مروان سوداح يكتب:-الأمير تشالز ودوقة كورنوال في ضيافة المَمْلَكَة
تابع الشعب الأردني باهتمام كبير وكذلك وسائل الإعلام العالمية باكورة الجولات الخارجية لصاحب السمو الملكي أمير ويلز تشارلز ودوقة كورنوال وكانت المَملكة أولها. استمرت الزيارة لمدة يومين، تجولا خلالهما في عددٍ من الأماكن الدينية والأثرية التاريخية القائمة على أرضنا المُقدَّسة، منها موقع "المغطس"، الذي شَهِدَ عُمَّاد السيد المسيح عليه السلام، على الضفة الشرقية على الأرض الأُردنية لنهر الأردن الخَالد، بالإضافة إلى (تلة مار "النبي" إلياس) وبقايا الدير والمَغارة التي عاش فيهما القديس يُوحنا المَعمدان " يحيى بن زكريا" وغيرها، كما وعاين الأميران الشريفان باهتمام كبير النقطة الجغرافية التي التقى فيها القديس يوحنا المَعمدان ويسوع المسيح الذي طلب من المَعمدان الشروع بأداء طقوس العُمّاد له كما في الإنجيل والكُتب المُقدَّسة، وتبرَّك الضيفان في المِياه المُقدّسة في الموقع الخَالِد المُطل على النهر السماوي الذي يتمتع بحمايةِ وحَدبِ الأردن ملكًا وحكومةً وشعبًا.
ورافق الأمير تشارلز ودوقة كورنوال خلال زيارتهما إلى موقع المغطس سمو الأمير غازي بن محمد، كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي له، رئيس مجلس أمناء هيئة موقع المغطس، رئيس بعثة الشرف المرافقة للوفد الضيف في عدد من الأماكن الأثرية والدينية والتاريخية، بالإضافة إلى سفيرة المَمْلكة المُتحدة لدى الأردن، السيدة بريدجيت بريند، والسفير الأردني لدى المَمْلكة المتحدة منار الدباس. كما جَال ضيوفنا الكِبار، وعلى مدار يومين اثنين، في المواقع الأثرية الأخرى، ونُظِّمت لهما لقاءات مع الطوائف المسيحية والهيئات الإنسانية، كما جاء في الأنباء.
تزامنت زيارة الدولة هذه، التي نفّذها ضيفا الأردن الساميان إلى المَمْلكة، مع مناسبتين أُردنيَّتين تاريخيّتين، إذ تحدَّث جلالة مليكنا عبدالله الثاني المُفدى حفظه الله؛ الذي رَحَّب مع جلالة الملكة رانيا بالضيوف الكِرام؛ عن التوقيت الرمزي والبارز للزيارة، ذلك أن الأردن يحتفل بمئوية تأسيس الدولة الأُردنية ومرور مئة عام على العلاقات والصداقة المُتجذِّرة بين البلدين الأردن وبريطانيا العُظمى. كذلك، جاء في بيان لقصر كلارنس هاوس، حيث المَقر الرسمي للأمير البريطاني: سيسافر أصحاب السمو الملكي أولاً إلى الأردن، حيث سيحتفلون بالذكرى المئوية للأُردن و100 عام من العلاقة الثنائية بين الأردن والمَملكة المتحدة. ولهذا، تُعتبرُ هذه الزيارة تأكيدًا بريطانيًا على لحُمة الصِّلات والتفاهمات الأردنية البريطانية المتجذرة في تاريخ العاصمتين، والتي ما توقّفت ترتدي أهمية استثنائية لهما وللمنطقة والعَالم على كل المستويات، وإلى جانب ذلك هي تعكس مَكانة وقَدَر الأردن في علاقات العُروة الوثقى التي يتمتع بها مع لندن وعواصم الدنيا وروابط المملكة الأردنية الهاشمية مع كل الأطراف الفاعلة في جهات الكرة الأرضية الأربع.
وفي الأنباء البريطانية قبل الزيارة، أن الأمير تشارلز وكاميلا "سيلتقيان في الأردن بالمجموعات الإنسانية التي يدعمها الأمير كراعٍ لنشاطاتها، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ولجنة الإنقاذ الدولية، وستُسلَّط الأضواء على دور الدولة الأردنية في إيواء 650 ألف سوري مسجل وأكثر من مليوني لاجئ فلسطيني، وستَطَّلِعُ الدوقة كاميلا على أعمال وأنشطة جلالة الملكة رانيا في حماية الأطفال والأمهات الضُّعفاء، وتُشارك في حدث "نساء العالم" الذي يُقام في الأردن، لتعزيز تمكين المرأة". ولهذا، تابعنا بشغف كبير واهتمام عارم زيارة سمو الأمير تشارلز إلى "مركز النزهة للدعم المجتمعي"، الذي أنشئ بالشراكَة بين الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد)، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما التقى الأمير عدداً من عائلات اللاجئين في الأردن من جنسيات مختلفة، إضافة لممثلي المجتمع المحلي المستفيدين من خدمات المركز، وهو ما يؤكد مواصلة الدعم البريطاني الإنساني للأردن والمجتمع المحلي في مساقات كثيرة، فالدعم المجتمعي الذي تسانده لندن في بلادنا تستفيد منه عائلات كثيرة وأطفالها، ويفتح أمامها كوى الحياة الكريمة والأعمال ومستقبل يَحترم ذواتها وكرامتها البشرية، وشعبنا لم ولا ولن يَنسى هذه المساعدات التي تُغدقها لندن على بلادنا مشكورة. والجدير بالذكر، أن آخر جولة لسمو الأمير تشارلز في المَملكة الأردنية الهاشمية كانت في عام 2015، بينما زارتها الأميرة كاميلا في عام 2013.