"الدخولية" للمواقع السياحية..مواطنون يطالبون بالغائها و"السياحة" تعتبرها رمزية تستخدم للصيانة

فرح موسى
تتمتع منطقة شمال الأردن بطبيعتها الخلابة وجمالها الساحر، وزادها جمالاً واهتماماً تنوع المواقع السياحية فيها، سواء كانت أثرية، أو علاجية، أو دينية، مثل آثار أم قيس، وطبقة فحل، وحمة المخيبة، وحمة الشونة العلاجية، ومقامات الصحابة، والمواطن الأردني تواق لزيارة هذه المواقع الجميلة، لكنه يتردد أحيانا في الذهاب، بسبب فرض (دخولية) في أغلب هذه المواقع. 
ويأمل مواطنون خاصة الذين اسرهم كبيرة من الجهات المعنية إلغاء ما يسمى بـ"الدخولية"، تشجيعاً منهم لدعم السياحة الداخلية، وحث المواطن على زيارة الأماكن السياحية والأثرية المتعددة في الأردن.
 مديرة سياحة محافظة إربد، الدكتورة مشاعل الخصاونة، قالت؛ إن رسوم الدخولية يتم تحصيلها من الزوار، وهذه الرسوم يتم إقرارها من قبل مجلس الوزراء، أي أن الحكومة هي من تقرر وليست وزارة السياحة، رغم أنها المسؤولة عن المواقع السياحية والأثرية.
واضافت، إن هذه الرسوم تعتبر رمزية، لأنه عندما نحصل (20) قرشاً بدل دخولية المواقع السياحية والأثرية، مثل طبقة فحل، وأم قيس من المواطن فهذا المبلغ يمكن لأي مواطن أن يدفعه. موضحة أطلقت وزارة السياحة والآثار، حملة منذ أكثر من أربع سنوات لتنشيط السياحة الداخلية، فعملت برنامج أردنا جنة، وجميعنا يعلم أن البرنامج ألغى رسوم الدخول للمواقع السياحية والأثرية، ستة أشهر في السنة، من شهر (6)، ولغاية (12)، وهو فعال لغاية الآن، أي أن فترة السياحة الداخلية تشمل الصيف، والخريف، والشتاء.
وبينت، أن هذا البرنامج فقط للسياحة الداخلية ومخصص للمواطن الأردني، والعائلة الأردنية، ومدعوم بنسبة (50) % من الوزارة التي وتتحمل الوزارة نفقات نقل الحافلات السياحية، ورسوم الدخول بنسبة (60) % للمنشأت السياحية من مطاعم وفنادق وغيرها. أي أن المواطن يخرج في رحلة داخلية، بنحو عشرة دنانير، شامل النقل، والغداء، ودليل سياحي.
وقالت عندما نتكلم عن رسوم مواقع سياحية، وعلى أرض الواقع، لا يوجد رسوم، لأنها تكاد تكون شبه معدومة، أما البترا، فرسوم دخولها تقررها سلطة الإقليم، وهذه القيمة التي تُحصل من المواقع، تنفق على الصيانة، والترميم، للحفاظ على ديمومة المواقع.
وذكرت، أن أكثر مبلع ممكن دفعه على موقع أثري، أو سياحي، هو دينار للمواطن على أكثر تقدير، وتساءلت، أين المشكلة عندما ندفع دينار، للدخول الى موقع ونحن نعرف أنه سيُصرف على تطوير، وخدمة، وصيانة الموقع.
فراس الخطاطبة، مدير مديرية سياحة محافظة جرش، قال: تعد السياحة الداخلية في غاية الأهمية، كوننا نعيش في منطقة ساخنة أمنياً، مما يعني تذبذب أعداد السياح الأجانب، تبعاً للوضع الأمني في المنطقة، بالإضافة الى ما قد يحدث من ظروف تحول دون وصول الأجانب، كجائحة كورونا والتي حدت من حركة السياحة الأجنبية، وعليه فإن السياحة الداخلية ضرورية لتعويض النقص في أعداد السياح الأجانب، كما تعتبر وسيلة فاعلة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف: تساهم السياحة الداخلية في زيادة وعي المواطنين، بأهمية السياحة للمواقع التي يتمتع بها الأردن من مواقع جذب، منها الطبيعة الخلابة، والمعالم الأثرية، والتاريخية، والتراثية، بالإضافة الى بناء ثقافة مجتمعية للسياحة، بين أبناء المجتمع الأردني، وتنميته، وتوفير البنية التحتية، ودعم التنمية الشمولية المستدامة، وتتعدى أهمية السياحة الداخلية قيمتها الاقتصادية، باعتبارها المحرك الرئيسي للأنشطة، والبرامج، والخدمات المحلية، وتوفير فرص العمل للمواطن، وتحسين مستوى معيشة الأفراد.
