة التلعثم في الوطن العربي وخارجه، مؤكدا أن لقاء جلالة الملك كان مثمرا للغاية حيث استمع جلالته للصعوبات واحتياجات المشروع ووعد بتوفيرها  .
كما وجه الفارس وهو خريج تخصص برمجيات كلمة للشباب الأردني الذي يبحث عن فرصة في مجال الريادة، قائلا، أن الأمر ليس بالصعب ولكن يتطلب الالتزام والفكرة الجيدة وسيجد الدعم المادي والمعنوي، مشيرا إلى أن فكرة  المشروع كانت عبارة عن مشروع تخرج وكان احد أصدقائه في المشروع يعاني من مشكلة النطق، وتم حل مشكلته من خلال الجهاز لتتبلور بعد ذلك فكرة مشروع * تكلم * ثم انطلاقته.
ويطمح الفارس أن تحتل شركته المرتبة الأولى في العالم في بيع الأجهزة الطبية وتوفير الحلول لمشاكل السمع والنطق من خلال التكنولوجيا الحديثة من خلال الذكاء الاصطناعي والانترنت .
بان خليل زينب ورامي بدر مؤسسي شركة عالم الدمى لتمنية قدرات الأطفال وهي تعتبر أول شركة من نوعها في الأردن لتوعية الأطفال عن طريق الدمى في مواضيع متعددة وهي من الشركات الرائدة التي تبناها صندوق الملك عبد الله للتنمية، حيث كان أول مشروع   x  تنمر في عام 2019، وكان هدفه توعية طلاب المدارس الحكومية بمفهوم التنمر وسلوكياته عن طريق مسرح الدمى، وتم تقديم 15 عرض في المشروع موزعين في جميع أنحاء المنطقة، كما قام مؤسسي الشركة بالحصول على تعاون بمشروع آخر مع الصندوق وهو *وطن * لتوعية الطلاب عن طريق فيديوهات تدمج بين الأطفال والدمى في المواقع السياحية في الأردن .
ويعمل فريق الشركة حاليا على تأسيس شركة في الولايات المتحدة، حيث استطاعوا وبحسب المؤسسين لـ"الأنباط" توسيع نطاق الزبائن وتوسيع العمل وتطويره من خلال الصندوق.
ودعا الفريق المؤسس الشباب الأردني إلى طرق أبواب الصندوق والاستفادة منه ومن خبرات الشباب الذين استفادوا من الصندوق كون العمل يحتاج فقط إلى تحرك من قبل الشباب الجاد للعمل .

أما عبد الرحمن الحسبان من محافظة الزرقاء، فهو مشارك في مشروع التربية الاعلامية والمعلوماتية في صندوق الملك عبد الله للتنمية وكانت بدايته من خلال هيئة شباب كلنا الأردن، الحسبان قال لـ"الأنباط" انه تحدث أمام جلالة الملك خلال اللقاء عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الشباب الأردني، وأنها تبعث بالقلق وتبرز صورة الأردن بشكل سوداوي، موضحا انه سيتم من خلال التعاون مع الصندوق إنشاء أندية في مختلف أنحاء المملكة لتبرز الشباب الأردني وتعكس صورة جيده عن الأردن من خلال الإعلام .
ودعا الحسبان الشباب للسعي لتحقيق أهدافه وخططه العملية، مشيرا الى ان  الذراع الشبابي للصندوق وهو هيئة شباب كلنا الأردن تتواجد في جميع المحافظات داعيا للتفاعل معها والاطلاع على برامج الصندوق لصنع فرصة في أيديهم .
يذكر ان الفرص المباشرة وغير المباشرة في مجالات التدريب والتطوع وبناء القدرات والدعم المالي والفني واللوجستي التي منحها الصندوق للشباب بلغت 2.650.000 ، بينما بلغت الفرص التشغيلية المباشرة وغير المباشرة 132.392 فرصة علما بانه تم تأسيس الصندوق عام 2001 .