خالد فخيدة يكتب:-هؤلاء المذنبون في فضيحة اكسبو

أيام مضت على سقطة التاريخ والجغرافيا في معرض اكسبو دبي ٢٠٢١ ، ابحث عن مبرر لدرء الفضيحة التي أثارت غضب الشارع الأردني.
ما حصل في الجناح الأردني في هذا المعرض، ليس بحدث عابر وانما تقزيم للاردن وتاريخ ثورته العربية الكبرى وأيضا دمج قصري لكونفدرالية يرفضها الاردن مرارا وتكرارا ما لم تعلن الدولة الفلسطينية.
في الاردن، تفجر الغضب والسخرية من شاب وشابة، الاول جرد الاردن واهله من شرف إطلاق الثورة العربية الكبرى للقضاء على المستعمر وذيوله ومنح البشر حريتهم  وكرامتهم ليعلن أن هذا الحدث الجلل انطلق من الشام دمشق إلى مٱرب في اليمن.
اما الشابة التي ضمت مدينة رام الله الفلسطينية إلى الأردن أود أن أسأل منظمي الجناح الأردني في اكسبو، هل كانت حقا تعرض رام الله مع العقبة وعمان كمدن أردنية سياحية أم أن ما عرض في اكسبو مدينة أردنية مثل عجلون مثلا، اجتهدت الشابة بأنها مدينة رام الله، اما اذا كانت رام الله عرضت فعلا مع مدينتي العقبة وعمان على أنها مدينة أردنية فوجب مساءلة المشرفين والمسؤولين على تنظيم الجناح الأردني في اكسبو على ما تركوه من أثر سياسي بسبب تشكيك البعض للموقف الأردني التاريخي والثابث لتكون القدس عروس العرب وعاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة.
المشهد على إحدى الفضائيات الأردنية كان مرعبا فالشباب الأردني لا يفقه من الثورة العربية الكبرى الا اسمها وفي أغلب الأحيان قائدها ، وهي التي صنعت له كرامته وحررته من مستعمر شغله الشاغل تجهيل الاجداد والاباء وإنتاج مرحلة جديدة من العبودية التي استهدفت انتزاع كرامة وحرية أبناء الاردن وبلاد الشام .
فضيحة اكسبو وضعت الحكومة في زاوية حرجة ولا أنكر بأن خصومها اصطادوها في مقتل، فهذا الخطأ غير المغفور أخذ ابعاد كبيرة وضغطا لإقالة الحكومة وذلك كأقل تقدير ردا لاعتبار الثورة التي جعلت الاردن في هذا اليوم والايام القادمة رقما صعبا في صناعة القرار السياسي والاقتصادي على المستويين الاقليمي والعالمي.
الفيديو الذي انتشر مثل سرعة البرق للشاب والشابة يوجع القلب الى درجة تقدير شحنات انتماء جزء من شبابنا لهذا الوطن، فأن تغيب أبرز انتصارات بلدك عن ذاكرتك ومشهدك الوطني فهذا دلالة على أن الأردن لم يعد اولا عندهم وأنهم مثلوا الاردن بالواسطة والمحسوبية.
اما الشركة التي احيل عليها عطاء تنظيم الجناح الأردني في اكسبو يجب الكشف عن هويتها وأصحابها لانه ليس من المعقول أن يوفد شباب وشابات لتمثيل الاردن في اكسبو وغيرها من الفعاليات الدولية لا يعرفون سطرا عن تاريخ ثورة أجدادهم الكبرى ولا أسماء محافظات بلدنا .
الفضيحة كبيرة والمذنب فيها  جميع من ساهم بأن لا يكون الرجل المناسب في المكان المناسب.