وأضاف الخطاطبة: السياحة الداخلية واحدة من أهم مقومات الحفاظ على الترابط الاجتماعي، والعلاقات بين أفراد المجتمع، وتزيد من الترابط، والتماسك المجتمعي، كما تعمل على تعريف المواطنين بتراثهم الوطني، وقيمة الأماكن الأثرية.
وفيما يتعلق بدخولية المواقع السياحية، أشار الخطاطبة الى أن دخولية المواقع السياحية، تعتبر رمزية على مستوى المواقع السياحية في المملكة، ولا تتجاوز دينار في البترا، ونصف دينار لجرش، وبالتالي لا يشكل إعفاء المواطن من دخولية المواقع السياحية، أي عنصر جذب.
واوضح محمد الديك مدير مديرية سياحة عجلون، أن أسعار التذاكر السياحية شبه مجانية، وفي جميع المحافظات وقال إن أسعار التذاكر معقولة جداً، ويوجد تعليمات صادرة بخصوص هذا الموضوع، بالإضافة الى الخدمات التي تقدم للأماكن الأثرية، وتطوير المواقع السياحية.
بدوره، قال الباحث في التراث الشعبي الدكتور أحمد شريف الزعبي: يكمن دور وزارة السياحة، بتعريف المواطن على مواقع الآثار، ومواقع الأبنية التراثية، وتعريفه أين تقع المواقع السياحية حتى يتم توفير العملة الصعبة، لتشغيل الأيدي العاملة من المواطنين، وتخفيف مشكلة البطالة. وعليه، فقد صار لزامًاً على المسؤولين عن هذه المواقع، الإهتمام بها، وتسويقها، وذلك عن طريق، إلغاء، أو تقليص رسوم الدخول لهذه المواقع، وتخفيض أجور المبيت في الفنادق، والاقتداء بالمواقع السياحية في الدول العربية الشقيقة والصديقة، مثل مصر، وتركيا.

المواطن محمد أبو رامي، قال، أنا من ذوي الدخل المحدود، عندي خمسة أولاد، وأنا وزوجتي نصبح سبعة، إذا قررنا الذهاب الى موقع سياحي في  الشمال، نحتاج إلى دراسة، تبدأ بمصاريف السيارة، والرحلة، ورسوم دخولية، ولا يوجد أي خدمات مقدمة لي ولغيري من السياح، مثل، دورات مياه، ولا جلسات، ولا دليل سياحي، ولا يوجد لوحات تعريفية عن الموقع الأثري، والمواقع غير نظيفة، ويوجد استغلال للدخول الى الدورات الصحية، وأسعار المياه مرتفعة.
أحمد أبو محمد، قال؛ حبانا الله، وأنعم علينا بطبيعة جميلة جداً في (محافظة إربد)، هناك مواقع أثرية، ومقامات الصحابة، وحمامات المياه الساخنة، وبعض السدود، والمتنزهات الطبيعية، لكن للأسف، هناك مشكلة حقيقة تواجه السياحة الداخلية، أينما توجهت عليك دفع ما يسمى (بالدخولية)، صحيح المبلغ دينار على الشخص، لكن عندما تكون هناك عائلة مكونة من عدة أفراد سيكون المبلغ كبير، وهذا الأمر يمنع المواطن من التمتع بالسياحة الداخلية.
وطالب بحل المشكلة بأسرع وقت إذا كان لديهم نية حقيقية لتشجيع السياحة في الأردن، وقال؛ هناك جهل عند كثير من المواطنين ببعض المواقع السياحية والأثرية، ونأمل من وزارة السياحة طرح مبادرة ذات قيمة للتعريف بالسياحة على مستوى الوطن.