غور الأردن.. منطقة غنية سياحيا اهملتها الحكومات المتعاقبة

فرح موسى
غور الاردن جزء من حفرة الإنهدام التي تبدأ من جبال طوروس في تركيا، وتمر في الأردن، وتصل الى البحيرات الاستوائية في كينيا بإفريقيا، ويسمى هذا الأخدود بحفرة الانهدام الآسيوي الإفريقي. 
يُعد غور الأردن من المناطق التي تحتوي على ينابيع ساخنة، وأغلب هذه الينابيع، وعلى طول امتداد غور الاردن، ذات قيمة علاجية عالية جداً، وخصوصاً الذين يعانون من أمراض جلدية وأمراض الروماتيزم، والمفاصل، لكن للأسف الشديد هذه المياه غير مستغلة، إلا بنسبة بسيطة لا تؤدي الغرض المطلوب، ويمكن الاستفادة منها بشكل أفضل للسياحة العلاجية، كما هو الحال بالنسبة للبحر الميت. 
ويرى رئيس الجمعية الأردنية لحماية الحياة البرية، عمر العودات، ان منطقة غور الاردن تفتقر للبنية التحتية، وتحتاج الى الكثير من التمويل، وجذب الاستثمار الداخلي للمنطقة، وبدون شراكة القطاع الخاص، فإن تطوير البنية التحتية للمنطقة، وانشاء المشاريع السياحية سيبقى حلماً.
وقال، هي من المناطق السياحية، ويمكن استثمارها بشكل ممتاز، لكن أعتقد أن التقصير من جميع المؤسسات، وخاصة فيما يتعلق بتوفير الخدمات والبنية التحتية وعدم وجود تسهيلات للمستثمرين، وبالعكس قد تكون التعليمات معقدة، وتقف عائق أمام المستثمر المحلي.
بدوره، بين رئيس جمعية التنمية للإنسان والبيئة الأردنية، الدكتور أحمد جبر الشريدة أن المياه الساخنة الموجودة في الشونة الشمالية، أقامت البلدية عليها منشأة، ثم قامت بتضمينها لعدد من المستثمرين، ولم يتم عمل صيانة لهذه المنشآت مما أفقدها عنصر الجذب السياحي.
وقال، هناك أيضاً الحمة الأردنية الموجودة في منطقة المخيبة، هذه الحمة مغلقة منذ اكثر من (١٥) عاماً، ومنذ مدة أراد المتعهد إعادة صيانتها، وقد تم إضافة فندق، ومسبح شعبي، وكانت الأمور جيدة نوعا ما، لكن جاءت كورونا وعطلت كل شيء.

وقال الإعلامي تحسين أحمد التل المستشار الإعلامي لجامعة جدارا سابقاً، رئيس مركز حق للتنمية السياسية، إن منطقة الحمة الأردنية كانت حتى وقت قريب، تُعد من أهم المناطق السياحية والعلاجية في شمال الأردن، وكان يصل عدد الزوار إليها عشرات ومئات الآلاف من المواطنين والسياح العرب والأجانب، إلى أن أصبحت على ما هي عليه الآن دون أن يعرف المواطن حقيقة ما حدث لهذه الحمامات المعدنية، وسبب هذا الخراب والتدمير التي تعرضت لها قبل أقل من عقدين من الزمن.
وأكد على أن الحمامات المعدنية ليست هي الوحيدة المهملة، إنما هناك بحيرة صغيرة الحجم ربما لا يعلم المواطن الأردني عنها شيئاً، تسمى: "بحيرة العرايس"، تقع خلف الحمامات الى الجهة الشرقية أسفل منطقة ملكا، وهذه البحيرة لم تجد العناية الكافية من قبل الحكومات لاستغلالها وإقامة المنتجعات السياحية على ضفافها.
وقال التل؛ هناك عشرات المواقع السياحية والعلاجية في منطقة الأغوار، يمكن استغلالها والاستفادة منها، لأنها من أهم مناطق الجذب السياحي والعلاجي على مستوى الأردن، وربما على مستوى المنطقة العربية.
مواطنون قالوا ان منطقة غور الأردن تتمتع بمزايا فريدة، وعديدة، منها ما هو مستغل، والبقية مهملة، ومنها ينابيع، وآبار (المياه الساخنة)، ، مشيرين الى ان هذه الينابيع غير مستغلة  من قبل الجهات المختصة بالرغم من قيمتها العلاجية العالية، للاستشفاء، والاستطباب، ومعالجة الكثير من الأمراض الجلدية، والمفاصل، والروماتيزم.
واوضح المواطن أحمد عبد النعيم بني ياسين أكد ان المنطقة تمتع بمزايا عديدة، ومنها ينابيع، وآبار المياه الساخنة وتمتد على طول غور الأردن، ونذكر منها، بئر شرق منطقة وقاص، ونبع شرق الزمالية، وحمة أبو ذابلة شرق المشارع، وغيرها الكثير، لكن للأسف الشديد هذه الينابيع غير مستغلة نهائياً من قبل وزارة السياحة والآثار بالرغم من قيمتها العلاجية العالية، وكثير منها مهملة من قبل البلديات، وقسم من هذه الينابيع والآبار تم إغلاقها بالإسمنت، وبئر (وقاص) شاهد على ذلك.