اثر التغير المناخي.. انعكاس سلبي على القطاع الزراعي وتغير بخصائص التربة


العوران مواجهة التغير المناخي بالبحث العلمي وانتاج اصناف جديدة مقاومة 
الانباط – سالي صبيحات
اكد  الناطق الاعلامي باسم وزارة الزراعة لورانس المجالي، ان التاثيرات  المناخية انعكست سلباً على القطاع الزراعي الذي بات يعاني من نقص مياه الري وتأخر المواسم الزراعية وتداخلها، في حين يرى مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران ان هنالك اثار سلبية ناتجة عن التغيرات المناخية سيغير في خصائص التربة الكيميائية والفيزيائية وتأثيرها على المياه وتغير نوعيتها ايضا بسبب عدم تغذية المياه الجوفية، مشيراً الى ان مواجهة هذا التغير يجب ان يكون بالبحث العلمي ويتطلب انتاج اصناف جديدة مقاومة ومتلائمة مع تدني درجات الحرارة.
فعاليات القمة العالمية للتغير المناخي التي بدأت الاسبوع الماضي بمشاركة 200 دولة، وتعتبر القمة الأكثر أهمية بعد اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، شارك الوفد الأردني فيها في جميع الاجتماعات والنشاطات التي شملها المؤتمر، والتي توفر فرصة لتبادل الخبرات بهدف تطوير العمل المناخي والتنمية المستدامة في الأردن، لتحقيق المساهمات الوطنية المحددة التي قدمتها المملكة للتصدي للتغير المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية.
المجالي اشار ايضا ان الاردن لم يكن بمنأى عما يشهده العالم من التأثيرات والتغيرات الناجمة عن التغيير المناخي ومخاطره المتمثلة بالتحول الجذري في الطقس وأزمات المياه، والكوارث الطبيعية الكبيرة، والفشل في التخفيف من حدة آثار التغيرات المناخية والتكيف معها، لافتاً إلى ان هذه التاثيرات انعكست سلباً على القطاع الزراعي الذي بات يعاني من نقص مياه الري وتااخر المواسم الزراعية وتداخلها واثار ذلك على تدني اسعار البيع.
واضاف لـ"الانباط" إن الوزارة تستهدف المواءمة بين الخطط والاستراتيجيات في القطاعات كافة للتعامل مع آثار التغير المناخي خاصة فيما يتعلق بانخفاض الهطول المطري وندرة المياه وأثر اللجوء على البيئة والواقع الزراعي في ظل شح المياه، مشيرا إلى أن الوزارة اتخذت عدة خطوات عملية في هذا الاتجاه بالعمل على خطة التحريج الوطني وبرنامج تشجير الخط الصحراوي والسدود والاستفادة من المياه المعالجة، وانشاء الحفائر المائية والسدود الترابية وتقنية الشرنقة الموفرة للمياه وصولاً إلى زراعة 5 آلاف دونم من أراضي الدولة، وأيضا 5 آلاف دونم من الأراضي الخاصة والمملوكة في إطار خطة استدامة واقعية وحقيقية تدعم عناصر الاستدامة من رقابة ومتابعة وري.
وبين ان الوزارة تعمل على تنسيق كافة خططها وتوجهاتها وفق التحديات المتمثلة بالتغير المناخي وأثره على القطاع الزراعي والغطاء النباتي والثروة الحيوانية وايضا الاحتياج العالمي والإقليمي للزراعات بناء على آثار التغير المناخي المستقبلية وكيفية وضع الأطر التسويقية التي تدعم استمرارية واستدامة الإنتاج ضمن سلاسل الإنتاج والإمداد محليا وخارجيا.
وقال "أن الوزارة تتعامل مع أزمة التغير المناخي وفق محورين، الأول يتضمن تخفيف آثاره من خلال التوسع في الزراعات والحصاد المائي والمشاريع التي تعتمد على توفير المياه، والثاني التكيف من خلال منح قروض الطاقة البديلة في المشاريع والصناعات الزراعية," لافتا إلى أن التوجيهات الملكية الدائمة والمستمرة تؤكد الاهتمام الكبير في القطاع الزراعي لجهة تحقيق الأمن الغذائي."

من جهته، اشار مدير عام اتحاد المزارعين المهندس محمود العوران الى أن قمم التغيرات المناخية هي ليست المرة الاولى التي يشارك فيها الملك عبدالله الثاني، ونحن الآن نعيش التغيرات المناخية اذ لاحظنا الموسم الماضي كان هنالك هطولات مطرية اقل من المعدل رافقتها خلال فصل الصيف درجات حرارة اعلى من المعدل بين 10 ل 12 درجة مئوية وكانت الفترة الزمنية طويلة، وان تاثير المناخ على القطاع الزراعي يعني تدني حاد في درجات الحرارة خلال الشتاء مع تدني في الهطولات المطرية.
واضاف لـ"الانباط " لم نكن نتوقع ان منطقة الاغوار والبحر الميت التي تقل 340 مترعن سطح البحر يكون فيها صقيع وهذا عمل على إتلاف المحاصيل ونعلم أن منطقة وادي الاردن هي سلة غذاء الاردن، وبالتالي عملية البيع داخل الاسواق المركزية انعكست فوراً على الاسعار وارتفاعها بسبب تلف اكثر من 50% من المحاصيل وبعض الاحيان تلف كافة المحاصيل حسب درجة الصقيع مما ادى الى نقصان الكميات المعروضة في الاسواق"
وقال العوران ان الارتفاع الحاد في درجات الحرارة يؤدي ايضا الى تلف معظم المحاصيل الحساسة مثل الخيار والكوسا واسعارهم كانت عالية نتيجة تأثرهم في درجات الحرارة العالية والمزارعين يعرفون كيف يواجهون الارتفاع الحاد على درجات الحرارة لفترة زمنية قصيرة مثل موجات الحر التي تستمر ليوم او يومين، كما يستطيع المزارع مواجهتها من خلال عمليات الري اذا كانت مياه الري متاحة وان لم تكون متاحة نأخذها من الابار الارتوازية التي تحتاج كهرباء وتكاليف اضافية مما يؤدي الى كلفة على مستلزمات الانتاج وبنفس الوقت ارتفاع بحجم مديونية المزارع.

ولفت الى ان هنالك اثار سلبية ناتجة عن التغيرات المناخية سيغير في خصائص التربة الكيميائية والفيزيائية وتأثيرها على المياه وتغير نوعيتها ايضا بسبب عدم تغذية المياه الجوفية، مشيراً الى ان مواجهة هذا التغير يجب ان يكون بالبحث العلمي ويتطلب انتاج اصناف جديدة مقاومة ومتلائمة مع تدني درجات الحرارة.
خبيرة البيئة وتغير المناخ هلا مراد قالت، ان علامات التغير المناخي تظهر في اربعة عوامل من اختلاف واختلال الموارد وتأخرفصل الشتاء وصيف ابكر، مبينة ان الامطار تهطل بغزارة على شكل امطار رعدية وحمضية مما تؤدي الى غرق الشوارع وهذه المياه لا نستطيع الاستفادة منها اصلاً وتسبب بعض الاضرار مثل فيضانات عمان واضرار شح المياه وتصحر الاراضي وجفاف الاشجار في مناطق الغابات,بالاضافة الى دمار 70% من محاصيل الحمضيات في الاغوار الشمالية عام 2020.