باحثة إسبانية تحاضر حول إرث شاعرات الأندلس

مندوبة عن سمو الأمير الحسن بن طلال رعت سمو الأميرة رحمة بنت الحسن، أمس الثلاثاء، محاضرة سنوية ضمن برنامج محاضرات "إميليو غارثيا غوميث"، والتي جاءت تحت عنوان "إرث شاعرات الاندلس" ألقتها الباحثة الأكاديمية الدكتورة آنا لوبيث-ناباخاس.

ونقلت سمو الأميرة رحمة في كلمة ألقتها في افتتاح فعاليات المحاضرة في مركز الحسين الثقافي؛ تحيات سمو الأمير الحسن بن طلال وإشادته بدور هذه النشاطات في تيسير التفاعل الثقافي والأكاديمي بين العالمين العربي والأيبيري-اللاتيني لرفع راية الآداب والمعارف والعلوم الإنسانية.

وأكدت سموها أن الأردن يعكس للعالم صور المحبة والشراكة الإنسانية مع الجميع ويتمثل ذلك من خلال هذه الفعاليات والشراكات. وأشارت سموها إلى أنه مع اتساع رقعة الأدب وآلياته في القرن العشرين، وظهور المدارس الفلسفية، ونهوض الحراك النسوي في العالم، بدأت المرأة بالظهور بشكل تأثيري مباشر في الفكر والأدب.

ولفتت سموها، إلى أن نقاد ومبدعين يؤكدون أن مهمة الأدب هي نقل الصورة الحقيقية للواقع، وتقديمها من خلال النصوص الإبداعية، سواء أكانت نمطية أو تقدمية ترصد صورة المرأة التي تحتل مواقع مختلفة في الحياة.

من جانبها، أعربت السفيرة الإسبانية أرانثاثو بانيون دابالوس في كلمتها عن سعادتها لاستضافة الدكتورة ناباخاس في هذه المحاضرة، والتي تؤكد في أعمالها ضرورة الحديث عن المنجز النسائي في الكتب المدرسية، وذلك لتسليط الضوء على دور النساء العلمي والفني والأدبي والتاريخي.

وأكدت أن هذه المحاضرات تعمل على تعزيز الشراكات والروابط بين البلدين الصديقين (إسبانيا والأردن) بشكل خاص والدول العربية عموما، مشيرة إلى أنه في كل عام يجري ضمن محاضرات "إميليو غارثيا غوميث"، استضافة باحث أكاديمي له حضور نوعي ليقدم محاضرة ضمن هذا البرنامج.

وبينت مديرة المعهد الملكي للدراسات الدينية الدكتورة رينيه حتر في كلمة لها أن برنامج "محاضرة إميليو غارثيا غوميث" احدى ثمار "الديوان العربي الايبيري اللاتيني للفكر والتبادل الثقافي" الذي جرى إطلاقه عام 2017 كمنبر لتعزيز الحوار بين العالم العربي والعالم الايبيري-اللاتيني، والتعاون على المستويات الاكاديمية والاجتماعية والثقافية.

وثمنت دور سمو الأمير الحسن في الدعوة إلى إحياء درب الافكار والعودة إلى الانتاج المعرفي وتبادل الآداب والعلوم عن طريق التراجم، مشيرة إلى أن سموه يؤكد دوما أن درب الأفكار لم يعرف حدودا فاصلة بين إسبانيا والوطن العربي.

وفي محاضرتها، لفتت الدكتورة ناباخاس إلى أن الارث الثقافي العربي في الأندلس يمثل نقطة مرجعية للعالم كله، منوهة إلى أن فترة الأندلس كانت فترة ثقافية غنية على مختلف الصعد.

ولفتت الدكتورة ناباخاس إلى أن ما قدمته النساء الأندلسيات من إبداع جدير بالاهتمام، حيث أن العديد منهن أبدعن في حقول، منها الملاحة والزخارف والرسم وخصوصا الشعر.

وسلطت ناباخاس الضوء على أبرز المبدعات من النساء الأندلسيات لا سيما الشاعرات منهن وخصوصا في غرناطة بين القرنين التاسع والثالث عشر الميلاديين. يذكر أن المحاضرة التي أدارها الدكتور مصلح النجار نظمتها سفارة إسبانيا ومعهد ثيربانتيس في الأردن والمعهد الملكي للدراسات الدينية وبالتعاون مع أمانة عمان الكبرى.

وكان الدكتور مصلح النجار الذي أدار اللقاء قد لفت الى أن الارث الثقافي المشترك الذي يجمع الأمتين العربية والاسبانية مما جعل مساهمة الاثنين معا في الحضارة الإنسانية مزيجا يصعب فصله.

--(بترا)