ارحموا مؤسسة الغذاء والدواء


نسيم عنيزات

«عنزة ولو طارت « يصر البعض ان يرى كل ما يقع عليه بصره سوداويا ، موجها سهامه في كل الاتجاهات دون تصويب ، فاما تصيب او تخيب ، دون ان يخطر بباله او يفكر للحظة بانها قد ترتد اليه وتصيبه في مقتل .

فمهما وصلنا من حالة احتقان وانعدام للثقة ومساحات من الفراغ فإنها لا تعطينا الحق بان نمس مؤسساتنا الوطنية ، التي يحق لنا ان نفتخر بما انجزه آباؤنا واجدادنا من الاجيال السابقة وما قدموه من تضحيات للمحافظة على الوطن ومؤسساته.

فهناك فرق بين النقد للمسؤول المبني على الحقيقة والمعلومة الهادفة الى تحقيق المصلحة الوطنية ، وبين الاساءة للمؤسسات الوطنية ومحاولة النيل منها ، لتفريغ حالة غضب اوحرد لغاية في نفس يعقوب مدفوعة احيانا بانتقام شخصي لهدف ما.

وكما نعتز بمؤسساتنا الوطنية التي تعتبر الركيزة الاساسية لبناء الدولة والرافعة الحقيقية لبقاءها واستمرارها قوية ،فعلينا ان نفتخر بمؤسسة الغذاء والدواء كمؤسسة وطنية تعتبر ملك للدولة و للشعب لا لاشخاص او لمسؤل ياتي ويذهب وتبقى المؤسسة .

هذه المؤسسة التي انشئت لحماية غذاء ودواء المواطن الاردني من اي عبث او غش او تلاعب للمحافظة على صحته وسلامته.

فكان الاردن السباق في الوطن العربي والمنطقة بإنشاء هذه المؤسسة التي ابهرت العالم ودول المنطقة ، الذين اخذوا يتسابقون للاستفادة من هذه التجربة الفريدة .

وبفضل هذه المؤسسة بقي دواءنا سليما من اي عبث او فساد بعيدا عن اي تلاعب لتحتل منتجاتنا الدوائية مكانة في جميع دول العالم بما فيها العظمى والكبرى .

وحتى لا نبعد كثيرا او يقال عنا باننا ندافع عن مسؤول او شخص معين علينا ان نتذكر الانجازات التي حققتها المؤسسة منذ نشأتها التي تعاقب على كرسي القيادة فيها اكثر من مسؤل خاصة في مراقبة المواد الغذائية المحلية او القادمة من الخارج بعد ان عززت كوادرها وأهلت القوى البشرية فيها وكثفت فرقها التفتيشية في جميع أنحاء المملكة، لا هدف لها الا حماية المواطن والمحافظة على سلامة دواءه وغذاءه مما اكسبها سمعة دولية وثقة شعبية .

وامام هذه الانجازات لا يعقل بان يأتي شخص غاضب بان يبث سموما او يقدم معلومات مغلوطة لا اساس لها من الصحة او المنطق ، الا اللهم الاساءة للاردن ومنتجاته بهدف الاضرار به وفقدان الثقة مما يسبب ضررا اقتصاديا على الصناعات والمنتوجات الاردنية دون ان يجف له رمش .

وهناك شواهد ومواقف كثيرة كلفت اقتصادنا الكثير نتيجة نزوات او تصريحات متسرعة او اخبار غير دقيقة او التهافت على صناعة بطولات وامجاد .

فمن يطلق الاتهامات قد يكون له هدف شخصي او غاية ماء دون ان يدرك الاضرار والعواقب ، هذا اذا افترضنا حسن النية ، لكن ما يزيد الامر غرابة والطين بلة ، الانسياق وراء بعض الاتهامات دون ان نفكر مليا او ننتظر الردود العلمية والمعلومة الحقيقية من الخبراء واصحاب الاختصاص، لنسلم بانها حقيقة وواقعا لتبدأ بعدها قصة اخرى في التضخيم ونسج القصص والبناء عليها .

حتى وصلت الامور لدى البعض بتوجيه اتهام خطير بانه تم بيع الاردنيين لحم حمير ، اتهام اساء للشعب والمواطن قبل المؤسسة .

او ان يطل علينا البعض شاهرا سيفه بعد سنوات من تركه للعمل في المؤسسة ليقول بان غذاءنا فاسدا وطعامنا ملوثا، الا يحق لنا هنا بأن نسأل اين كان ابان خدمته وعمله؟ واين كانت امانته، واين ذهب قسمه ؟ ،

أليس الاولى بنا ان نحاكم هذا الموظف الذي كان مسؤلا عن طعامنا ودواءنا ويفترض به ان يكون امينا مخلصا في عمله ، ام ان امانته ظهرت بعد انهاء خدماته واحالته على التقاعد، للنيل من شخص المسؤل دون ان يدرك نتائج اتهاماته وتصريحاته .

ان الهجوم الذي يشنه البعض على مؤسساتنا الوطنية انتقاما من مسؤل ماء ، لن يؤثر الا على المؤسسة نفسها وبالتالي على الوطن ، فالمسؤل يأتي ويذهب والوطن باق .

فعلينا جميعا ان نتقي الله بالوطن وان نحترم مؤسساتنا ونبتعد عن اي محاولة للمساس بها .