هجرة مربي المواشي.. جرس إنذار حول أوضاع هذا القطاع

 سالي الصبيحات
يلجأ بعض مربي المواشي لتربية مواشيهم خارج البلاد وذلك في ظل ارتفاع اسعار الأعلاف، وصعوبة توفر احتياجات اصحاب المواشي لتربية مواشيهم ولتأمين بيئة افضل وامكانيات اعلى لسد احتياجاتهم وعدم تخليهم عن مهنتهم المتوارثة.
وتقدم دول عربية وأجنبية امتيازات أعلى وأفضل لمربي المواشي، تتمثل في إعطاء الأراضي وتوفير المياه والكهرباء للمستثمرين في قطاع تربية المواشي بشكل أفضل، واعفاء عدد من السنوات وفوائد أقل حسب قانون الدولة، وتشغيل الأيدي العاملة من مواطني هذه الدول الذين يتقاضون أجورا أقل عوضا عن العمالة الوافدة، عدا عن تسهيل معاملات المستثمرين في سبيل نقل استثماراتهم، مما جعلها وجهة جاذبة ومرغوبة لدي مستثمرين أردنيين في مجال تربية المواشي والإتجار بها.
وقال مربي وتاجر مواشي فضل عدم ذكر اسمه لـ"الانباط"، أنه خرج لدولة كزاخستان لتربية المواشي هنالك بسبب الأوضاع التي يعاني منها اصحاب المواشي في الاردن، من تكاليف عالية وارتفاع اسعار الاعلاف من الشعير والنخالة اضعاف عن المواسم الماضية جراء ضعف موسم الأمطار، ما أدى لانخفاض كبير في انتاج الاعلاف الحقلية والمراعي وتراجع انتاج الاعشاب الرعوية وعدم وجود بيئة مناسبة.
وبين، ان لديه انجازات وعمل على مستوى عالي وله علاقات مع بعض المسؤولين في ذلك البلد لتسهيل معاملاته لامتلاكه مزارع، وانه يعمل على الانتاج والتصنيع، على سبيل المثال القطن ومن ثم العمل على نسجه لتصنيع الملابس على مستوى عالي جداً ، مؤكداً ان هنالك الكثير من الاردنيين اصحاب الكفاءات العالية يلجأوا للاستثمار بالخارج بسبب الاوضاع المتردية في الاردن. حسب رأيه.
من جهته، الخبير الاقتصادي د.حسام عايش قال، أن هجرة اصحاب المواشي خارج البلاد في بداياته، وأن الانطباعات هذا الموضوع قد تتغير وتتحول الى حقائق اكثر قتامة فيما يتعلق بأتباع هذا النموذج من اصحاب المواشي، وبالتالي ان تخليهم عن تربية مواشيهم في الاردن والانتقال بها الى دول اخرى بسبب الكلفة الاقل ولحصولهم على متطلبات التربية لهذه المواشي في سوق الأعلاف ، سواء لأختلاف المناخ والاعلاف وحتى عمليات البيع والشراء والتسويق والمياه وحتى التكاثر، موضحا ان جميع هذه الامتيازات بالخارج تكون افضل من الأردن ، مضيفاً ان التغيرات المناخية في الاردن تؤثر على المراعي وعدم توفرها يزيد من الكلف الإضافية لتوفير المزيد ، والامر الاخر ربما يكون بخصوص منتجات المواشي واستخداماتها المختلفة التي قد تتأثر اي تنخفض وصاحبها لا يستطيع تحمل النتائج المالية المتردية والعائدات تكون اقل من المتوقع مما يؤثر في النتيجة النهائية على اصحاب هذه المواشي واقتنائها عدم مقدرتهم على توفير المتطلبات مختلفة لها بما فيها الصحية والادوية ومشكلات اخرى تتعلق بالمياه وتوفرها، وايضاً هناك مشكلات وتغيرات بالانظمة والسياسات التي تتعلق في المجتمع بشكل عام.
واوضح عايش انه بعد البحث وجد بعض اصحاب المواشي ان الانتقال الى دول اخرى يكون المناخ والطقس والمراعي والحصول على مساحات مزروعة افضل وبالتالي يكون العائد اعلى وتربية المواشي تكون في مناطق قريبة من الأسواق التي تستهلك المواشي بصورة اكبر من السوق الاردني.
واضاف، من الواضح وجود حوافز تقدمها الدول التي تستقطب هذه النوعية من الاستثمارات وتقدم لها المساعدة والعون ، بالاضافة الى التقدم التقني الصناعي الزراعي في هذه الدول يعطي فرصاً إضافية لإستغلال هذه الماشية على صعيد جز الصوف اذا كان ذلك متاحاً او على صعيد المنتجات التي ممكن استخلاصها من هذه المواشي بما يفوق ما يتعامل معه او استخراجه في الاردن .
وقال عايش، بجميع الأحوال هذه الهجرة تشكل رسالة احتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية التي أصابت بأثارها قطاع المواشي مشددا على ان الضرائب والرسوم والقيود الكثيرة السائدة في الاردن بدأت تؤثر على القطاعات الصغيرة ‏والقطاعات الأخرى التي لا تحظى للتسويق والنشر الإعلامي كثيراً ، وهذا يمثل جرس إنذار حقيقي للحكومة والجهات المعنية بأن النموذج الاقتصادي الحالي لم يعد فقط ينفرالناس وانما ايضاً ينفرالمواشي ‏ويضيق عليها ‏قدرة الحصول على متطلباتها.
وبين، ان في هذه الهجرة الكثير من المضحك المبكي لان الاوضاع الصعبة التي تعاني منها الناس لم تعد محتملة على كافة الصعد وأعني بها السياسات والطرق التي تدار بها العميلة الاقتصادية والأولويات في العملية الاقتصادية التي من الواضح انها قد تحسن المؤشرات الاقتصادية التي ترغب بها الحكومة لكنها تؤثر مباشراً على المؤشرات الاقتصادية والمعيشية والصحية للناس. مبيناً ان قطاع الزراعة بما فيه الثروة الحيوانية سيعاني من هجرة وارتفاع الكلف على المواطنين لمنتجات المواشي اذ لم يتم حل هذه المشكلة.
بدوره الخبير الزراعي المهندس محمد البس، ان الكثير من الأشخاص خرجوا من الأردن ،لانه بات بلدا طاردا للكفاءات ، وقال البس، ان الاردن تقع في موقعنا الجيوسياسي الواقع بين سوريا والعراق والسعودية ، وبعض اصحاب المواشي يستوردون المواشي من سوريا والعراق ويصدرونها للسعودية خاصة في أوقات الحج.
واوضح ان الاردن مصدر للمواشي ويستورد للاستهلاك المحلي ونصدرمواشي حية ، مضيفاً ان هناك بعض اصحاب المواشي ذوات الكفاءات يخرجوا للعمل بالخارج ويقوموا بإنجازات عالية المستوى ، وبرأيي اعتقد ان هذا تصرف فردي ولا يؤشر على نزوح جماعي لمربي المواشي خاصة ان الحكومة تقوم بدعم هذا القطاع بشكل مباشر ، وأن هناك مشاريع كبرى تدار بهدف التصدير الى خارج الاردن خصوصا السعودية.