العودات: مشروع لزراعة الخط الصحراوي وعلينا التوقف عن قطع الأشجار لإقامة مشاريع الطاقة

زيادة الرقعة الخضراء.. التحديات عديدة ولكن...
 هناندة: ما زلنا ننتظر الغابة التي وعدت بها "اليرموك" بعد قطع اشجار الجامعة
عبد النعيم: لا جدية ولا دراسات حقيقية لزراعة الأشجار الحرجية بأراضي الدولة


الأنباط - فرح موسى
تبلغ نسبة الغابات والمناطق الزراعية الخضراء في الأردن نحو (3) بالمائة من مساحة المملكة الإجمالية، وهذه النسبة تعتبر متدنية جداً مقارنة مع غيرها من الدول العربية المحيطة.
مبادرة أردن أخضر التي أطلقها الملك الراحل الحسين بن طلال قبل أكثر من ثلاثين سنة، واستمر العمل بها في عهد الملك عبد الله الثاني، لكن كغيرها من المبادرات الايجابية تم ايقافها وبالتالي أفشالها لاسباب عديدة. من أهمها؛ عدم السعي لتوفير المياه الكافية لسقاية الأشجار، وعدم تشغيل عدد كاف من العمال بحجة عدم وجود الامكانيات المالية، بالاضافة الى عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب من فنيين، وخبراء في مجالات الزراعة، والعناية بالتربة، وتجهيزها بالشكل المناسب. بالاضافة الى عدم قدرة وزارة الزراعة على المحافظة على ما تبقى من غابات وأحراش، للاسباب ذاتها، ما أدى الى تصحر بعض المناطق، إضافة الى التخريب، والحرق المتعمد، وقطع الأشجار بحجة التدفئة، والتجارة، والتعدي على الثروة الحرجية.
وحول اسباب ذلك، قال رئيس شعبة التسويق في مديرية زراعة إربد عمر العودات، هناك جملة من التحديات أمام زيادة الرقعة الخضراء في المملكة، أهمها؛ التغير المناخي، وقلة الأمطار، وقلة الإمكانيات، موضحا أن وزارة الزراعة، قامت وتقوم بجهد استثنائي، وكبير، إذ تعمل على توزيع أكثر من (250) ألف غرسة حرجية على كافة المؤسسات الحكومية، والاهلية، وعلى المواطنين، وتقوم بزراعة المناطق المتضررة بفعل العوامل الطبيعية، والحرائق، وبفعل التعدي على الثروه الحرجية،
وقال؛ لكن المشكلة تتعلق في نسبة نجاح الغراس، فهي تحتاج الى عناية فائقة بعد الزراعة من مياه ومتابعة، وحماية من الاعتداء، والرعي الجائر. 
وبين أن هناك مشروع التحريج الوطني، تنفذه وزارة الزراعة، وسيتم من خلاله زراعة الخط الصحراوي بالأشجار الحرجية، موضحا ما نحتاجه اليوم هو أن نتوقف عن قطع الأشجار لإقامة مشاريع الطاقة، والتي تسببت بازالة الكثير من هذه الأشجار، التي الصعب تعويضها، وعلى الحكومة تخصيص مناطق في الصحراء لإقامة مشاريع الطاقة.

وفي ذات السياق؛ قال الناطق الرسمي باسم بلدية إربد الكبرى، رداد التل أن البلدية جاهزة، وعلى أتم الإستعداد لوضع كافة إمكانياتها المتاحة للتعاون مع أي جهة، كوزارة الزراعة، أو أي جمعية تسعى لإنشاء غابة خضراء، وأكد على أنه لا يوجد أي شخص يمانع، أو يعارض، او ينأى بنفسه عن مثل هذه المشاريع التي تهم الوطن بأكمله.
ويرى المواطن عادل هناندة إن الرقعة الخضراء في الاردن عموماً، وفي إربد تحديداً؛ انخفضت بشكل كبير، بسبب إهمال مشترك من الجميع بعدم الاهتمام بالاشجار، وتخضير المناطق الجرداء، مشيرا الى ما قامت به جامعة اليرموك قبل فترة، بقطع أشجار من الجامعة، بحجة الطاقة البديلة، وقال إن الجامعة وعدت بانشاء غابة في إربد، ولا زلنا ننتظر الغابة الموعودة.

واضاف، يجب على الحكومة والمواطنين، وكل وفق قدرته؛ زراعة ما يمكن زراعته، إذ أنه لو تم زراعة شجرة واحدة فقط امام كل منزل، لاعطت صورة جميلة، وخففت من آثار الاحتباس الحراري.
بينما قال المواطن أحمد عبد النعيم: نحن لا نمتلك النفط، ولكن نفطنا هو (غاباتنا)، ونتمتع بغابات ذات مناظر خلابة، وجميلة، كما أنها تمدنا بالأكسجين النقي، وتوفر لنا أماكن للسياحة والاستجمام نهاية كل أسبوع، مثل غابات (دبين) و (عجلون) و(برقش) وهذا كله ورثناه عن الآباء والأجداد، لكن نتساءل، منذ ثلاثة عقود تقريباً، ماذا قدمت وزارة الزراعة بخصوص زراعة الأشجار الخرجية، ضمن المناطق الجبلية، والصحراء، لجعل الأردن (جنة خضراء)، الجواب؛ لا شيء يذكر. 
وأضاف، لولا جهود الآباء والأجداد، لما وجدنا شجرة نستظل بظلها، وللأمانة كان هناك نشاط ملحوظ في (زراعة الغابات) في نهاية سبعينيات وثمانينات القرن الماضي، لكن للاسف، ومنذ منتصف التسعينات، توقف هذا النشاط، ومن هنا، نسجل عتبنا على وزارة الزراعة، بسبب عدم اهتمامها، إلا في الأعياد القومية، مثل عيد الشجرة. حيث لم يسجل لها نشاط  بهذا الخصوص، وقال يبدوا أنه لا يوجد جدية، ولا دراسات حقيقية لدى  الوزارة لزراعة الأشجار الحرجية في الأراضي المملوكة للدولة.