الجِسْر الآسيويِ الأُردُنيِ المِصري.. وَحْدَةُ الكَلمة والعَمل والهَدف
الأكاديمي مروان سوداح
تهدف الإستراتيجية الأردنية التدريبية والأمنية، بتوجيهات مباشرة من جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني، إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من شتى الدول الشقيقة والصديقة، وهو ما يؤدي إلى تنمية وتدعيم وتعميق القُدرات الدفاعية لقواتنا المسلحة الأردنية.
وضمن هذا التوجّه الإستراتيجي، انتهت مُؤخرًا فعاليات التمرين الأردني المصري المُشترك العقبة/6، والذي نُشِر خبر عنه في جريدتنا الغر اء "الأنباط"، وقد استمر لمدة أسبوعين، وشَمِل عدَّة ميادين للتدريب، بحضور المساعد للعمليات والتدريب العميد الركن عبدالله الشديفات، ولواء أركان حرب أشرف هلال، مساعد رئيس هيئة التدريب للقوات المسلحة المصرية، وعدد من ضباط القوات المسلحة الأردنية والمصرية.
في جانب مواز، طالعنا أيضًا في أوائل نوفمبر 2021م أنباء عن لقاء رئيس هيئة الأركان المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، وفداً عسكرياً مصرياً برئاسة اللواء أركان حرب طارق سعد زغلول عبدالمجيد رئيس مجلس إدارة الشركة العربية العالمية للبصريات، والوفد المرافق، بحضور المساعد للتخطيط والتنظيم والموارد الدفاعية. في الخبر عن اللقاء الذي بثته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" و"الأنباط"، عَلمنا بأنه تم البحث "في سُبل تعزيز علاقات التعاون العسكري بين البلدين الشقيقين، والتنسيق المشترك في المجالات العسكرية كافة، وتبادل الخبرات العلمية في مجال المقاولات والإنشاءات والتصنيع الزراعي واستصلاح الأراضي"، وهو أمر في غاية الأهمية عندما يَشمل التنسيق مناحيًا أخرى داعمة للفضاء العسكري، مِمَّا يعود بالنفع المباشر على المجتمعين وآفاق الاستثمار المشترك فيهما.
نبتهج دومًا ونتابع بسرور مختلف أشكال التنسيق والأنشطة بين الأُردن والشقيقة الكُبرى مِصر. وكما تم في الإعلان الرسمي، فإن هذه الفاعلية تسعى إلى توحيد المفاهيم العسكرية للوصول إلى الجاهزية العالية على المستويين الإستراتيجي والتعبوي لبناء عقيدة قتالية أُردنية مِصرية مشتركة، تقوم على أساس بناء كفاءات عسكرية مُكتملة التدريب، قادرة على الانتصار في بيئات متباينة المخاطر، وتستطيع مواجهة ومجابهة التحديات الحالية والمحتملة التي تفرضها الأحداث وطبيعة البيئة القتالية التقليدية وغير التقليدية.
في جوهر إستراتيجية التمرين، التنسيق العالي بين البلدين لأجل تنفيذ سلسلة مُحْكَمَة من التدريبات العسكرية المشتركة في إطار الأهداف العليا البعيدة المدى، تعزيزًا للتعاون العسكري بين القوات المسلحة في الدولتين الشقيقتين، ولتطوير القدرات القتالية الدفاعية في إطار الخِطَط المتفق عليها، وتبادل الخبرات بين الجانبين في مناحي التخطيط والقيادة والسيطرة، وتوحيد المفاهيم العسكرية المشتركة، تسهيلًا لتحصيل النجاحات المستهدَفة بأسرع وقت في بيئات متباينة. ولهذا، شمِل التمرين على أعمال الإنزال الجوي والبحري والغطس العملياتي، ومهارات الميدان وتنفيذ الرمايات بالذخيرة الحيَّة من مختلف الأسلحة، وعلى عمليات القِتال في المناطق المَبنيَّة، ومهارات تفتيش الغرف ومكافحة القرصنة.
يتبدى للعيان يوميًا تزايد التحديات والمَخاطر والتهديدات المختلفة المُمَارَسة على منطقتنا التي تتأثر بها بسرعة، كونها الأهم إستراتيجيًا على الكرة الأرضية، فهي المِفتاح الذهبي للعالمَين القديم والجديد. وبالتالي، يُدرك الأردن ومِصر تميّز موقعيهما في إستراتيجيات مختلف الدول والتشكيلات العسكرية والأمنية. وبالتالي، من الضروري بمكان أن يتواصل الجَسر والتنسيق في الفضاءات التكتيكية والإستراتيجية بين عمّان والقاهرة، وصولًا إلى تكامل دفاعي، ولضمان شامل للأمن الوطني والاستقرار الإقليمي، ولإفساح المجال أمام الاستثمارات في العاصمتين عمَّان والقاهرة، لتنمو في بيئات مناسبة تتمتع بسهولة تفعيل الأفكار والأموال في أرضهما المِعطاءة وفي إطار وَحْدةِ الكَلمة والعَمل والهَدف الأُردني المِصري.