كلام في المحظور / 1 اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية

مروان العمد


كنت قد سبق لي وان كتبت مجموعة من المقالات تحت هذا العنوان الرئيسي في مختلف الامور الداخلية ، منتقداً الكثير من الاحداث والممارسات التي تتم في وطني الاردن ، وذلك من دافع خوفي وحرصي عليه ، وعلى امنه واستقراره ، وعلى قيادتنا الهاشمية برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والاسرة الهاشمية ، حتى بدوت في بعضها انني اصبحت او اقتربت من تيار المعارضة مع انني ما كنت كذلك ولن اكون . وسوف ابقى المواطن الاردني المعتز بأردنيته والمنتمي اليها ، والحامل لجنسيتها . وسوف ابقى بعيداً عن صراع الهويات الفرعية ، بالرغم من انني كنت واسرتي من ضحاياها . وذلك من منطلق ( دعوها فهي منته ) . وكان حديثي في هذه المقالات بسقف متوسط العلو ، ولكن الحريص في نفس الوقت على ايصال ما انوي ان اقوله من غير اغضاب احد . وكنت المح الى عزمي على التوقف عن الكتابة بعد تلك المقالات . الا ان نسبة القبول والتفهم لما كنت اقوله ، ونسبة الرافضين لفكرة توقفي عن الكتابة ، جعلني اغض الطرف عن ذلك ، واواصل الكتابة وان كان بشكل متقطع ، ومتجاوزاً عن الكثير مما كنت اود ان اقوله . حتى مناقشاتي وتدخلاتي في الحوارات التي تدور على مجموعات الواتس اب قد حصرتها في حدها الادنى .
وكان ذلك بعد تشكيل جلالة الملك المعظم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وما رافقها من ردود افعال ومواقف احترم اصحابها واختلف كثيراً معهم على مضمونها ، والتي كتبت على إثرها خمسة مقالات بعنوان ( هل حقاً يوجد في الاردن من يريد الاصلاح ، او من يعمل من اجله ) . والتي خلصت فيها الى ان الجميع في الاردن يتحدث عن الاصلاح ولكن لا يوجد احداً يعمل من اجله ، او حتى مستعداً ان يعمل من اجله ، ناهيك ان يكون يريده . وان مفهوم الاصلاح عند الغالبية منحصراً بالهجوم على كل شيئ و كل شخص ، والمطالبة بكل شيئ يحقق المصلحة الشخصية ويوصل المعارض الى الكرسي . وان الحديث عن حب الوطن والدفاع عن مصالحه واسترداد المال المنهوب ، والحديث عن ثروات الاردن الكامنة والتي بامكانها ان تجعل الاردن في مقدمة الدول ثراءً وتقدماً كله كلام في كلام . وحتى الحديث عن القيم الدينية وضرورة الالتزام بها هي صادرة اما عن تجار الدين او السياسة . او من متطرفين ومتشددين ، او نكاية بالآخر وانكاراً له ولحقوقه . وكذلك الحديث عن منعة الاردن ووحدته والعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات ما بين مكوناته وهوياته الفرعية هو مجرد دفاعاً عن مكاسب حصل عليها البعض ، او حقوقاً ضائعة من البعض يطالبون بها . وان كل ذلك يتوقف وينقلب الى ضده اذا مس حقوقاً من حقوقهم ومكتسباتهم . وان كل هذ الكلام عن قضايا العرب بما فيها القضية الفلسطينية ، يتوقف عندما يمس ذلك هويات البعض الفرعية .
وان ما يجري من مناقشات ، وما يطرح من افكار على وسائل التواصل الاجتماعي والحدة في الكثير من الاحيان بالنقاش ، تجعل الكثيرين يعزفون عن المشاركة في النقاش . واذا حصل وان فعلوا ذلك فسرعان ما يتم قمعهم وقمع افكارهم .ناهيك ان هذه الوسائل اصبحت مخصصة لنشر كل شيئ يطعن في للاردن و كل ما يسئ اليه ، وفبركة المعلومات والاخبار الكاذبة عنه ، وسرعة تداولها والتعامل معها كحقائق ، دون محاولة التأكد من صحتها ومنطقيتها ، بالرغم من ان اكثرها واضحاً عدم صحتها وانعدام منطقيتها .
كل ذلك جعلني اتردد بالكتابة واعيد التفكير بالتوقف عنها . وكذلك التوقف عن المناقشة في اي موضوع يطرح على وسائل التواصل الاجتماعي ، وخاصة بعد بعض الردود على مقالتي بعنوان الهويات الفرعية والهوية الجامعة ، وسوء الفهم الذي قوبلت به من قبل البعض والذي وصل الى مرحلة التخوين والتهجم المباشر والغير مباشر . بالرغم من الاشادات الكثيرة التي وردتني عليها ، والتي وصلت في بعضها للقول انها من اجمل واروع واصدق ما قيل حول هذا الموضوع .
ولكن لا يزال لدي بعض ما اقوله ، وفي عدد محدود من المقالات العالية السقف والصريحة و الواضحة والمباشرة بلغ عددها حتى الآن الثمانية وقد تزيد . والتي لا اسعى من خلالها الى كسب التأييد والتصفيق وعبارات الاعجاب . وبنفس الوقت فأنني لن ابالي بعبارات النقد والمعارضة والهجوم او حتى المسائلة القانونية . ولكن فقط لاقول ما يجول بخاطري وما انا مقتنع به . وسوف اعمل على نشر هذه المقالات على صفحتي على الفيسبوك ، ولن اقوم بنشرها واعتباراً من هذه المقالة على المواقع الاخبارية المختلفة ، ولكني سوف ارسلها لبعض الاصدقاء الاعلاميين اصحاب هذه المواقع ، تاركاً لهم كامل الحرية في نشرها او تجاهلها وشطبها . وقد ارسلها لبعض مجموعات الواتس اب .
وقبل ان ادخل في صلب المواضيع التي سوف اكتب عنها والمتعلقة بمخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وتداعياتها وما اثارته من جدل ونقاش ، فسوف اكتب مقالة عن الحكومة وما عليها ، واخرى عن مفهومي للولاء والانتماء . وبعد ان انهي مقالاتي هذه سوف اكتب عن وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في ايصالنا الى ما وصلنا اليه .وسوف يكون ذلك على التتابع ان شاء الله