نقاد ومختصون يبحثون العلاقة بين المهرجانات السينمائية ووسائل الإعلام

أوصى نقاد وصانعو أفلام وصحافيون، شاركوا في الندوة النقاشية "المهرجانات السينمائية والتغطية الإعلامية بين النقد، الواقع والبروباغندا"، التي نظمها "مهرجان كرامة الدولي لأفلام حقوق الإنسان" في دورته الـ12 صباح اليوم الأربعاء بالمركز الثقافي الملكي بعمان، بضرورة تنظيم طرق تغطية المهرجانات إعلامياً.
وأكد المنتدون أهمية تقريب وجهات النظر بين منظمي المهرجانات ووسائل الإعلام والجمهور، بعد أن تحولت معظم التغطيات الصحافية جذرياً من الاهتمام بمحتوى المادة الفلمية المقدمة إلى تغطية ترفيهية تخص غالباً حضور المشاهير على "ريد كاربت" المهرجانات.
وطالب المناقشون، في توصياتهم، بوضع مدونة سلوك حقوقية بما يخص صناع الأفلام ووسائل الإعلام، بما يتوافق مع عدم تعزيز نمطية المرفوض ومعالجة ما يرفض اجتماعياً، وأن يكون النقد الموجه للأعمال فنياً بحتاً ويحمل رسالة، فضلاً عن تشكيل لجان مشاهدة للأفلام من نقاد متخصصين. وأجمعت التوصيات على ضرورة إشراك المؤثرين في "السوشيال ميديا" وتحديد جلسات عروض أفلام خاصة لهم، للمشاركة في توصيل أفكار الأعمال للجمهور، فضلاً عن إعادة "هيبة السجادة الحمراء" إلى مكانها الطبيعي، مكاناً لعرض منتج فني حقيقي بعيداً عن المبالغة بعروض الأزياء. وأكد المنتدون ضرورة تشجيع النقد المهني المحترف، من خلال ورشات عمل استباقية تنظم للصحافيين الموكل إليهم تغطية المهرجانات، عدا عن تكثيف لقاءات إدارات المهرجانات مع وسائل الإعلام لشرح أهداف ورسائل الأعمال المشاركة، إضافة إلى حوكمة اختيار الأفلام المشاركة وشرح سبب عرضها في كل مهرجان وفق رسالته واستراتيجيته وأهدافه. وقال مسير الندوة النقاشية، أيمن بردويل، وهو أخصائي التطوير الإعلامي في الشبكة العربية لأفلام حقوق الإنسان "أنهار"، إن للإعلام دورا مهما في توسيع رقعة التفاعل الثقافي؛ للمساهمة في نشر ثقافة السينما بين الجمهور، وتعزيز الوعي والتناول النقدي في مسعى لرفع الذوق العام.
بدورها، أكدت مديرة "مهرجان كرامة"، المخرجة سوسن دروزة، أن هدف المهرجانات تقديم مادة ومحتوى تفاعليا يثير الأسئلة والجدل بين جميع أطراف العلاقة، مبينة أنها تسعى لتعميم الثقافة على الجمهور وإيصال الأفكار بصورة صحيحة بعيداً عن الأفكار المهيمنة على الناس.
بدوره، قال الناقد مجدي التل، إن عدم تبلور صناعة سينمائية حقيقية تنتج "أصحاب حرفة"، ساهم في تراجع العلاقة الطبيعية بين ما تريده المهرجانات ووسائل الإعلام، موضحاً: "على النقاد المهنيين تقديم رؤاهم حول المنتج بموضوعية ومنهجية علمية، كون النقد يأتي بعد الحالة وتراكم صيرورتها ولا يسبقها". واتفقت الصحافية، رنا حداد، مع ما ذهب إليه التل، مؤكدة: "عامل آخر يقف أمام التغطية الصحيحة للمهرجانات، هو عدم توفر كفاءات نقدية إعلامية متخصصة، ما يعني أننا فعلياً نعاني أمام ما يسمى الصحافة الثقافية المؤهلة".
كما أشارت حداد على واحدة من العقبات التي لا تتيح إنتاج تغطيات إعلامية مهنية، بسبب إطلالات الفنانات على السجادة الحمراء التي تسرق الهالة الإعلامية أكثر من محتوى المنتج الفني، كالفيلم مثلاً. وانتقدت مديرة "مهرجان كرامة لبنان"، المخرجة نجوى قندقجي، غياب قيمة النقد الأدبي في المهرجانات السينمائية، معتبرة أن الانتقاد هو السمة الظاهرة فعلياً، وهو ما أشار إليه أيضاً الناقد رسمي الجراح الذي رأى في غياب عوامل النقد الفني ومدلولاتها المهنية ضربة للمهرجانات والجمهور معاً.
وقال الناقد السينمائي، ناجح حسن، إن كل المهرجانات أحوج ما تكون للنقد، مبيناً أنها بدون نقد لا تصل إلى أهدافها، معتبراً أن الناقد السينمائي لا يصل لمكانته بسهوله، وعليه أن يملك الشغف والثقافة السينمائية وأن يكون له توجهات فكرية يستوعب من خلالها ما يتم تقديمه.
بدوره، بين الناقد السوداني، طلال عقيقي، أن الغرض من إقامة المهرجانات هو إظهار الأفلام إلى السطح وتناولها نقدياً وإيصالها للجمهور بصورة صحيحة، مؤكداً أن المهرجانات السينمائية لا تتبنى بالضرورة أفكار الأفلام المشاركة فيها.
--(بترا)