كتب محمود الدباس.. تجربتي مع مستشفى السلط الجديد.. انتبهي يا وزارة الصحة..
قبل عدة شهور اضطررت لاخذ ابني لقسم الطواريء لشعوره بدوار ودوخة شديدة.. وكانت هذه اول مرة ادخل مستشفى السلط الجديد..
فكانت المفاجأة بانني وجدت نفسي في احد افضل اقسام الطواريء في الاردن.. ومنذ ما يقارب الثلاثين عام ولغاية تلك اللحظة لم اتعامل مع المستشفيات الحكومية.. الا مرة واحدة في اخر خمسة ايام من حياة والدي.. وكانت في مستشفى السلط القديم.. حيث كانت الاسواء في حياتي..
وعودة الى الوضع الجديد.. فقد تم الاستقبال من قبل اطباء الفحص المبدأي لتحديد وجهة المريض..
بعد ذلك تم التحويل لقسم الباطني.. والذي لم يقل رقي في التعامل عن سابقه..
ما اثلج صدري هو طريقة معاملة الكادر الطبي للمرضى.. على عكس ما كنت اشاهده في المستشفى القديم حين كنت ازور احد الاقارب..
شاء القدر بان تصاب والدتي بضيق نفس شديد قبل يومين.. فكان الوجهة هي قسم الطواريء في مستشفى السلط الجديد..
وللامانة والانصاف.. لم اجد اي اختلاف بين ما وجدته ولمسته قبل اشهر مع ابني عن هذه المرة.. لا بل اكاد اجزم بان التعامل كان على مستوى اعلى.. ولكون المريضة ايضا كبيرة في السن.. فكان حتى الحديث والسؤال لها بشكل اكثر من راقي..
وكانت دهشتي كبيرة حين تم ادخال والدتي الى قسم العناية الحثيثة..
فوجدتني في احد انظف وارقى اقسام العناية في الاردن..
فلم اشتم رائحة المنظفات المنفرة كما في باقي المستشفيات الحكومية..
ولم اجد تلك الكشرة او النرفزة من كافة الطواقم الطبية او الادارية التي تعاملت معها..
وحتى رجال الامن.. كنت استمتع وانا اراقب تعاملهم مع ذوي المرضى وتطمينهم على مرضاهم بطريقة تمتص غضبهم..
ليست المجاملات الزائفة من عاداتي.. فوالدتي التي ستبقى في العناية لفترة قادمة كما قال الاطباء.. هي وغيرها من المرضى في ايدي امينة.. وانا على ثقة بان اي احد منصف يتعامل مع هذا الصرح.. سيجد ما وجدته في الزيارتين..
فتحية اكبار واجلال الى مستشفى السلط الجديد.. ممثلا بادارته التي لا اعرفها.. وكافة كوادره الطبية والادارية.. ورجال الامن الذين يبثون الراحة في ارجاء المستشفى..
من لا يشكر الناس.. لا يشكر الله..
لندعم مؤسساتنا التي تطور من ادائها..
حمى الله الأردن ملكا وشعبا وأرضا..
ابو الليث..