لا علاج لها.. ماذا يفعل المصابون بحالة الوردية؟


تتناول نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، اليوم الثلاثاء، الوردية، الحالة الجلدية التي تؤثر بشكل رئيس على الوجه، وتبدأ غالبا بين سن 30 إلى 60 عاما.

وتوضح نشرة المعهد أسباب هذه الحالة الجلدية، وأعراضها، والعلاج الذي قد يخفف الأعراض ويساعد في السيطرة عليها، إضافة إلى إجراءات يومية ضرورية يُنصح باتباعها.

إذا كان وجهك يبدو وكأنك تحمر خجلاً وظهرت لديك نتوءات تشبه حب الشباب إلى حد ما، فقد تكون مصابًا بحالة جلدية تسمى الوردية.

ما هي الوردية؟
الوردية هي حالة جلدية مزمنة تؤثر بشكل رئيسي على الوجه. قد تكون حالة عابرةً أو متكررة أو مستمرة. كانت تعرف سابقًا باسم حب الشباب الوردية، إلا أن هذا غير صحيح لأنه لا علاقة لها بحب الشباب. 
تبدأ الوردية غالبًا بين سن 30 و60 عامًا، وهي شائعة لدى أصحاب البشرة الفاتحة والعيون الزرقاء، وأكثر شيوعًا عند النساء، لكن الأعراض يمكن أن تكون أسوأ عند الرجال. يمكن أن يساعد العلاج في تخفيف الأعراض. 

ما هو سبب الوردية؟ 
هناك العديد من النظريات حول سبب الوردية، بما في ذلك العوامل الوراثية والبيئية وطبيعة الأوعية الدموية والالتهابات. يلعب تلف الجلد الناتج عن التعرض المتكرر للأشعة فوق البنفسجية دورًا في ذلك، إذ يمكن للأشعة فوق البنفسجية (UV)  أن تتلف وتدمر بروتينات الإيلاستين والكولاجين الموجودة في الجلد والذي يؤدي إلى تكسير الأوعية الدموية الرقيقة بسهولة أكبر وتعرضها لسطح الجلد.  
أيضًا، قد يؤدي التعرض لهذه الأشعة إلى نمو المزيد من الأوعية الدموية لدى المصابين بالوردية. كما يبدو أن الاستجابة المناعية الفطرية للجلد مهمة، حيث لوحظت تركيزات عالية من الأجسام المضادة للميكروبات في الوردية. 
ومن العوامل التي تؤثر على حدوث الوردية ما يلي:
-جيناتك: فغالبًا ما تسري الوردية في العائلات. 
-مشكلة في الأوعية الدموية: قد يكون الاحمرار على جلدك بسبب مشاكل في الأوعية الدموية في وجهك. قد تتسبب أشعة الشمس في اتساعها، مما يسهل على الآخرين رؤيتها. 
-العث: وهي حشرات قد تعيش بشكل طبيعي على بصيلات الشعر على بشرتك وعادة ما تكون غير ضارة ولكنها تسبب تهيج البشرة. على الرغم من ذلك، يعاني بعض الأشخاص من حساسية شديدة تجاه العث، أو لديهم حساسية أكثر من هذه الحشرات أكثر من المعتاد 
-بعض أنواع البكتيريا: يعيش نوع من البكتيريا يُسمى (H. pylori) عادة في معدتك. تشير بعض الدراسات إلى أن هذه الجرثومة يمكن أن ترفع كمية هرمون الجهاز الهضمي المسمى غاسترين، مما قد يتسبب في ظهور احمرار في الجلد. 
-قد تجعلك بعض الخصائص الوصفية أكثر عرضة للإصابة بالوردية:على سبيل المثال، تزداد فرص إصابتك بحالة الجلد إذا كان لديك بشرة فاتحة وشعر أشقر وعيون زرقاء. 

الأعراض:
-احمرار في أنفك وخدودك وجبينك وذقنك وجبهتك والذي يظهر ويختفي، كما يمكن أن يظهر اللون على رقبتك أو رأسك أو أذنيك أو صدرك. قد يكون من الصعب رؤية الاحمرار على البشرة الداكنة. 
-ظهور الأوعية الدموية البارزة حيث يكون هناك توسع في الشعيرات. 
-وجود حطاطات وبثور حمراء على الأنف والجبهة والخدين والذقن، وهي على عكس حب الشباب فلا توجد رؤوس سوداء أو رؤوس بيضاء. 
-شعور بالحرقان أو الوخز عند استخدام الماء أو منتجات العناية بالبشرة.  بعد فترة، قد تظهر الأوعية الدموية من خلال جلدك، والتي يمكن أن تتكاثف وتنتفخ. 
يعاني ما يصل إلى نصف الأشخاص المصابين بالوردية من مشاكل في العين مثل الاحمرار والتورم والألم، (التهاب الملتحمة، والتهاب القرنية، والتهاب النسيج الوعائي)، ووجود بقع صفراء أو برتقالية على الجلد حول العينين والتهاب الجفون أو القشور حول جذور الرموش.  قد يكوّن هذا الالتهاب جلدا سميكا، بشكل رئيسي على الأنف (Rhinophyma) يظهر عادة بعد سنوات عديدة. 
-جفاف وحساسية البشرة، قد تشعر بحرقان لاذع، خاصة كرد فعل للمكياج أو نتيجة التعرض للشمس والطعام أو الشراب الحار، وواقيات الشمس وكريمات الوجه الأخرى.
-في حالات نادرة قد تظهر وذمة صلبة في الجزء العلوي من الوجه بسبب الانسداد اللمفاوي. 

العلاج:
لا يمكن علاج الوردية، ولكن يمكن أن يساعد العلاج من قبل الطبيب في السيطرة على الأعراض. قد يقترح عليك طبيبك وصفات الكريمات والمواد الهلامية التي تضعها على بشرتك إضافة إلى تناول المضادات الحيوية لمدة 6 إلى 16 أسبوعاً. 

الوقاية:
هناك أشياء يمكنك تجربتها للمساعدة في علاج الأعراض تشمل ما يلي:
-إذا كنت تعلم أن أحد المحفزات، مثل الكحول أو الأطعمة الحارة، يزيد الأعراض سوءًا، فحاول تجنبها قدر الإمكان. 
-حاول تغطية وجهك في الطقس البارد. 
-استخدم منتجات العناية بالبشرة اللطيفة للبشرة الحساسة .
-نظف جفونك مرة واحدة على الأقل يوميًا إذا كنت تعاني من التهاب الجفن. 
-اتخاذ خطوات لإدارة وتخفيف التوتر. 
-لا تقم أبدًا بتطبيق الستيرويد الموضعي على الوردية لأنه على الرغم من أنه يمكن ملاحظة تحسن قصير المدى (تضيق الأوعية وتأثير مضاد للالتهابات)، فإنه يجعل الوردية أكثر حدة خلال الأسابيع التالية (ربما عن طريق زيادة إنتاج أكسيد النيتريك). 
وهناك أشياء يجب الابتعاد عنها:
-لا تتناول مشروبات تحتوي على الكثير من الكافيين (الموجود في الشاي والقهوة والشوكولاتة). 
-لا تأكل الجبن ولا تأكل الطعام الحار. 
-لا تمارس الكثير من التمارين الهوائية، مثل الجري.