تمكين تقوم بأنشطة بمناسبة يوم الطفل العالمي

نفذت جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، مجموعة من الأنشطة على مدار أسبوع بمناسبة يوم الطفل الدولي، الذي يصادف 20 تشرين الثاني من كل عام.

تأتي الفاعليات التي نفذها فريق تمكين بهدف رفع الوعي فيما يتعلق بخطورة تشغيل الأطفال في إطار برنامَج "التخفيف والحد من أشكال عمل الأطفال في القطاعات الخطرة في الأرْدُنّ"، حيث تم تنفيذ مجموعة من الأنشطة في كل من إقليم الوسط والشمال والجنوب، 

وفي هذا الإطار تم تنفيذ جَلسة توعية حول "مكافحة عمل الأطفال"، بالشراكة مع وزارة العمل الأردنية استهدفت أولياء أمور طالبات في مدرسة الخنساء الأساسية، ذلك بهدف رفع الوعي لديهم حول مخاطر عمل الأطفال.

وخلال الجلسة قال رئيس قسم تفتيش العمل المركزي في الوزارة بلال المجالي أن المصلحة الفضلى للأطفال من سن الولادة وحتى سن الثامنة عشرة تلقي تعليمه بعيدًا عن أي نوع من أنواع المهن التي قد تضر بصحته وسلامته الجسدية والنفسية.

فيما أشارت رئيس قسم تفتيش الحد من عمل الأطفال في الوزارة هيفاء درويش إلى المحددات والشروط التي حددها القانون الأردني لحالات عمل الأطفال من سن السادسة عشر، تقع في مقدمتها لياقة الطفل الصحية للعمل المطلوب والتي تُحدّد من قِبَل فحص من طبيب مختص ومصادق عليها من وزارة الصحة، وهنا تقرر وزارة العمل إن كان هذا الطفل مؤهّل للعمل أم لا.

 ومن الأنشطة كذلك، فاعلية "الحكواتي"، حيث تم سرد قصص لمجموعة من المشاركين الأطفال لتعريفهم بخطورة عمل الأطفال خاصة الذين  نخرطوا  بالعمل في مهن خطرة وأثرها عليهم، والإضرار بالمصلحة الفضلى لهم لدرجة قد تصل إلى ترك التعليم في غالبية الحالات،  حيث تناولت القصة ظروف عمل الأطفال في التحميل والتنزيل وأثرها عليهم، إلى جانب خطورة التحاق أطفال آخرين بالتسول وكيف قد يتعرضون للاستغلال، فيما كان هنالك نشاطات متعلقة بالرسم والتلوين، وفيها عبر الأطفال عن آرائهم بقضية عمل الطفل وأن الطفل يعمل بسبب الحاجة ولمساعدة أهله حسب ما جاء في مشاركاتهم.

إضافة إلى ذلك تم تنفيذ يوم مفتوح للأطفال تخلله العديد من الأنشطة اللامنهجية التعليمية منها عرض "مسرحية دمى" سلطت الضوء على عمل الأطفال والتسول،  حيث استهدفت الفاعلية 60 طفلا أردنيا وسوريا وعراقيا، من الذكور والإناث.

إلى جانب ذلك تم نشر وبث 15 ومضة توعية حول عمل الطفل على "راديو البلد"، تناولت العديد من المعلومات المهمة تجاه رفع الوعي المجتمعي حول خطورة عمل الأطفال.

وفي التفاصيل خلال الأنشطة تبين أن أسباب  عمل الأطفال متعددة منها الوضع المعيشي للأسر من فقر وبطالة، وأسباب اجتماعية تتعلق بتوارث المهنة عن الأباء والأجداد، أو أسباب تتعلق بالأسرة تتمثل بوفاة أحد الوالدين أو كليهما، أو تعرض المعيل الرئيس للأسرة لإصابة عمل أدت لإعاقة تمنعه من العمل كليًا ، وفي بعض الحالات يتعرض الطفل للاستغلال من قِبَل الأهل ويُجبَر على العمل في مهن بظروف غير لائقة وخطرة على صحة الطفل الجسدية والنفسية مثل الميكانيك، والزراعة، والعمل في الشوارع والتسول، وتبين لـ"تمكين" أن غياب الرقابة الفعالة من الجهات المعنية بعمل الأطفال يزيد من انتشار الظاهرة على نطاق واسع، إضافةً إلى ذلك ساهم التعليم عن بعد بزيادة أعداد الأطفال العاملين خصوصًا العمل في القطاعات الخطرة؛ حيث حفز التعلم عن بعد الأطفال للعمل بسبب الافتقار لمستلزمات الوصول للمنصات التعليمية ما أدى لقضاء الأطفال أوقات فراغ طويلة آثروا استغلالها بالعمل، أما بالنسبة للأطفال الذين لديهم سهولة في الوصول للإنترنت تمكنوا من العمل بسبب أوقات التعلم المرنة التي استمرت لساعات الليل، حيث يعمل الأطفال نهارًا ويتابعون دروسهم ليلًا، أما عن التنقل بين التعلم الإلكتروني والتعلم الوجاهي فقد سبب تضاربًا في مصالح الأطفال وأصبح سببًا آخرًا يضاف إلى جملة الأسباب الواضحة في التوجه للعمل بدلًا من التعليم، وهنا قال أحد الأطفال في منطقة ماركا الشمالية /عمّان أن التعليم عن بعد هو السبب في التحاق الأطفال بالعمل.
وبالنظر إلى المعطيات السابقة؛ ووفقًا لما قاله أطفال شاركوا في الجلسات أنهم يلتحقون بالعمل بسبب الظروف المعيشية لأسرهم حيث إن غالبية هذه الأسر تعيش تحت خط الفقر.

يشار إلى أن أعداد الأطفال العاملين قد تضاعفت من (33) ألف طفل عامل في عام 2007، إلى ما يقارب (76) ألف طفل عامل عام 2016 منهم ما يقارب الـ 45 ألف طفل منهم يعملون في أعمال خطرة وفقا للمسح الوطني الذي أجري في العام 2016، هذا  وصادق الأرْدُنّ على اتفاقية منظمة العمل الدولية 182 في عام 2000  تمهيدا للقضاء التام والكلي على أشكال عمل الأطفال وهي الأعمال التي يرجح أن تؤدي بفعل طبيعتها أو بفعل الظروف التي تزاول فيها إلى الإضرار بصحة الأطفال أو سلامتهم أو سلوكهم الأخلاقي. 

تجدر الإشارة أن جمعية تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان تٌنفذ برنامجًا حول مكافحة عمل الأطفال والتسول بعنوان "التخفيف والحد من أشكال عمل الطفل في القطاعات الخطرة في الأرْدُنّ" في مناطق وَسْط وشمال وجنوب المملكة. ويهدف البرنامج إلى تعزيز القدرات المحلية نحو تحقيق بيئة تتسم بالوقاية والحماية من عمل الأطفال؛ حيث جرى تطوير فكرة البرنامج حول بناء قدرات العاملين على الحماية من عمل والطفل والتسول وعلى مبدئي الحماية وتعزيز سبل العيش بالشراكة مع جمعيتي حماية الأسرة والطفولة في إربد وجمعية الملكة زين الشرف.

ويمول هذا البرنامَج من قبل البرنامَج الأوروبي الإقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الأرْدُنّ والعراق (RDPP II) ، بدعم من جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الأوروبي، أيرلندا وسويسرا.