التعليم الوجاهي يجب ان لايستبدل باي نمط تعليمي أخر

نور الكوري

مع مرور اكثر من شهرين على عودة التعليم الوجاهي في مدارس المملكة ، وقرار تقريب موعد الامتحانات النهائية الا انه مازال طلابنا يعانون من تراجع كبير في التعليم بعد غياب طويل عن التعليم الوجاهي فيحتاج الطالب لهمة قوية ونشاط جاد ومكثف لتعويض ما فاته منذ بداية جائحة كورونا والتعطيل الدراسي ،لكن هذه المهمة يقف امامها عوائق عديدة حيث اصبح من الملفت ان تجد طالبا في هذه المرحلة لا يمتلك هاتفا نقالا بعدما اضطر معظم الاهالي الى شراء هواتف لابنائهم للتعامل مع التعليم الالكتروني فاصبح الطالب لديه صعوبة في التركيز وصعوبة في التواصل واصبح شغل الشاغل للطلبة هي مواقع التواصل الاجتماعي هذا ما انتجه التعليم عن البعد ، بالاضافة الى وجود فئة كبيره من الكادر التعليمي لم يكن في صف الطالب بل كان من الفئة التي نشرت شائعة عودة التعليم عن بعد والذي كان دافع عند الطلبة لعدم متابعة الدراسة  منذ عودة التعليم الوجاهي الى الان .

ومن جانب الممارسات التعليمية ظهرت فجوة كبيره في التعلم المواد لاساسية التي تحتاج الى جهد اكبر من المعلم والمتعلم في تعلمها والتمكن من المهارات الاساسية لها التي تعالج الفجوة التعليمية التي حدثت خلال مرحلة التعليم عن بعد للمباحث الدراسية المختلفة .ِ

ان التعليم الوجاهي ، بعد ان خيمت عليه ظلال كورونا واجبرت البيئة التعليمية على التحول الى التعليم عن بعد ،واجه مجموعة من التقلبات ،كقلة اهتمام بعض اولياء الامور بمتابعة دراسة ابنائهم ، وترك الحابل على الغارب ليدرسوا وقت ما يشاؤون ، طالما ان دور المدرسة الرقابي انحصر في متابعة الطالب من وراء شاشة الحاسوب او الهاتف الذكي ،مع معاناة معظم الاهالي في توفير وسائل ومتطلبات هذا النوع من التعلم حاصة في المناطق الريفية التي تعاني من ضعف في شبكة ، ولم تقتصر تقلبات التعليم الوجاهي على حياة الطالب فقط ، ف ظلت الكثير من المدارس عاجزة امام توقف التعليم الوجاهي وواجهت الكثير من التحديات ، مثل وجود الكثير من المعلمين غير المدربين بشكل كاف على التعامل مع ادوات التعليم عن بعد وضعف البنية التحتية لدى بعض لالمدارس التي لاتتوفر فيها اجهزة حديثة وخدمات انترنت تساند المعلم في متابعة طلابه الكترونيا .


جميع ما ذكر اعلاه اثر على التعليم سلبيا مما اثر على الطالب نفسه ولا سيما بعد الانقطاع الطويل عن التعليم الوجاهي لكن للاسف الفترة التي عاد فيها الطالب الى مقاعدالتعليم  الوجاهي باتت في نهايتها بعد قرار وزارة التربية والتعليم في تقديم الامتحانات النهائية وهي على علم كبير بان التعليم الوجاهي هو الحل الامثل بعد تغير المناهج الدراسية فقد اصبحت من الصعب جدا على الطالب استيعابها بطرق اخرى غير التعليم الوجاهي وخاصة المواد الاساسية متل الرياضيات واللغه العربية واللغة الانجليزية والعلوم.

من المهم استمرار التعليم الوجاهي لاهميته بالمجال النفسي والاجتماعي واكتساب المهارات عبر التفاعل بين الطلبة ، ونحن نعلم كل العلم ان التعامل مع الاجهزة الالكترونية الصماء بدل من التعامل مع المعلم سبب ضررا نفسيا على الطالب واثر على سلوكياته في التعامل السليم و اكتساب المهارات المختلفة.
 لذلك يجب الحفاظ على وجود الطلاب داخل صفوفهم ومدارسهم ،وادراك ان التعليم الوجاهي لا يستبدل باي نمط تعليمي اخر ، فهو برأيي ، السبيل الوحيد والاكثر نجاحا في تلقي الطلاب تعلمهم المباشر من معلميهم ،كما يظل الخيار الافضل والامثل ، والقابل للتأقلم والتكيف مع التغيرات والتطورات ، والقادر على الاستفادة من ادوات التعلم المساندة ،والمشارك الاساسي في بناء شخصيات الطلاب ورفدهم بكل مفيد من الثقافة  والعلم والمعرفة.